بالوثائق …. مصانع الشبراويشي المصرية تهدي منتجاتها للملك سعود في زيارته الثانية لمصر
بقلم الباحث التاريخى الشريف احمد ُحزين العباضلى الشقيرى
بالوثائق …. مصانع الشبراويشي المصرية تهدي منتجاتها للملك سعود في زيارته الثانية لمصر
بقلم الباحث التاريخى الشريف احمد ُحزين العباضلى الشقيرى
تم إنشاء مصانع الشبراويشي في مصر في عام 1920م، وقد استطاعت منتجات الشبراويشي أن تثبت وجودها في السوق المصري، وسط شركات أجنبية عاملة آنذاك، حيث استطاعت تصدير منتجاتها للدول العربية، ووضع ماركات مصرية عالية الجودة في السوق المحلي، استخدمها المصريون بكافة طوائفهم في حياتهم، وكذلك الفنانون في أعمالهم السينمائية.
بعد ثورة يوليو 1952، تحولت مصانع الشبراويشي من أهم المصانع التي تتبع الدولة، وصارت تتخذ بعض صورها ومنتجاتها صورًا للرؤساء والفنانين العرب التي كانت الشركة تضعها كماركة في منتجاتها، كتراث تاريخي عن تواجدها في السوق المصري والعربي لجودة منتجاتها العالية.
الملك سعود بن عبدالعزيز، والذي زار مصر أكثر من مرة حوالي 5 مرات منذ العهد الملكي حتى نشوب ثورة يوليو 1952، كانت صورته من أهم الماركات التي اتخذتها مصانع الشبراويشي في إعلان شهير يقول: “رائحة جلالة الملك المحبوب سعود استوحتها مصانع الشبراويشي للعطور من خلال تشريف جلالته لجمهورية مصر، ويسرها أن تقدمها بكل فخر للبلاد العربية وأبناء الجزيرة”، مشيدة بإخلاص العرب لشخصه المحبوب وتوكيدا لحبه في كل القلوب.
قال الباحث التاريخي أحمد حزين العباضلى الشقيري لـ موقع صوت القبائل العربية والعائلات المصرية إن المصانع المصرية التي عانت الكثير في عصر مبارك تظهر الصور والوثائق النادرة عراقتها كما تظهر اندماجها مع المجتمع المصري بكافة مكوناته السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وأضاف “الشقيري”، أن الملك سعود زار مصر المرة الأولى في عام 1926م ، أي بعد إنشاء مصانع الشبراويشي للعطور، وجاءت زيارته الثانية لمصر عام 1954م، بعد أن تم تنصيبه ملكًا، حيث التقى الرئيس محمد نجيب، وزار المصانع الحربية وفي وقت زيارته، قامت مصانع الشبراويشي بإهدائه منتج العطور، وهو دلالة على الصلة القوية بين الشعبين المصري والسعودي.
كان لمصنع الشبراويشي خطط إستراتيجية للتفاعل مع محيطها العربي ومع السودان الشقيق، الذي كان تحت الحكم المصري آنذاك، فقد وضعت صورة الفنان عبدالكريم كرونة الملقب بكروان السودان، وذلك على أحد منتجاتها بعد ذيوع شهرة أغنيته “دمعة الشوق” التي سجلها في القاهرة في منتصف ثلاثينيات القرن الماضي، لتُوضع صورته بجانب زعماء وقادة السودان الذين وضعت صورهم الشوربيشي على منتجاتها التي غزت بها الأسواق الإفريقية وأعطاها شهرة متناهية.
ويؤكد الباحث التاريخى الشريف احمد ُحزين الشقيري”، أن من ضمن وثائق مصانع الشبراويشي فاتورة تم تحريرها بعد زيارة الملك سعود لمصر بعام واحد في عام 1955، حيث تظهر الفاتورة أن المصنع صار عضوًا للاتحاد المصري للصناعات، ورئيس غرفة مصانع العطور ومستحضرات التجميل لافتًا أن الفاتورة أظهرت مكانه وهو طريق حلوان.
وأظهرت فاتورة الشبراويشي كمية المنتجات التي تقوم بطرحها في الأسواق المصرية، حيث تم تقديم الفاتورة التي ضمت كثير من الأنواع والعطور ومستلزمات التجميل لإحدى الصيدليات وهي صيدلية كرونيك، التي كانت تتواجد في شارع قصر النيل بجوار البنك الأهلي.
وأكد الباحث التاريخى الشريف احمد ُحزن الشقيري”، أن مصانع الشبراويشي عاشت عصرها الذهبي في رعاية الحكومة المصرية لها، والتي كانت تزيل كافة العقبات أمام المنتج المصري، حتى جاء عصر مبارك الذي اتبع سياسة الخصصة وبيع المصانع المصرية المنتجة لرجال الأعمال.
لافتًا، أن وثائق وصور الشبراويشي تخدم أحياء شراء المنتجات المصرية لدفع الاقتصاد المصري للأمام في ظل الأزمة الاقتصادية الحالية لما تمثله من تاريخ عريق سواء في الإنتاج أو حتى في علاقات مصر بمحيطها العربي.