تاريخ قبيلة الحويطات.. ونضالها في الثورة العربية الكبرى
أميرة جادو
“الحويطات”، من القبائل العربية التي انتشرت على مساحة واسعة في شمال غرب المملكة العربية السعودية والأردن وفلسطين ومصر، ولعبت دورًا بارزًا في الثورة العربية التي قادها الشريف حسين ضد العثمانيين، كما لعبت سابقًا دورًا مهمًا في الحرب ضد العثمانيين حرب محمد علي باشا الكبير حاكم مصر، ضد الدولة السعودية الأولى والوهابية نجد.
و”الحويطات” هم من الجمامزة من الأشراف بني الحسين الذين هاجروا من المدينة المنورة إلى بادية الشام واستوطنوا حول العقبة.
سبب تسمية الحويطات
ويرجع سبب تسميتها إلى مؤسسها حويط بن جماز بن هاشم الحسيني؛ وجماز بن هاشم الذي هو والد حويط غادر المدينة المنورة منذ ما يقارب الستمائة عام إبان انهيار إمارة ذويه من الجمامزة في المدينة المنورة هرباً من البطش والقتل الذي تعرضوا له على يد خصومهم آنذاك، واتجه إلى شمال الحجاز متخفياً خوفاً من القتل والملاحقة، وأقام في مضارب قبيلة بلي فترة من الزمن.
وهناك رواية تقول أنه تزوج من إحدى نسائهم وأنجب ابنه حويط.
توفي جماز في تلك الفترة فانتقل ابنه حويط إلى العقبة وأقام بها وتزوج بإحدى نساء قبيلة بني شاكر من بني عطية وانجب منها أبناؤه الثلاثة سويعد وعلوان وعمران وهناك روايات تقول أنهم خمسة.
وتشكلت هذه القبيلة من أصلاب هؤلاء الثلاثة وانتشرت من العقبة وانتشرت على هذه المنطقة الجغرافية الواسعة.
وبفضل تحالف العديد من أبناء العشائر الأخرى مع أبناء حويط، بدأ هذا الكيان القبلي بفرض وجوده وتأثيره من أجل العثور على خريطته الخاصة، وبدأ القتال مع العديد من القبائل الأكبر سنًا منه، لإزالتهم وترك مناطقهم من أجل توسيع نفوذهم الناشئ وسيطرتهم على الأرض بدلاً من هذه القبائل التي أخرجها من دياره ليحل محلها، وعلى مر السنين سيطر على هذه المنطقة وفرض وجوده الحقيقي عليها، لتأمين طرق ومسارات الحجاج إلى الحجاز وتلقي في المقابل ذلك رسوم وهدايا من الحكومة العثمانية.
ونظراً لأهمية هذه القبيلة ومكانتها وقوتها، منحت الحكومة العثمانية لقب “الباشوية” لرؤسائها تقديراً لهم ولحماية قوافل الحجاج، وفق ما ذكره موقع “الحكواتي”
الحويطات والثورة العربية
عندما وصل الشريف فيصل بن الحسين إلى مدينة الوجه الساحلية، التقى بالشيخ أحمد بن محمد أبو طقيقة أمير ضباء في ذلك الوقت، كما وصل الشيخ عودة أبو تايه من الأردن للقاء شريف، وقاموا بالإجماع بطرد العثمانيين والقضاء على نفوذهم.
كما قام أبناء قبيلة الحويطات بقيادة الشيخ أحمد أبو طقيقة بتحرير ضباء والمناطق المحيطة بها من العثمانيين وقوتهم الاسمية والاستيلاء على حامياتهم.
وطردوا الأتراك المتواجدين في المنطقة وصادروا معداتهم وأسلحتهم وأوقفوا تواجدهم في المنطقة إلى الأبد، وبعد أن غادرت فلولهم الفارين إلى خارج المنطقة.
وفي عام 1925م، ذهب الشيخ أحمد أبو طقيقة للقاء الملك عبد العزيز آل سعود وأقسم على الولاء والطاعة. تركه الملك عبد العزيز أميرًا على ضباء والشيخ، بما في ذلك الحويطات، وطلب منه تعيين قاضي شرعي.
وبالفعل تم تعيين الشيخ حسين الفقي أبو خضير أول قاضي شرعي في ضباء، واستمر هذا الوضع حتى عام 1928 م، وعين الملك هذا العام أمير لضباء.
ومع استئناف الأعمال التجارية.. بدأت مرحلة جديدة من النهضة والتنمية والعلم لحكومة المملكة العربية السعودية، والتي تشمل المنطقة، وتزداد خصائصها وملامحها عامًا بعد عام. حتى وصلت المنطقة إلى قمة حضرية وثقافية وحضارية واجتماعية.
أما في الأردن، قاد الشريف الحسين بن علي الثورة العربية. وانضم إليه عودة أبو تايه، وفتح الحويطات ومن معه قلعة العقبة، وطرد العثمانيين من الأردن، وواصلوا فتوحاتهم حتى بناء دمشق. كان للحويطات الأردن تأثير كبير في إنشاء المملكة الأردنية الهاشمية، حيث كانت الحويطات هي الركيزة الأولى والبناء المساعد في بنائها.
وكان شيوخ حويطات الأردن كالشيخ حمد بن جازي وكذلك الفارس عودة أبو تايه هم أهم ركائزها الوطنية، وفق ما ذكر في كتاب الجزيرة العربية في الوثائق البريطانية ، وكتاب أعمدة الحكمة السابعة.
قبيلة الحويطات في مصر
تسكن الحويطات في مصر في السويس والإسماعيلية وفي الشرقية وفي القليوبية وحلوان وحول القاهرة في البساتين وعين شمس وعزبة النخل وفي محافظة سوهاج. وبالقرب من طنطا في محافظة الغربية بمصر.
ويعتبر الحويطات المقيمين بالقرب من طنطا من الدراوشة. وبهذا يختلف حويطات طنطا وما حولها عن بقية حويطات مصر، حيث أن الدراوشة من العلاوين. مثلهم مثل حويطات الأردن التي يوجد بها أيضا فرع للدراوشة، بينما بقية حويطات مصر من سويعد مثلهم مثل حويطات شمال الجزيرة العربية.
عشائر الحويطات
عشائر الحويطات في مصر وهم كالتالي:
- الفحامين
- الموسة
- الكريمات
- العمران
- القرعان
- لطقيقات
- الرقابية
- الذيابين
- المشاهير
- الجواهرة
- القبيضات
- الشوامين
- العبيات
- العميرات
- السلالمة
- الصريعيين
- الغناميين
- السليميين.