تاريخ ومزارات
بقيادة إسماعيل باشا.. القصة الكاملة للحرب التي قادها المصريون في أوكرانيا
أسماء صبحي
تعد مشاركة الجيش المصري بتلك الحرب معروفة، وقد ألف الأمير عمر طوسون كتابًًا كاملاً عنها وهو “الجيش المصري في الحرب الروسية المعروفة بحرب القرم 1853-1855″م”.
بداية الحرب
ويذكر طوسون أن القرم كانت تابعة بدءً من 1475 للإمبراطورية العثمانية التي حل فيها الضعف مع الزمن، فاستغل الروس أمراضها وانقضوا محتلين شبه الجزيرة في 1771 بالكامل، وضموها إلى الإمبراطورية الروسية التي شمرت عن ساعديها أكثر بعد 80 عامًا.
فزحف جيشها زمن القيصر نقولا الأول في 1853 على ما هو مولدوفيا ورومانيا الآن، مشعلا أخطر فتيل وهو “حرب القرم” زمن السلطان عبد المجيد الأول.
تحالف دولي
وأسرع السلطان إلى تشكيل تحالف دولي من أصدقاء الإمبراطورية العثمانية وولاتها، وأشهرهم كان عباس باشا الأول، والي مصر، فأسعفه بأسطول من 12 سفينة حربية، فيها 642 مدفعًا و6850 جنديًا بقيادة الأدميرال (أمير البحر) حسن باشا الإسكندراني، ومده أيضًا بقوات برية من 20 ألف جندي و72 مدفعًا بقيادة الفريق سليم فتحي باشا.
وشاركت القوات البرية المصرية بأواخر 1853 في معارك هي الأشرس عند نهر الدانوب. فيما مضى الأسطول المصري ليناور عند سواحل القرم، وعلى سارياته أعلام الإمبراطورية العثمانية، بانتظار بدء القتال.
هزيمة الروس
وبعدها بأقل من 6 أشهر انضمت فرنسا وبريطانيا إلى تركيا ضد الروس. وبدأت “حرب القرم” بشكل خاص على احتلال مدينة “سباتسبول” التي حاصرها التحالف بدءً من سبتمبر 1854 طوال عام كامل. حتى استولى عليها واستعادها من احتلال روسي دام 80 سنة.
وذكر الأمير طوسون أن قوات التحالف العثماني، من أتراك ومصريين وبريطانيين الأوفرنسيين بشكل خاص. ألحقوا الهزيمة في 1854 بالجيش الروسي، وكان بقيادة الجنرال منتشيكوف. في إحدى أشهر ساحات القتال، وهي “معركة ألما”.
غرق الأسطول المصري
وبعدها عاد الأسطول المصري في أكتوبر ذلك العام إلى الأستانة، وأثناء عودته غرقت بارجتان مصريتان في البحر الأسود. وفقدت البحرية المصرية 1920 بحاراُ، ونجا 130 فقط، بحسب ما كتب.
وتم نشر خبر الفاجعة التي لحقت بالبحرية المصرية في عدد صدر يوم 2 ديسمبر ذلك العام من مجلة “اللستريتد لندن نيوز”. وهي أول إخبارية أسبوعية مصورة في العالم.