تاريخ ومزارات

جبل الشيخ: الجبل الذي يربط بين ثلاث دول ويحمل تاريخاً عريقاً

جبل الشيخ أو جبل حرمون هو أحد أشهر الجبال في الشرق الأوسط، حيث يقع على تقاطع الحدود بين لبنان وسوريا وفلسطين. يعرف هذا الجبل بجبل الشيخ لأنه مغطى بالثلج طوال العام، ما يشبه العمامة البيضاء التي يرتديها الشيخ. كما يلقب بالجبل الشيخ لأنه يتمتع بمكانة مرموقة ومقدسة بين الجبال المحيطة به. يمتد هذا الجبل العالي والمهيب على مساحة واسعة من الأراضي السورية، حيث يمكن للناظر من قمته أن يرى مدينة دمشق وسهول حوران وبادية الشام وهضبة الجولان، بالإضافة إلى بعض المناطق الشمالية الأردنية. كما يطل على هضاب فلسطين وجبال الجليل والخليل وسهل الحولة وبحيرة طبريا. ومن الجهة الأخرى، يشرف على سهلي البقاع ومرجعيون وجبل عامل وجبل الريحان في لبنان، ويمكنه أن يلمح البحر الأبيض المتوسط وجزيرة قبرص.

تاريخ جبل الشيخ

كان جبل الشيخ في الماضي مليئاً بالأشجار والغابات الكثيفة، التي كانت موطناً للحيوانات المتنوعة، بما في ذلك السود والنمور، كما ذكرت التوراة. كما كان أكثر سكاناً وعمراناً مما هو عليه الآن، لأن مناخه معتدل في الصيف وجاف ونقي وبارد في الشتاء. يتساقط الثلج على الجبل بكثافة في الشتاء، خاصة في الأشهر الأربعة الأولى من السنة، وأحياناً في الشهرين الأخيرين. تصل سماكة الثلج إلى عدة أمتار في بعض السنوات. ما يجعل الجبل مخزناً ضخماً للمياه. التي تنبع منه ينابيع وعيون عديدة، مثل ينابيع عرنا وبيت جن وبانياس واللدان والحاصباني والوزاني وشبعا. يحدد الجبل خط الأشجار، الذي يمثل ارتفاع ألفي متر عن سطح البحر، حيث تنمو الأشجار المختلفة. مثل السنديان والملول والقيقب واللبنا والزعرور والبطم والفرعم. كانت هذه الغابات تزين الجبل بخضرة رائعة وجمال بديع. وتزود المناطق المجاورة بالأخشاب اللازمة للصناعة والتدفئة. لكن الجبل أصبح اليوم أقل خضرة وأشجاراً مما كان عليه.

أحداثاً تاريخية

شهد جبل الشيخ ومحيطه أحداثاً تاريخية هامة في العصور القديمة والوسطى والحديثة والمعاصرة. التي أثرت على السكان والعمران والحياة في المنطقة. وقعت معارك عنيفة على الجبل. فانتصرت جيوش وهزمت أخرى، وبنيت قلاع وهدمت حصون. بسبب الصراعات والزلازل. كما أنشئت أماكن للعبادة والتعبد والزهد، واختبأت جماعات من الغزاة أو الحكام. وفي فترات السلام، تطور العمران وازدهرت الزراعة والتجارة والصناعة والحرفة. يضم جبل الشيخ آثاراً مهمة في أعماقه وعلى سطوحه وسفوحه وقممه وأوديته. تعتبر الجهة الغربية من الجبل منطقة نائية خالية من السكان، على عكس الجهة الشرقية، وربما يرجع ذلك إلى بعدها عن المدينة أو لأسباب أمنية. تتميز هذه المرتفعات بأهميتها السياحية على مدار السنة. حيث يمكن ممارسة رياضة التزلج على الثلج على الجبل. الذي يعد موطناً للثلوج طوال العام. لكن هذه الرياضة مقتصرة على القوة الدولية في الجهة الشمالية وقوات الاحتلال في الجهة الجنوبية. حيث أقامت مجمعاً سياحياً ومركزاً للتزلج.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى