قصة فرعونية وروايات مختلفة وراء أغنية رمضان “وحوي يا وحوي إياحه”.. فما القصة؟
أميرة جادو
يحمل شهر رمضان المبارك البهجة والفرح معه، وقبل قدومه تظهر الكثير من “الاغاني الرمضانية” الشهيرة التي تحمل معها ذكرياتنا، وعلى رأس تلك الأغاني، أغنية “وحوي يا وحوي” فهي الأغنية الرمضانية الأقدم تاريخاً، وهي أغنية معروفة على نطاق واسع حيث يحمل الأطفال الفوانيس في مصر ويغنون “وحوي يا وحوي”، وعادة ما تسبق حلول رمضان، بل تواكب أيامه ولياليه، ويرددها الكبار قبل الصغار.
اغنية وحوي يا وحوي
في عام 1937 ، تم تقديم أغنية “وحوي يا وحوي”، بكلمات الشاعر محمد حلمي المانسترلي وألحان وغناء “أحمد عبدالقادر”، ثم قام فتحي قورة وأحمد صبري بإعادة صياغة كلماتها وألحانها لتغنيها اللبنانية “هيام يونس”، وهي طفلة، ضمن أحداث فيلم “قلبي على ولدي” للمخرج هنري بركات في عام 1953.
كما تم إطلاق النسخة الأخيرة من الأغنية، في عام 2009 ، بكلمات نبيل خلف وألحان وليد سعد وغناء محمد منير.
القصة الفرعونية.. الترحيب بالملكة
ووفقاً لما ذكره “الباحثون”، فإن عمر كلمات هذه الأغنية هي أقدم من شهر رمضان نفسه، حيث إنها تعود إلى العصر الفرعوني، بدليل مفرداتها الأولى متمثلة في “وحوي يا وحوي إيوحا”، حيث “واح وي إيوح” هي جملة كان يستخدمها الفراعنة للترحيب بملكتهم “إياح حتب” أو “قمر الزمان” وهي والدة أحمس الأول قاهر الهكسوس، التي عاشت في نهايات الأسرة السابعة عشرة، وكانت محل تقدير كبير لتضحياتها في سبيل الوطن.
وتعتبر هذه الأغنية من الأغاني التراثية التي اعتاد المصريون القدماء على الخروج لاستقبالها حاملين المشاعل والمصابيح، وهم يغنون “وحوي يا وحوي إياحه”.
الترحيب بالقمر.. ووداع شعبان
وفي السياق ذاته، تشير رواية أخرى إلى أن المصريين القدماء كانوا يخرجون للترحيب بالقمر مطلع كل شهر، مرددين “وحوي يا وحوي إياحه”، بمعنى مرحباً يا قمر، حيث “وحوي” تعني مرحى، وإياح تعني القمر.
فيما أكد “بعض المؤرخين”، إن “وحوي يا وحوي، كلمة فرعونية بمعنى ذهب أو رحل، تقال عن وداع شعبان واستقبال رمضان، أي وحوي يا وحوي أي رحل شعبان وجاء رمضان”.
وأردف “المؤرخون”، أن كلمة “أيوح” معناها القمر أو الهلال، وكانت الأغنية قديما تحية للقمر، وأصبحت منذ العصر الفاطمي تحية خاصة بهلال رمضان، مبررين ذلك بأن الأغنية تأتي فيها أيضا كلمة “وحوي” بمعنى اقتربوا، وبذلك تكون في الكوبليه الأول: “وحوي يا وحوي أيوحا، موجهة لهلال شهر شعبان الذي رحل”، بينما في الكوبليه التاني: “وكمان وحوي أيوحا، لهلال رمضان القادم”، أي وداع هلال شعبان واستقبال هلال رمضان.
ووفقاً لما ذكره “المؤرخون”، فإن بداية “فانوس رمضان” كانت في العصر الفاطمي حيث خرج المصريون يستقبلون المعز لدين الله الفاطمي ليلا، وكان هذا في شهر رمضان، فظلت هذه العادة مرتبطة بالشهر الكريم.