قبيلة حاشد: من أبرز قبائل اليمن وأعرقها
أسماء صبحي
تعد قبيلة حاشد واحدة من أبرز وأكبر القبائل اليمنية، ولها دور محوري في تاريخ اليمن السياسي والاجتماعي. تقع مناطق نفوذ القبيلة في شمال اليمن، خاصة في محافظات عمران وصنعاء. وتتميز هذه القبيلة بتراثها العريق وقوتها القبلية، التي جعلتها لاعبًا رئيسيًا في تشكيل المشهد السياسي والاجتماعي في البلاد على مدار عقود.
أصل قبيلة حاشد ونسبها
ترتبط قبيلة حاشد بجذور عميقة في التاريخ اليمني، حيث تعود أصولها إلى قبيلة همدان، التي تنقسم إلى قسمين رئيسيين: حاشد وبكيل. وتعد قبيلة حاشد من أقدم القبائل في اليمن، إذ تذكر المصادر التاريخية أنها كانت حاضرة في عصور ما قبل الإسلام، ولعبت دورًا في نشر الدعوة الإسلامية في المنطقة بعد دخول اليمن في الإسلام.
وتتمركز قبيلة حاشد بشكل رئيسي في محافظة عمران والمناطق الشمالية القريبة من العاصمة صنعاء. وتضم العديد من المديريات التي يشكل أبناؤها غالبية السكان، مثل مديرية خمر وحرف سفيان. وتتميز هذه المناطق بالطبيعة الجبلية، مما منح القبيلة قوة دفاعية وحصانة جغرافية ساهمت في تعزيز نفوذها عبر التاريخ.
الدور السياسي والاجتماعي
لطالما كانت قبيلة حاشد طرفًا مؤثرًا في صنع القرار السياسي في اليمن، لا سيما خلال القرن العشرين. وكان لعدد من شيوخ القبيلة دور بارز في الثورة اليمنية عام 1962 التي أطاحت بنظام الإمامة وأسست النظام الجمهوري. ومن أبرز زعماء القبيلة الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر، الذي كان شخصية سياسية مؤثرة في اليمن لعقود، وشغل منصب رئيس مجلس النواب لفترة طويلة.
كما ترتبط القبيلة بعلاقات وثيقة مع حزب التجمع اليمني للإصلاح، وهو أحد الأحزاب السياسية الكبرى في اليمن. ويعتبر أبناء حاشد من بين القوى التي لعبت دورًا في التحولات السياسية خلال فترات الصراع المختلفة في اليمن.
التقاليد والثقافة القبلية
تعرف قبيلة حاشد بتمسكها بالعادات والتقاليد القبلية التي تعكس أصالة المجتمع اليمني. ويبرز في ثقافتها الولاء القبلي والتضامن بين أفراد القبيلة، إضافة إلى الالتزام بالأعراف القبلية التي تحكم حل النزاعات والخصومات. كما يتمتع شيوخ القبيلة بمكانة رفيعة، إذ يرجع إليهم في اتخاذ القرارات المصيرية وحل الخلافات.
وترتبط قبيلة حاشد بعلاقة تنافسية وأحيانًا تعاونية مع قبيلة بكيل، التي تعد الأخرى من أكبر القبائل اليمنية. وعلى الرغم من أن القبيلتين تنتميان إلى جذور مشتركة، فإن التنافس بينهما ظهر في مراحل مختلفة من تاريخ اليمن، خاصة فيما يتعلق بالنفوذ السياسي والعسكري.
