عادات وتقاليد سكان الوديان في حلايب وشلاتين

كتبت: رانيا سمير

تميز منطقة حلايب وشلاتين بتنوعها الثقافي والحضاري، حيث يعيش بها العديد من القبائل المختلفة، بما في ذلك قبيلة البجا. وتتمتع قبيلة البجا بالعديد من العادات والتقاليد المميزة، والتي تعكس ثقافة وتاريخ هذه القبيلة العريقة.

عادات وتقاليد سكان الوديان

من أهم عادات قبيلة البجا زواج الأقارب، حيث يتزوج الرجل من ابنة عمه أو خاله. ويرجع ذلك إلى عدة أسباب، منها:

• حرص البجا على كفاءة الزواج، حيث يعتقدون أن الزواج بين الأقارب يضمن سلامة الأبناء وصحتهم.
• رعاية الأقارب لبعضهم البعض، حيث يعتقد البجا أن الزواج بين الأقارب يضمن مساعدة الأقارب بعضهم البعض في الشدائد.

وتعد صلة الرحم من أهم القيم التي يحرص عليها البجا، حيث يحترمون أقاربهم ويقدمون لهم المساعدة في كل وقت.

ومن عادات البجا في الزواج تقديم الهدايا للعريس من قبل الأهل والأصدقاء، وذلك لمساعدة العريس على تحمل تكاليف الزواج.

وتبدأ مراسم الزواج عند البجا بخطبة الفتاة من قبل العريس، حيث يقدم العريس هدية لوالدة الفتاة تسمى “وألوم”، وهي عبارة عن كمية من السكر والبن والحلوى والتمر والفول السوداني.

وإذا تمت الموافقة على الزواج، يقوم العريس بتقديم هدية أخرى للعروسة تسمى “بهدو”، وهي عبارة عن ثياب وكميات من السكر والبن والحلوى والتمر والفول السوداني.

وتقام مراسم الزواج في موعد محدد يتفق عليه أهل العريس وأهل العروس. وتبدأ مراسم الزواج بدخول أهل العريس إلى منزل العروس، حيث يحملن النساء “السنكواب”، وهو عدد من جريد النخل مربوط بخيط من الصوف الأسود.

ويقوم العريس بإشهار سيفه ويطوف حول مكان إقامة المنزل معلنا حمايته لبيته ولزوجته. وبعد ذلك، تذبح الذبائح، ويعد الطعام، وهو عبارة عن عصيدة ولحم الأبل أو الضأن.

وهناك شهور معينة ومفضلة لإقامة الزواج عند البجا، وهي ربيع أول وربيع ثانى وجماد أول وجماد ثانى.

الطعام والشراب في حلايب وشلاتين 

من أهم المأكولات التي يفضلها البجا “السلات”، وهي عبارة عن لحم الضأن الذي يتم طهيه عن طريق وضعه على أحجار البازلت بعد وضعه فى وسط الأخشاب والأعشاب المشتعلة بالنيران. وتشبه عملية السلات في طهيها حد كبير طريقة طهى الكباب.

ويشرب البجا الحليب ومشتقاته، بالإضافة إلى الشاي والقهوة.

تعكس عادات وتقاليد سكان الوديان في حلايب وشلاتين ثقافة وتاريخ هذه المنطقة العريقة. وتساهم هذه العادات والتقاليد في الحفاظ على الهوية الثقافية لسكان هذه المنطقة.