حوارات و تقارير

في ذكرى استرداد طابا: الإرادة المصرية تصنع التاريخ وتعيد الأرض

استعادت مصر سيادتها على طابا في التاسع عشر من مارس عام 1989، تاريخ يُخلد تلاحم الشعب المصري مع قيادته وجيشه الباسل، مُعلنًا للعالم بأسره أن أبناء النيل لن يفرطوا في ذرة تراب من أرضهم، وأنهم على استعداد للدفاع عنها بكل السبل، سواء بالقوة أو بالسلام.

ذكرى استرداد طابا

في هذا الإطار، شدد اللواء فؤاد فيود، أحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة، على أن استرجاع طابا قدم درسًا قيمًا للمصريين، يتمثل في أهمية الوحدة والتكاتف مع القيادة السياسية والقوات المسلحة. فقد أدرك المصريون أن الاتحاد والإصرار هما أقوى الأسلحة لهزيمة الأعداء وتحقيق النصر.

وأوضح أن الإسرائيليين كانوا يأملون في استسلام مصر، لكن الشعب المصري رفض ذلك وأثبت للعالم قدرته على المفاجأة، فبعد الانتصار الباهر في حرب السادس من أكتوبر عام 1973، واصلنا الكفاح من خلال المفاوضات.

وتطرق إلى أنه بعد اتفاقية كامب ديفيد، عادت العريش إلى الحضن المصري في 26 مايو 1979، وظلت طابا محل نزاع بعد ادعاءات تل أبيب بأنها ضمن حدودها. لكن فريق القانونيين والدبلوماسيين المصريين نجحوا في استرداد طابا أمام محكمة العدل الدولية.

وأكد اللواء فيود أن سيناء كانت عبر التاريخ محط أطماع الغزاة، لكن منذ أن استعادت القوات المسلحة آخر شبر فيها، لم يعد بمقدور أي معتد الاقتراب منها، ومن يحلم بذلك يحلم بالمستحيل.

الإصرار المصري

من جهته، أفاد اللواء نصر سالم، أحد أبطال حرب أكتوبر، بأن الأحلام مهما بدت بعيدة، فإن الإصرار المصري وحبه العميق للوطن يجعل تحقيقها ممكنًا.

وأضاف: “عندما فقدنا أرضنا في الخامس من يونيو عام 1967، ظننا أنه اليوم الأسوأ في تاريخنا، لكننا لم ندرك أن النصر المبين كان في الأفق في السادس من أكتوبر عام 1973”. وأشار إلى أن الإرادة المصرية كانت العامل الحاسم، حيث وقف الشعب صفًا واحدًا خلف قيادته، رافضًا الهزيمة ومساندًا جيشه، مما أدى إلى اعتراف العدو بحقوق مصر وسيادتها على أراضيها.

وأكد أن النضال لم يقتصر على المعارك العسكرية، بل تواصل في محاكم التحكيم الدولي، حيث حاولت إسرائيل التشكيك في مصرية طابا وتقسيمها، لكن الحقيقة لا تقبل القسمة، وصاحب الحق لا يرضى إلا بعودة كل شبر من أرضه.

وأشاد بدهاء المفاوض المصري الذي أحبط مخططات العدو، ونجح في كسب تأييد جميع القضاة باستثناء القاضي الإسرائيلي، الذي اعترف لاحقًا بأمله في خطأ المفاوض المصري، لتعود الأرض المصرية كاملة دون نقصان.

وفي الختام، تحدث الدكتور خالد عكاشة، مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، عن المكانة العظيمة لسيناء في قلوب المصريين، الذين لا يتوانون عن التضحية من أجل وطنهم، خاصة تلك الأرض المقدسة. وأشار إلى أن يوم 19 مارس يظل شاهدًا على تحدي المصريين للمستحيل وتغلبهم على الأعداء لاستعادة أرضهم المباركة وإثبات حق مصر فيها.

وأكد على أن ذكرى تحرير طابا تأتي هذا العام في ظل جهود متواصلة من القيادة المصرية لحماية الأمن القومي، محذرة من أي محاولات إسرائيلية لتصفية القضية الفلسطينية أو تهجير سكان غزة نحو سيناء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى