تعرف على الصحابى أبو محذورة الجمحي.. مؤذن مكة وصاحب الصوت الندي
تعرف على الصحابى أبو محذورة الجمحي.. مؤذن مكة وصاحب الصوت الندي
يعتبر أبو محذورة الجمحي أحد الصحابة الكرام الذين ارتبط اسمهم بالدعوة الإسلامية وعبادة الله في مكة حيث كان معروفًا بتميز صوته الذي باركه النبي محمد ليكون مؤذنًا في مكة بعد غزوة حنين وقد بقي الأذان يجري في نسله بمكة بعد وفاته، وظلت سيرته معروفة ومحبوبة بين المسلمين.
يعود نسب أبو محذورة إلى قبيلة قريش الجمحي، وقد اختلف المؤرخون في اسمه، فقيل إنه “سمرة بن معير” وقيل “أوس بن ربيعة”. أمه كانت خزاعية، وكان له أخ اسمه أنيس قُتل يوم بدر وهو على الشرك. يُقال أن أبو محذورة أسلم يوم فتح مكة، وارتبط اسمه بالأذان في مكة المكرمة.
كما كان أبو محذورة من أندى الناس صوتًا وأكثرهم تميزًا في الأذان. في قصة مشهورة، عندما عاد النبي من غزوة حنين، سمع صوت أبو محذورة بين مجموعة من شباب مكة، كانوا يرددون الأذان ساخرين. طلب النبي مقابلة هؤلاء الشبان، وعندما سمع صوت أبو محذورة، استحسن نبرة صوته وعلمه الأذان، داعيًا له بالبركة. ومنذ ذلك الوقت، أذن أبو محذورة في مكة، وظل يؤذن حتى وفاته.
بعد أن مسح النبي على رأسه ودعا له بالبركة، تعهد أبو محذورة بألا يقص شعره احترامًا لبركة النبي، وظل وفيًا لهذا العهد حتى وفاته. وقد استمر أذان أبو محذورة وصوته العذب بمكة، حتى أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه استحسن صوته وقال له مداعبًا: “ما أندى صوتك!”
ولقد روى أبو محذورة عدة أحاديث عن النبي ، ومنها ما ورد في صحيح مسلم والسنن الأربعة. وقد نقل عنه الحديث عدد من التابعين، من بينهم ابنه عبد الملك، وزوجته، والأسود بن يزيد النخعي، وغيرهم.
وقد توفي أبو محذورة الجمحي في مكة، وذكر المؤرخون أنه توفي سنة 59 هـ / 678 م، بينما ذكر آخرون أنه توفي سنة 69 هـ / 688 م. وقد ترك بصمة في سيرة الأذان بمكة المكرمة، وظل الأذان في نسله حتى بعد وفاته.
وسيظل أبو محذورة نموذجًا للتوبة الصادقة والتزام الدين، إذ بدأ مسيرته في الإسلام بعد الاستهزاء، ليتحول إلى واحد من أشهر مؤذني الإسلام، ويمثل صوته العذب عبق التراث الإسلامي في مكة المكرمة.