حوارات و تقارير

خبراء يحذرون من كارثة إنسانية وشيكة تهدد شمال غزة

أسماء صبحي

حذرت لجنة من خبراء الأمن الغذائي العالمي من خطر حدوث مجاعة قريبة في شمال قطاع غزة، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي الذي تجاوز 13 شهرًا. ووفقًا لما نشرته صحيفة “الجارديان” البريطانية يوم السبت، أكدت لجنة مراجعة المجاعة المستقلة أن “الكارثة المقبلة” ستكون “أضخم من أي شيء شهدناه حتى الآن” منذ 7 أكتوبر 2023.

تحذير خطير

وفي تحذير غير اعتيادي، دعت اللجنة إلى ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة خلال أيام قليلة، وليس أسابيع، وحثت جميع الأطراف المتورطة بشكل مباشر في الصراع، أو تلك التي تملك نفوذًا وتأثيرًا، على العمل لتجنب هذا السيناريو الكارثي وتخفيفه.

وجاء هذا التحذير قبيل انتهاء الموعد النهائي الذي حددته الولايات المتحدة لإسرائيل لتحسين الأوضاع الإنسانية في غزة. وكانت الأمم المتحدة قد أشارت قبل نحو عام إلى أن القطاع أصبح “غير صالح للعيش” نتيجة الهجمات الإسرائيلية، وأن عدم الامتثال قد يؤدي إلى فرض قيود محتملة على المساعدات العسكرية الأمريكية.

وعلى الرغم من دعوات إدارة بايدن المتكررة لإسرائيل بفتح المجال لدخول المساعدات الإنسانية، فإنها لم تمارس ضغوطًا كافية لضمان الاستجابة، بل تجاهلت توصيات وكالاتها التي أكدت أن إسرائيل تعمدت منع وصول الغذاء والدواء إلى القطاع.

ظروف قاسية

تنص القوانين الأمريكية على وقف شحنات الأسلحة عن الدول التي تعرقل وصول المساعدات المدعومة من الولايات المتحدة. وفي هذا السياق، أشارت لجنة مجلس الإغاثة الإنسانية إلى أن غياب الإجراءات الفعالة من قبل الأطراف المؤثرة سيؤدي إلى “كارثة تفوق ما شهدناه في غزة منذ 7 أكتوبر 2023”.

وتقدر بيانات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن ما بين 75,000 و95,000 شخص ما زالوا في شمال القطاع، في ظروف قاسية تنذر بارتفاع معدلات الجوع وسوء التغذية، مما يفضي إلى وفيات بسبب الأمراض المرتبطة بنقص الغذاء. وأشار مرصد الجوع العالمي إلى أن “عتبات المجاعة قد تكون قد تم تجاوزها بالفعل أو على وشك أن تتجاوز في الفترة المقبلة”.

ومن جانبها، أكدت الولايات المتحدة أنها تراقب الوضع لضمان أن أفعال حليفتها إسرائيل لا تتبع “سياسة تجويع” في شمال غزة، الذي يعاني من حصار صارم تدعي إسرائيل أنه جزء من حملتها العسكرية ضد حركة حماس. ووفقًا لما ذكره الفلسطينيون ومنظمات حقوق الإنسان، وحتى بعض الجنود الإسرائيليين، فإن إسرائيل تطبق ما يعرف بـ “خطة الجنرالات”، وهي حملة تقوم على مبدأ “الاستسلام أو الجوع” لإجبار سكان شمال غزة على النزوح.

عمليات تطهير عرقي في شمال غزة

تنفي إسرائيل صحة هذه الاتهامات، إلا أن مسؤولًا عسكريًا صرح مؤخرًا لوسائل الإعلام بأن إسرائيل “لا تعتزم” السماح بعودة الفلسطينيين إلى منازلهم في شمال القطاع. وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن عمليات التطهير العرقي في غزة لم يتم منعها إلا بفضل صمود سكان القطاع أمام الضغوط، وتصميم الدول العربية على رفض التهجير القسري للسكان.

وأفادت مصادر عسكرية إسرائيلية لصحيفة “هآرتس” الإسرائيلية أن الحكومة تخطط لضم أجزاء من أراضي القطاع في ظل غياب خيارات أخرى. وتشير تقارير وزارة الصحة المحلية إلى أن أكثر من 43,000 فلسطيني لقوا حتفهم خلال الحملة الإسرائيلية على غزة، فيما يُعتقد أن العدد الفعلي أعلى بكثير، إذ لا تزال آلاف الجثث تحت الأنقاض، وأصيب عشرات الآلاف بجروح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى