تاريخ ومزارات

طومان باي: بين الوفاء والخيانة في مشهد الصراع الإسلامي

 

خيانة طومان باي هي حدث تاريخي ذو أهمية كبيرة، حدثت خلال الفترة التي شهدت صراعًا حادًا بين الدولة العثمانية والمملكة المملوكية . في أوائل القرن السادس عشر. كانت المملكة المملوكية تواجه تحديات كبيرة من الدولة العثمانية التي كانت تسعى لتوسيع نفوذها وسط الصراعات الإقليمية. طومان باي، الذي كان واليًا لمصر نيابة عن المماليك، وكان يحمل مسؤولية الدفاع عن المملكة ضد التهديدات العثمانية.

في سياق صراع العثمانيين والمماليك، كانت مصر محل اهتمام كبير للطرفين. وكان طومان واحدًا من القادة المملوكين الذين كانوا يحملون المسؤولية عن الدفاع عن المملكة. ومع ذلك، فإن خيانة طومان باي أصبحت حادثًا محوريًا في تلك الحقبة.

تفاصيل خيانة طومان باي

بعد آخر معركة دارت بين طومان باى وسليم الأول وهى الموقعة التى دارت بقرب “وردان” يوم الخميس 10 ربيع الأول 923 هـ / 1517م”، دارت الدائرة أولا على العثمانيين وقتل منهم مقتلة عظيمة. إلا أن نيران المدافع والبنادق العثمانية أوقعت بجيش المصريين وكانت هذه هى المعركة الخامسة التى دافع فيها المصريون المماليك عن بلادهم. وذهب طومان باى إلى أحد رؤساء الأعراب بالبحيرة المدعو “حسن بن مرعى” وكان له عليه أياد عظيمة، فاختفى عنده. واستحلفه أن لا يخونه، ولكن الأخير نقض الحلف وكاشف السلطان سليم بأمره، فأرسل إليه عسكرًا قبضوا عليه منتكرًا فى زى الأعراب. وجاءوا به إلى السلطان سليم.

قامت الخيانة  بالتأثير على مجريات الصراع بين العثمانيين والمماليك بشكل كبير. على الرغم من دوره الرفيع والمسؤولية التي حملها. إلا أنه قام بالتآمر والتحالف مع العثمانيين، وهو الأمر الذي يعد خيانةً صارخة للتحالفات السابقة والالتزامات الواردة.

تحدثت بعض المصادر عن دوافع محتملة وراء خيانة طومان باي، وقد يكونت هذه الدوافع متعددة. منها الطموح الشخصي، أو التأثر بالضغوط السياسية والعسكرية. أو حتى العوامل الاقتصادية. قد تكون هذه العوامل قد دفعته إلى البحث عن مخرج يحقق مصالحه الشخصية على حساب التحالف الذي كان ملتزمًا به.

تأثرت المملكة المملوكية بشدة بالخيانة . حيث أدت إلى ضعف الصفوف وتشتت الجهود الدفاعية. بعد هذه الخيانة، زادت فرص العثمانيين في تحقيق النصر والسيطرة على المملكة المملوكية. وهو ما تحقق في المرحلة التالية من الصراع.

إن خيانة طومان باي تمثل درسًا في تاريخ الصراعات والحروب. حيث تظهر كيف يمكن للقوى الداخلية والعوامل الشخصية أحيانًا أن تؤثر بشكل كبير في مسار الأحداث وتغير مجريات التاريخ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى