المزيد

ما حكم التهنئة بحلول شهر رمضان؟.. نصوص الفقهاء توضح

أسماء صبحي

يجوز شرعًا التهنئة بحلول شهر رمضان المبارك بكل ما يفيد الدعاء بالخير والبركة وتعاقب الأزمنة من أيام وشهور وأعوام، وتقبل الطاعات من الألفاظ والعبارات. كما يجوز تبادل الزيارات بين الأهل والأصدقاء والأحباء. وهذا ما أكدته دار الإفتاء المصرية والتي فصلت حكمها بناءً على الآتي:

حكم التهنئة بحلول شهر رمضان

من المقرر شرعًا جواز الفرح والسرور بقدوم مواسم الخير والأعياد والمناسبات، خاصة الدينية. لما فيها من الطاعات والبركات والتذكير بأيام الله الطيبات. وذلك كالاحتفال بالأعياد والأعوام وقدوم بعض الشهور والأيام التي لها خصوصية دينية؛ لارتباطها بشعائر وأحداث عظيمة في الإسلام.

ومن بين تلك المناسبات الدينية المهمة والمعظمة في الشريعة الإسلامية والمستوجبة لإعلان الفرحة وعموم البهجة وانشراح الصدر وسكينة النفس حلول شهر رمضان المبارك. لما فيه من تنزل الرحمات والنفحات والمغفرة للذنوب والعتق من النيران، وكل هذا من رحمة الله تعالى وفضله الذي يستدعي الفرح والسرور. امتثالًا لعموم قوله تعالى: “قلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحوا هُوَ خَيْر مِمَّا يَجْمَعونَ” [يونس: 58].

وقد بيَّن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأصحابه أن هناك بعض الأزمنة كالأيام والليالي والشهور تتنزل فيها الخيرات. وتقبل فيها الدعوات، وترفع فيها الدرجات، ولذا ينبغي للمسلم استغلالها بفعل الطاعات والدعاء لنفسه ولغيره بالخيرات. والدليل على ذلك هو حديث محمد بن مسلمة الأنصاري رضي الله عنه أنه قال. قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “إِنَّ لِرَبِّكُم فِي أَيَّامِ دَهْرِكمْ نَفَحَاتٍ فَتَعَرَّضوا لَهَا، لَعَلَّه أَن يصيبَكمْ نَفْحَة مِنْهَا فَلَا تشقونَ بَعْدَهَا أَبَدًا” رواه الطبراني في “المعجم الأوسط” و”المعجم الكبير”.

مظاهر الفرحة

ومن المظاهر المعتادة بين المسلمين إعلان الفرحة والسرور بقدوم شهر رمضان المبارك. وتقديم التهاني للآخرين والدعاء لهم بالخير والبركة ودوام تعاقب الأيام والأعوام عليهم وعلى أهلهم بالسعادة التامة.

وقد تأكد أصل ذلك بالسنة العملية حيث كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يبشر أصحابه بقدوم شهر رمضان المبارك. فعن سلمان الفارسى رضى الله عنه قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فى آخر يومٍ مِن شعبان فقال: «يا أَيّها النَّاس قَدْ أَظَلَّكم شَهْر عَظِيم، شَهْر مبَارَك. شَهْر فِيهِ لَيْلَة خَيْر مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، جَعَلَ الله صِيَامَه فَرِيضَةً، وَقِيَامَ لَيْلِهِ تَطَوّعا، مَنْ تَقَرَّبَ فِيهِ بِخَصْلَةٍ مِنَ الْخَيْرِ كَانَ كَمَنْ أَدَّى فَرِيضَةً فِيمَا سِوَاه. ومَنْ أَدَّى فَرِيضَةً فِيهِ كَانَ كَمَنْ أَدَّى سَبْعِينَ فَرِيضَةً فِيمَا سِوَاه» رواه البيهقى فى “شعب الإيمان”.

وعن أبى هريرة رضى الله عنه قال: لما حَضَر رمضان، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «قد جاءكم رمضان، شهر مبارك. افْتَرَضَ الله عليكم صيامه، تفْتَح فيه أبواب الجنة، ويغْلَق فيه أبواب الجحيم. وتغل فيه الشياطين، فيه ليلة خير من ألف شهرٍ، من حرِمَ خيرها فقد حرِمَ» أخرجه الإمام أحمد فى “المسند”.

نصوص الفقهاء 

بالإضافة إلى ما سبق، فقد تواردت نصوص الفقهاء على جواز أصل التهنئة وتقديمها بتجدد الأعوام وقدوم الأعياد وتعاقب الأيام والشهور، وذلك من خلال الدعاء.

قال الإمام ملا خسرو فى “درر الحكام شرح غرر الأحكام” (1/ 142، ط. إحياء الكتب العربية): [التهنئة بـ”تقبل الله منا ومنكم” لا تنكر؛ كما فى “البحر”، وكذا المصافحة] اهـ.

وقال الإمام أبو الوليد الباجى المالكى فى “المنتقى” (1/ 322، ط. السعادة): [وسئل مالك: أيكره للرجل أن يقول لأخيه إذا انصرف من العيد. تقبل الله منا ومنك، وغفر لنا ولك، ويرد عليه أخوه مثل ذلك؟ قال: لا يكره] اهـ.

وقال الإمام ابن قدامة فى “المغني” (2/ 295-296، ط. مكتبة القاهرة): [قال أحمد رحمه الله: ولا بأس أن يقول الرجل للرجل يوم العيد. تقبل الله منا ومنك. وقال حرب: سئل أحمد عن قول الناس فى العيدين: تقبل الله ومنكم. قال: لا بأس به، يرويه أهل الشام عن أبى أمامة] اهـ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى