مصر تقود جسر الأمل: مساعدات إنسانية ورؤى سلام لغزة
خلال الفترة الأخيرة، قامت مصر بدور فعّال على الصعيد الدولي ردًا على الأحداث في قطاع غزة، حيث تنوعت مساهماتها من إرسال معونات إلى المطالبة بتهدئة الأوضاع.
أعلنت القاهرة الإخبارية في خبر عاجل أن القوات الجوية المصرية، بالتعاون مع الإمارات والأردن، ستقوم بإلقاء مساعدات غذائية وطبية فوق قطاع غزة.
جسر جوي من مصر إلى غزة
ذكرت المصادر أنه تم توزيع 45 طنًا من المعونات المصرية على شمال ووسط القطاع، بمشاركة الأشقاء في الإمارات والأردن.
أكدت المصادر أن مصر تضاعف جهودها البرية والجوية لدعم المناطق المتضررة في شمال القطاع وتزويدها بالمساعدات الضرورية.
وأفادت وسائل الإعلام المصرية بأن القوات الجوية ستقوم بعملية إلقاء جوي للمعونات الإنسانية في غزة.
من جهتها، صرحت الدكتورة حنان بلخي، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، بأن مركز الإمدادات اللوجستية في دبي والمدينة العالمية للخدمات الإنسانية قد وقعا اتفاقًا لنقل الإمدادات الصحية والأدوية، بما في ذلك الأنسولين، إلى مليون ونصف المليون مستفيد في غزة عبر جسر جوي مؤقت بين الإمارات ومصر، مع التخطيط لعدة رحلات جوية.
جاء هذا الإعلان خلال مؤتمر صحفي نظمه المكتب الإقليمي للمنظمة لمناقشة تطورات الوضع في غزة.
أشارت بلخي إلى أن أول طائرة وصلت إلى مصر بنجاح في اليوم السابق، ونظرًا للتحديات التي يواجهها النظام الصحي في غزة، فإنه من الضروري تسريع عملية توزيع هذه المعونات في جميع أنحاء القطاع.
وأضافت بلخي أن المنظمة قد أرسلت حتى الآن 111 شاحنة محملة بالإمدادات الصحية إلى غزة، بما في ذلك شاحنات من شركاء آخرين في المجال الصحي.
مواجهة تصاعد الأزمة والسياسات العقابية الجماعية
وفي سياق متصل، أعلن المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) عن تراجع حجم المساعدات الإنسانية الواردة إلى غزة بنسبة 50% مقارنة بالشهر الأول من العام.
وفي هذا الصدد صرح الخبير السياسي الدكتور أحمد سيد أحمد بأن الأعمال التي ترتكب في فلسطين تعد من أشد الجرائم، والتي لم تشهدها حتى أقسى الحروب، مشيرًا إلى أن ما يجري في غزة يصنف كجرائم حرب. وأوضح أن مصر تعمل على عدة جبهات لمواجهة تصاعد الأزمة والسياسات العقابية الجماعية.
وتابع قائلاً إن مصر ملتزمة بإيصال المساعدات إلى غزة للتخفيف من الوضع الإنساني الصعب الذي يعاني منه السكان، مؤكدًا على دعم مصر للمبادرات الرامية إلى تحقيق الهدوء ومنع التصعيد بالتعاون مع الدول العربية، وذلك بهدف نشر السلام في المنطقة.
أشار أيضًا إلى أن مصر قدمت خطة عمل في قمة القاهرة تركز على التسوية السياسية والتعاون لإنشاء دولة فلسطينية، عاصمتها القدس الشرقية، محذرًا من أن التحركات الإسرائيلية الأخيرة قد تؤدي إلى تداعيات خطيرة في المنطقة.
وأكد على أن مصر أرسلت رسالة قوية إلى الشرق الأوسط، مفادها أن القضية الفلسطينية تظل في صدارة اهتمامات مصر والدول العربية، خاصة في ظل التصعيد الإسرائيلي غير المسبوق الذي لم يُشهد مثيل له من قبل.