المزيد

 تعرف على قصة النبى هود عليه السلام  

 تعرف على قصة النبى هود عليه السلام
نستعرض فى سلسلة قصص الانبياء قصة سيدنا هود عليه السلام ونحاول الاجابة على اسئلة كثيرة تدور فى مخيلتنا ومنها أين كان يعيش قوم هود وماهي صفاتهم الخارقة ؟ ولماذا تحدوا نبيهم ورفضوا دعوته ؟ وكيف كان انتقام الله منهم؟

فقصة هود عليه السلام لها طبيعة خاصة نتعرف فيها على أضخم بشر جاءوا على وجه الأرض ؟ وكيف عادت عبادة الأصنام مرة أخرى بعد الطوفان ؟

 مساكن عاد وصفاتهم الغريبة !!
قوم ( عاد أو إرم ) كانو يعيشون في منطقة تسمى الأحقاف ( أي جبال الرمل ) جنوب الجزيرة العربية بين اليمن وعمان في حضرموت وكانوا أول من تحدثوا اللغة العربية كما أنهم سكنوا في خيام ضخمة لها أعمدة كبيرة وكانوا أقوى بشر على وجه الأرض فقد منحهم الله قوة غريبة حيث وصلت قوتهم إنهم استطاعوا إقامة أضخم حضارة في التاريخ كما كانوا ينحتون القصور في الجبال ليس للسكن بل كنوع من أنواع الرفاهية والتسلية وقد وصل جبروتهم وطغيانهم انهم سيطروا على غالبية البلاد المجاورة لهم وكانوا يبطشون بكل من يخالفهم.
, كان قوم عاد يتميزون بطول القامة واجسام ضخمة ، كان عاد له ابنان ( شدَّادٌ، وشديدٌ ) وقد قاموا بالاستيلاء على البلد عنوة وتمكن شدادٌ من السيطرة الكاملة على معظم البلاد من حوله.
وكان جبارًا متمردًا، يعبد الأصنام كان مولعا بجمع معلومات عن الجنة التى وعدها الله المتقون، وبدلا من أن يسعى لمرضاة الله للفوز بها سعى فى الأرض كفراً وعناداً يتحدى الله تعالى أن يبني مثلها، قائلا لحاشيته إني مُتَّخذٌ في الأرضِ مدينةً على صفةِ الجنة ، وحشد مائة رجل, كل رجلٍ منهم يعمل لديه ألفُ شخص وأمرَهم أن يبحثوا في أراضي اليمنِ، ويختاروا أحسنها تربةً، وأجملها هواءً، وزودهم بالمال، وأشار عليهم (شدادٌ) بأن يبدأوا العملَ لبناءِ جنتِه، التي يحاكي بها جنة الله.
وعندما أرسل الله هوداً ليدعوهم إلى الإسلام، كفر شداد وجحد، ووسوس له إبليس أن يستمر في كفره وتحديه لخالقه، وأنه يستطيع أن يبني مثل جنة الله.
فأنذره هود عليه السلام ، لكنه لم يستجب وانطلق إلى جنته، وعندما قارب أن يصل إليها أخذته صيحة واحدة فدمرته هو ومن كان معه، فلم يبق لهم أي أثر.
 كيف عاد الشرك للبشرية مرة أخرى !!
بعد الطوفان لم يبقى على وجه الأرض أحد من الكافرين وبدأت ذرية جديدة من المؤمنين على نهج نوح عليه السلام ولكن تقع البشرية في نفس الخطأ من جديد فبعد الطوفان بزمن كبير قرر الناس أن يصنعوا تماثيل تذكرهم باجدادهم الذين نجوا من الطوفان تكريماً وتعظيما لهم ومع الوقت تحولت التماثيل إلى آلهة وكان أول من كفروا بعد الطوفان هم قوم عاد فقد عبدوا الأصنام وكانت أشهر اصنامهم ( صمود وصداء وهرا )
ولم تكتفي عاد بالكفر بل تجبروا وعاثوا في الأرض فساداً لذلك أرسل الله لهم هود نبياً
  دعوة هود عليه السلام !!
هود عليه السلام هو ( هود بن عبد الله بن رباح بن جارود بن عاد بن أوص بن إرم بن سام بن نوح عليه السلام ) أرسله الله إلى قوم عاد يدعوهم للإيمان بربهم وترك عبادة الأصنام ولكن كعادة المشركين والمجرمين والطغاة لا يقبلون الحق ولو اقتنعت به عقولهم فرفض قوم عاد دعوة نبيهم هود وسخروا منه وكذبوا بيوم القيامة وقالوا له كيف نحيا بعدما نموت وتحدوه وقالوا مقولتهم الخبيثة والتي أصبحت الآن شعار للظالمين والطغاة والمجرمين
” قالوا من أشد منا قوة ”
فكان رد الله تعالى
{ أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة }
واستمر قوم هود في عنادهم وكفرهم رغم المحاولات الشديدة من هود ودعوته المتكررة لهم ولكنهم أصروا على كفرهم فلم يؤمن مع هود إلا قليل
… إنتقام الجبار !!
ظل قوم عاد على كفرهم وطغيانهم فلما يأس منهم هود تبرأ منهم وتوعدهم بالعذاب الأليم فسخروا منه وتحدوه أن يصيبهم شئ فأرسل الله لهود { عما قليل ليصبحن نادمين }
وبدأ انتقام الله فأمسك عنهم المطر ثلاث سنوات فاشتد الجفاف وأجدبت الأرض ومات النبات والشجر وهلكت الدواب وعلى الرغم من ذلك لم يتعظوا وظلوا على كفرهم فأرسل الله عليهم سحابة في السماء ففرحوا عندما رأوها وظنوا أنها جاءتهم بالمطر { وقالوا عارض ممطرنا } ولكن هيهات هيهات فقد جاءهم الله بالعذاب من حيث ينتظرون الرحمة والنجاة وهذه قدرة المنتقم الجبار .
فقد تحول لون السماء واهتزت الأرض بكل من عليها وتحولت هذه السحابة إلى ريح صرصر عاتية تخترق أجسادهم وتقطع أمعاءهم وتنسف خيامهم وقصورهم واشتدت الريح ودمرت حضارتهم وأصبح عاليها سافلها وكانت الريح من شدتها تحمل الرجل على شدة ضخامته وجبروته فترفعه إلى السماء ثم تدكه في الأرض فتطير رأسه عن بقية جسده { فأصبحوا كأعجاز نخل خاوية } وظلت هذه الرياح سبع ليال وثمانية أيام حسوما حتى محيت عاد من على وجه الأرض ولم يتبقى منهم شئ ونجى الله هود ومن معه
قال تعالى:
{والفجر (١) وليال عشر (٢) والشفع والوتر (٣) والليل إذا يسر (٤) هل في ذلك قسم لذي حجر (٥) ألم تر كيف فعل ربك بعاد (٦) إرم ذات العماد (٧) التي لم يخلق مثلها في البلاد (٨) وثمود الذين جابوا الصخر بالواد (٩) وفرعون ذي الأوتاد (١٠) الذين طغوا في البلاد (١١) فأكثروا فيها الفساد (١٢) فصب عليهم ربك سوط عذاب (١٣) إن ربك لبالمرصاد (١٤) }. سورة الفجر.
وتنتهي بذلك مهمة هود عليه السلام ويسدل الستار على فصل من فصول الكفر في تاريخ البشرية وتبدأ مواجهة جديدة مع الكفر على أرض جديدة ونبي جديد .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى