المزيد

التاريخ العميق الاسرى بين قبائل مصر وتونس

التاريخ العميق الاسرى بين قبائل مصر وتونس

بقلم الباحث التاريخى الشريف أحمد ُحزين العباضلى الشقيرى

 

إن التاريخ يتم بالوثائق هذه المقولة لـــ ىشارل سينوبوس مقولة صحيحة
لكنها بنفس الوقت تفرض ضرورة تحديد مفهوم الوثيقة أو المصدر فماذا نقصد بالوثيقة ؟ إن القاموس يعرف الوثيقة بكونها مصدر كل خبر إنها حجة وشاهدة
عزيزى القارىء بين يديك وثيقة خاصة جدا تكشف عن التلاحم الشعبى بين مصر وتونس
نعرف الثقافة بأنها منتج جماعى وتاريخى لحياة الشعوب كما نعرف اللغات دائما كتعبير حى عن التفاعلات الاجتماعية والتاريخية التى تعيشها المجتمعات .
وقد كانت دائما الوثائق التاريخية احدى العلامات البارزة التى وضعت بها كثير الشعوب بصماتها فى التاريخ.
تعتبر مصر من أكثر دول العالم إمتلاكا للوثائق التاريخية والتى سجلت كتاباتها فى مراحل مختلفة من التاريخ ولعدة قرون والتى عبرت كثير من هذه الوثائق عن متانة وقوة العلاقات التاريخية بين مصر والبلاد العربية الشقيقة ومنها تونس الخضراء الحبيبة.

شهد عام 1896م قيام الأخوين لوميير بتصوير مشاهد سينمائية في تونس العاصمة، وهو العام ذاته الذي شهد أيضًا أول عرض لفيلم مصري، محمد بن المكرم مبروك أحد عربان تونس يعقد قرانه علي المصرية لزم في قرية شرنوب بالبحيرة.
يقول الباحث التاريخي أحمد ُحزين الشقيري لــ”موقع القبائل”: إن الوثيقة التي تظهر في وقت ختام مهرجان قرطاج السينمائي والاحتفال باليوبيل الذهبي للسينما التونسية، التي بدأت عروضها الفعلية في عام 1908م، تظهر عقد الزواج المتهالك الذي تم تحريره في وقت قيام الأخوين لوميير بتصوير مشاهد حية في العاصمة التونسية.
وأضاف أن الوثيقة تظهر العلاقات الممتدة بين المصريين والتونسيين، لافتًا إلى أن هناك قبائل كثيفة من تونس قامت بالاستيطان في مصر منذ العصر الفاطمي حتى العصر الحديث، مثل محمد مبروك، الذي التصق به موطنه الأصلي عربان تونس، رغم استيطان أجداده لمحافظة البحيرة منذ قديم الزمان حيث صار التوانسة مصريين.
كان والد العروس، التي تُدعى “لُزم”، يقيم في عزبة سعد أبو رية بأراضي طيبة حيث تولي العقد بنفسه لمخطوبته “البنت البكر البالغة الرشيدة لزم بنت المرحوم حميدة ابن المرحوم إبراهيم من أهالى شرنوب النخل المشمولة هي بوكالة عمها العفيف الرجل الرشيدرزق ابن المرحوم ابراهيم ابن المرحوم حميدة وذلك بشهادة الشهود”.
تظهر الوثيقة أن مبروك من عربان تونس كان فقيرًا مثل المصرية لزم، حيث كان مهرها يقدر بـ10 بيتو، وهي إحدى العملات التي كانت متداولة في مصرآنذاك في القرن التاسع عشر.
ويضيف الباحث التاريخى الشريف / احمد ُحزين الشقيري أن المراجع التاريخية الموثقة، تؤكد أن مصر عرفت السينما في الوقت نفسه الذي بدأت فيه في العالم الخارجي، لافتًا إلى أن أول عرض سينمائي تجاري في العالم كان في ديسمبر 1895 في العاصمة الفرنسية باريس، وكان فيلمًا صامتًا للأخوين لوميير وأنه بعد هذا التاريخ بأيام، قدم أول عرض سينمائي في مصر في مقهي زواني بمدينة الإسكندرية في يناير 1896، وتبعه أول عرض سينمائي بمدينة القاهرة في 28 يناير 1896 في سينما سانتي أي في نفس عام تحرير وثيقة الزواج.
ويؤكد الشقيري أنه من غير المعلوم كيف عاشا حياتهما، لافتًا إلى أن الوثيقة تؤكد أن الشروط لم تكن تعجيزية مع محمد مبروك التونسي، في وقت كانت تشهد فيه مصر أزمة اقتصادية حيث يدل العقد أنه تم تقسيط مبلغ بسيط من المهر لأجل معلوم.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى