كتابنا

بالوثائق تعرف على قصة عائلة الحواوشى فى عمل اشهر رغيف أكل فى مصر

بقلم الباحث التاريخى السيد احمد ُحزين شقير

بالوثائق تعرف على قصة عائلة الحواوشى فى عمل اشهر رغيف أكل فى مصر
بقلم الباحث التاريخى السيد احمد ُحزين شقير

عاش بعض من الحنابلة فى مصر في القرنين العاشر والحادي عشر الهجريين وللاسف غفلت عنهم كتب التراجم ولكن الحمد لله ان حفظت لنا بطون الوثائق والمخطوطات أسمائهم.
يبدو أنهم ينحدرون من قرية الحواوشة التي تتبع مركز المنصورة بمحافظة الدقهلية وهي من البلاد القديمة وردت باسم منية الحواوشة في كتاب قوانين الدواوين للأسعد بن مماتي من أعمال المرتاحية وهو الاسم الذي وردت به في الروك الصلاحي الذي أجراه السلطان الأيوبي الناصر صلاح الدين. ثم وردت بإسم الحواوشة في كتاب التحفة السنية في أسماء البلاد المصرية لابن الجيعان، وهو الاسم الذي تعرف به حالياً.
وفي الصعيد قرية الحواويش تتبع مركز أخميم بمحافظة سوهاج ذكر محمد رمزي أنها من البلاد الحديثة أصلها من توابع ناحية السلامونى ثم فصلت عنهـا في العهد العثماني كما وردت في الروزنامة القديمة ثم في تاريع سنة ١٢٣١ هـ. وأعتقد أن النسبة للحواويش هي الحواويشي.
وأرجح نسبتهم إلى الحواوشة بالمنصورة ولم أقف على نص صريح يذكر انتسابهم لها إلا أني وجدت لقب الحواوشي في عديد الحجج الشرعية الخاصة بأهل المنصورة والتي تعود للفترة العثمانية. والحواوشة تبعد حوالي٣ كيلومترات فقط عن المنصورة. وتنتشر عائلات الحواوشى فى محافظات عديدة بالدلتا مثل محافظة الشرقية والبحيرة وبنها
كما أن أسرة البهوتي أشهر أسرة حنبلية في تلك الفترة تنسب إلى بهوت إحدى قرى مركز نبروه بمحافظة الدقهلية والتي تبعد عن الحواوشة ٢٥ كيلومتراً فقط مما يشير لانتشار مذهب الحنابلة في تلك النواحي في ذاك وقت.
منهم:
١- القاضي محمد الحواوشي .
الشيخ الفقيه قاضي القضاة مفتي الحنابلة في عصره ورئيسهم. هكذا فقط ورد ترجمته في النعت الأكمل ! .
توفي سنة ٩٩٢ هـ وقد ذكره صاحب خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشرحيث أشار له في ترجمة الشيخ عثمان بن أحمد ابن النجار الفتوحي الحنبلي (ت١٠٦٤ هـ) أحد أجلاء علماء الحنابلة بمصروالذي كان قاضياً أيضاً، فذكر أنه أخذ العلوم العقلية عن كثير منهم القاضي محمد الحواوشي.
٢- القاضي عبد الرؤوف الحواوشي الحنبلي.
زين الدين عبد الرؤوف الحواوشي الحنبلي كان حياً سنة ١٠٠٩هـ القاضي بالمحكمة الصالحية النجمية والتي كان مقرها بمدرسة الصالح نجم الدين أيوب .
نعت في الوثائق والحجج الشرعية التي تعود لأعوام ١٠٠٨هـ و ١٠٠٩ هـ بسيدنا ومولانا، الشيخ الإمام العمدة الهمام عمدة الأفاضل الفخامسليل العلماء مفيد الطالبين.
كما ورد ذكره في وثيقة تخص وكالة أوده باشا والتي تقع بمنطقة الجمالية بشارع باب النصر عند التقائه بشارع حبس الرحبة وشارع التمبكشية وهي وكالة تجارية ضخمة فيها عدد كبير من المحلات الداخلية والخارجية ومنزل أثري ملحق بها وسبيل وكتاب.
٣- القاضي عبد الرحمن الحواوشي الحنبلي.
زين الدين أبو هريرة عبد الرحمن بن عبد الله الحواوشي كان حياً سنة ١٠٤٣هـ، خليفة الحكم العزيز بالديار المصرية تولى القضاء بمحكمة الصالح وكان مقرها جامع الصالح طلائع بن رزيك خارج باب زويلة. ثم تولى القضاء بالمحكمة الشرعية بخط أبي سعادة والخرق ومكانها أصبح ميدان باب الخلق حالياً.
وله إشهاد على حجة وقف تخص جامع السيد أحمد البدوي بطنطا، كتبه سنة ١٠٢٨ هـ، والحجة محفوظة بدار الوثائق المصرية .
كما وقفت على حجة شرعية بإمضائه مؤرخة في ٢٧ جمادي الأول سنة ١٠٤٣ هـ. بمحكمة باب سعادة والخرق نعت فيها بالشيخ الإمام العالم العلامة العمدة الفهامة، شرف العلماءأوحد الفضلاء زين الدين، مفتي المسلمين.
ويبدو ان شهرة لقب هذه العائلة اصبح تريند واسم شهرة على اشهر رغيف شعبى ياكله الجميع فى مصر امتد الى ان يصبح رغيف من الخبز محشو باللحمة المفرومة مع خلطة من البصل والتوابل يحظى بإقبال كبير من أغلب المصريين
وتتنوع أشكاله وأسعاره ومناطق بيعه إنه رغيف الحواوشي الذي ظهر في مصر منذ حوالى نصف قرن.
ظهر الحواوشي في مصر على يد جزار مصري يدعى الحج محمد مصطفى الحواوشى
حيث وضع اللحم المفروم في رغيف الخبز ثم وضعه في الفرن ليخرج هذا الاختراع الجديد الذي كان وما زال ذا مذاق جميل ورغم هذا الانتشار للرغيف الحواوشى الا ان هذا الرجل لم يحصل على ملكية وبراءة اختراعه هذا لكن خلده المصريون بإطلاق اسمه على اختراعه وانطلق من القاهرة على سيارة صغيرة في منطقة سوق التوفيقية ثم بولاق ابو العلا بقلب القاهرة.
الحاج حواوشي بالفعل هو مبتكر رغيف اللحم المفروم الشهير برغيف الحواوشي وكان عندهم محل جزارة فى سوق العتبة والمحل الأشهر فى شارع سوق التوفيقية على ناصية شارع رمسيس أمام معهد الموسيقى واللى بدأ من خلاله الأكلة الشهيرة اللى وصلت للعالمية
سمعت من والدى رحمه الله وجدى رحمه الله ان هذا الرغيف كان فى السبعينات له انتشار رهيب وكان ثمنه ربع جنيه وكان يكفى فردين
ولان لكل شىء بركة فى المكان فان هذا المحل اشتهر جدآ جدآ لكن بعد وفاة الحاج بدأ الحال يتدهور ولم يستطع أبناؤه استكمال مسيرة الأب فباعوا المحل وأهدروا تاريخ العائلة
الحاج مصطفي لم يخترع الرغيف باللحم لانه كان معروف في البيوت المصرية ولكنه اول من بادر بجعلة يباع مثل السندويتشات لأول مره عام 1966م
المحل كان ثاني محل على اليمين بعد ناصية دخول شارع سوق التوفيقية من شارع رمسيس اول سعر له كان عشرة قروش وابن الحاج مصطفى كان اهلاوي ويعلق صورلاعبى الاهلى فى المحل ويستضيفهم في المحل وكان ذلك يسبب زحام من المعجبين اضافة لزحام من الجماهير عند فوز الاهلي وفي احدى المرات حصل هجوم على المحل وتحطم زجاجة من جمهور نادي منافس لا اتذكر اسمه بعد مباراة مع الاهلي بسبب رسم سخرية من النادي المنافس وقد بدأت محلات الطعام الحديثة تتفنن في تقديمه ولكن بأسعار عالية ويعود هذا الاختراع كما ذكرنا اعلاه إلى تاجر لحوم مشهور بالقاهرة اسمه مصطفى الحواوشي كان يورد اللحوم إلى علية القوم بالقاهرة.حيث ذكر الدكتور ايهاب الشربينى فى كتابه حكايات المنصورة ان الحوواشى كان يحرص على تقطيعها بفن وحرفية تعلمها من اليونانيين وبسبب تقطيعه للحوم وتخليصها من أي قطع غير مرغوبة لكي تصل للباشوات والبهوات (مفيهاش اي عيب) كان يتبقى منها بواقي كثيرة فتفتق ذهنه عن فكرة استخدام هذه البواقي وخلجها بالتوابل في صورة رغيف لحم وبيعها للغلابة بأسعار زهيدة واشتهرت الفكرة وانتشرت في مصر كلها على يد ابن المنصورة مصطفى الحواوشي والذي جاء إلى القاهرة قادماً من قرية الحواوشة القريبة من المنصورة وحمل اسم القرية والذي أعطاه بدوره لرغيف الحواوشي المشهور.
وعموما قرية الحواوشة قرية هادئة تقع في جنوب مدينة المنصورة وهي من القرى القديمة وتحمل هذا الاسم من قديم الأزل وعدد سكانها ليس كثير وبعمل معظمهم بمدينة المنصورة- وبعض أهالي قرية الحواوشة الكرام قالوا إن القرية سميت بهذا الاسم نسبة إلى حوش الإنجليز، وبعضهم قال أنها سميت نسبة الى حوش للخيول في عهد المماليك . وهذا وذاك كلام غير صحيح لسبب بسيط أن الحواوشة قرية قديمة وعريقة جدا من قبل ظهور الإنجليز نفسهم . وموجودة من قبل دخول المماليك مصر وظهر اسمها في عهد صلاح الدين يعني من أكتر من900 سنة باسم منية الحواوشة .
بسبب شهرة الرغيف الذي حمل اسم الحواوشي اخذت الكثير من محلات الجزارة تقليده بعمل فرن من الصاج خارج المحل خصوصا وانه صدر قرار بأن تغلق محلات الجزارة وتوقف نشاطها ثلاثة ايام بدلا من يوم الاثنين فقط في محاولة لتجاوز ازمة اللحوم في مصر
نقلت الخلطة إلى مناطق أخرى بالقاهرة ثم بقية أنحاء محافظات مصر وبعد وفاة الرجل كما ذكرنا سابقا تخصص أحد المحلات بمحافظة الشرقية بدلتا مصر في عمل الحواوشي فأصبحت قرية العزيزية التابعة لمركز منيا القمح بمحافظة الشرقية مقصد كل من يريد تناول الحواوشي الجميل، ويفد إليها الراغبون في تناوله من السياح العرب والأجانب.

 

بالوثائق تعرف على قصة عائلة الحواوشى فى عمل اشهر رغيف أكل فى مصر بقلم الباحث التاريخى السيد احمد ُحزين شقير
بالوثائق تعرف على قصة عائلة الحواوشى فى عمل اشهر رغيف أكل فى مصر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى