قصة مريم العذراء فى القران الكريم
قصة مريم العذراء فى القران الكريم
ولدت مريم العذراء في بيت لحم بفلسطين، وكانت من عائلة عريقة وذات مكانة مرموقة في المجتمع. وكانت مريم منذ صغرها فتاةً عاقلةً حكيمةً، تقيَّةً نقيَّةً، وكانت تحب العبادة والتنسك، وتكره الدنيا ومتاعها.
وبعد أن كبرت مريم، نذرت لأمها أن تبقى عذراءً مدى حياتها، وأن تتفرَّغ للعبادة والصلاة.
موقف ام مريم من نذر ابنتها
وقد وافقت أمها على نذرها، وبارك الله فيها. وبينما كانت العذراء تعبد الله في محرابها، أرسل الله إليها جبريل عليه السلام، فتشكل على هيئة رجل، ففزعت مريم من شكله، وطلبت منه أن يبتعد عنها إن كان يخاف الله.
فطمأنها جبريل عليه السلام، وقال لها: “إني رسول الله إليك، لأبشرك بغلام زكي”.
فعجبت العذراء كيف يكون لها ولد وهي لم تتزوج من رجل، فقالت لجبريل: “كيف يكون لي ولد ولم يمسسني بشر ولم أكن بغياً”.
فأخبرها جبريل أن الله قادر على كل شيء، وأنه سيخلق لها ولداً من غير أب، ليكون آية للناس. ففرحت مريم بهذا الخبر، وامتثلت لأمر الله، فحملت من غير أن تمسها يد بشر.
وبعد أن حملت العذراء، اعتزلت الناس، وذهبت إلى مكان بعيد، حيث ولدت ابنها عيسى عليه السلام. وبعد أن ولدت البتول ابنها عيسى، ألقته في مهده، وخرجت من البيت.
وبينما هي خارجة، سمعت صوتاً يقول لها: “لا تخافي ولا تحزني، إن الله قد اتخذ ابنك نبيًا وكلمة منه، ألقاها إلى مريم، وروح منه”.
صوت السماء
وعاد صوت الله إليها مرة أخرى، وقال لها: “وهزي جذع النخلة، تساقط عليك رطباً يابساً، كليه وارضع ابنك، ولا تخافي ولا تحزني، إنا معكما نسمع ونرى”.
فسمع قوم البتول صوتها، فخرجوا إليها، فوجدوها جالسة تحت النخلة، ومعها ولدها عيسى.
فسألوها: “ما هذا الذي رأينا”. فأخبرتهم مريم بما حدث لها، فاستغربوا ذلك، وقالوا: “إنها زانية”.
فتحدث عيسى عليه السلام وهو في المهد، وقال: “إني عبد الله، آتاني الكتاب وجعلني نبياً، وجعلني مباركاً أينما كنت، وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حياً، وبرا بوالدتي، ولم يجعلني جباراً شقياً”.
فأعجب قوم مريم بذكاء عيسى عليه السلام، وصدقوا كلامه، وأصبح عيسى عليه السلام نبياً مبعوثاً من الله إلى بني إسرائيل. العظات المستفادة من قصة مريم العذراء تؤكد هذه القصة على قدرة الله تعالى، وأنه قادر على كل شيء.
تؤكد هذه القصة على أهمية التقوى والعبادة، وأن الله يبارك في حياة المتقين.
كما تشير هذه القصة على أهمية التزام المرأة بالعفة والطهارة، وأن الله يحمي العفيفات الطاهرات. خاتمة تعد قصة العذراء من أروع القصص في القرآن الكريم، وهي قصة مليئة بالعبر والعظات، التي تدعو إلى التأمل والتفكير