المزيد

قبيلة ورفلة عمق تاريخي ودور محوري في ليبيا

كتبت شيماء طه

قبيلة ورفلة هي واحدة من أكبر وأقدم القبائل الليبية التي تمتد جذورها إلى العصور القديمة في منطقة شمال إفريقيا ، تتمركز القبيلة بشكل أساسي في مدينة بني وليد والمناطق المحيطة بها في شمال غرب ليبيا، وتعتبر من القبائل التي لها وزن سياسي واجتماعي كبير في البلاد.

عرفت القبيلة بدورها المؤثر في العديد من المحطات التاريخية، سواء في مواجهة الإستعمار أو في الأحداث التي مرت بها ليبيا خلال العقود الماضية.

الأصل والتاريخ

قبيلة ورفلة تعود في أصولها إلى العرب الذين استقروا في شمال إفريقيا بعد الفتوحات الإسلامية. وعلى الرغم من أن القبيلة تمزج بين الأصول العربية والبربرية، إلا أنها تُعرف اليوم بأنها جزء لا يتجزأ من النسيج القبلي العربي في ليبيا.

شكلت القبيلة تاريخيًا قوة إجتماعية مهيمنة في منطقة بني وليد وما حولها، وكانت لها تقاليد قوية في الإدارة المحلية والتنظيم القبلي الذي يعتمد على النظام التقليدي للقبائل الليبية.

تاريخيًا، كانت قبيلة ورفلة جزءًا من التحالفات القبلية التي خاضت المعارك ضد الاستعمار الإيطالي في أوائل القرن العشرين.

وقفت القبيلة إلى جانب الثوار الليبيين في نضالهم ضد الاحتلال، وكان لها دور بارز في مقاومة التوسع الإيطالي في مناطقهم، لا سيما في الحرب الليبية الإيطالية التي استمرت من عام 1911 حتى 1931.

دور القبيلة في فترة حكم القذافي

في عهد معمر القذافي، كانت قبيلة ورفلة من الداعمين الرئيسيين للنظام، حيث اعتبرها النظام جزءًا من التحالفات القبلية التي استخدمها القذافي لتعزيز سلطته وتدعيم استقرار نظامه.

وكانت بني وليد تعتبر واحدة من المدن التي دعمت النظام بشكل ملحوظ، واستفادت القبيلة من هذا التحالف في الحصول على امتيازات خاصة داخل الدولة، سواء في الجانب السياسي أو العسكري.

ومع ذلك، لم تكن هذه العلاقة خالية من التوترات، ففي بعض الفترات واجهت القبيلة تحديات داخلية وخارجية نتيجة للسياسات التي انتهجها النظام، إلا أن قبيلة ورفلة بقيت واحدة من القبائل القوية التي تتمتع بنفوذ واسع في المشهد الليبي.

خلال الثورة الليبية عام 2011 التي أطاحت بنظام القذافي، اتخذت قبيلة ورفلة موقفًا معقدًا.

في البداية، كانت القبيلة تُعتبر من المناطق المؤيدة للقذافي، ورفضت الإنضمام للثوار في المراحل الأولى من الصراع، كانت مدينة بني وليد واحدة من آخر المدن التي بقيت تحت سيطرة النظام، مما جعلها محط تركيز الثوار الذين سعوا للسيطرة عليها.

في أكتوبر 2011، وبعد سقوط طرابلس في يد الثوار، اندلعت معارك عنيفة للسيطرة على بني وليد، حيث قاومت القوات الموالية للقذافي في المدينة لفترة قبل أن تسقط أخيرًا.

بعد سقوط القذافي، واجهت القبيلة تحديات في إعادة تعريف دورها في ليبيا الجديدة، حيث كانت القبيلة تُعتبر من الفصائل التي وقفت ضد الثورة في بداية الأمر، مما جعلها تواجه بعض الضغوط من القوى السياسية الجديدة.

بعد الثورة، عانت قبيلة ورفلة من الانقسامات الداخلية نتيجة للمواقف المختلفة التي اتخذها بعض أفرادها من النظام السابق والثورة.

ومع غياب الإستقرار السياسي في البلاد، أصبحت القبيلة في وضع معقد حيث سعت للحفاظ على استقلالها وكيانها القبلي في ظل الفوضى التي اجتاحت ليبيا بعد الثورة.

على الرغم من هذه التحديات، لا تزال قبيلة ورفلة تتمتع بتأثير قوي في منطقتها، وبرزت كقوة محلية تحاول الحفاظ على الأمن والاستقرار في بني وليد والمناطق المحيطة.

لعبت القبيلة دورًا في بعض المفاوضات والمبادرات المحلية الرامية إلى تحقيق التهدئة بين الفصائل المتنازعة في ليبيا.

في ليبيا ما بعد الثورة، يتوقع أن تستمر قبيلة ورفلة في لعب دور محوري على المستوى المحلي وربما الوطني ، بفضل عدد أفرادها الكبير ونفوذها التاريخي، من المحتمل أن تشارك القبيلة في أي تسويات سياسية أو اجتماعية تهدف إلى إعادة بناء الدولة الليبية.

على الرغم من التحديات الداخلية والخارجية التي تواجهها، لا تزال قبيلة ورفلة تمثل أحد الأعمدة الرئيسية في المشهد القبلي الليبي .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى