أعلى مسجد في مصر.. عُمره يقترب من 1000 عام.. أين هو؟
ذكرهُ الأدريسي منذ نحو 856 عامًا
شبه جزيرة سيناء – محمود الشوربجي
على قمة جبل نبي الله موسى، وعلى ارتفاع أكثر من ألفي متر، في مدينة “سانت كاترين”، بمحافظة “جنوب سيناء” شرق مصر، يتربع مسجد في قمة الروعة، يحمل اسم الجبل وهو مسجد “جبل موسى”، ويُطل على مشاهد في غاية الجمال، تحفُّه سلسلة عظيمة من الجبال الجرانيتية، ويقع على أعلى قمة جبلية في مصر كلها.
قال الدكتور سامي صالح عبدالمالك، الباحث الآثاري السيناوي، مدير عام شئون مناطق آثار شمال سيناء الإسلامية والقبطية، والمحاضر بالدراسات العليا في معهد الدراسات البيئية العليا جامعة العريش، في حديث خاص لـ«صوت القبائل العربية» أن مسجد جبل موسى الواقع أعلى قمة جبل نبي الله موسى عليه السلام، ذكره الجغرافي «الأدريسي»، الذي وُلد عام 1100م (493هـ) وُتوفي عام 1166م (559هـ)، و يُعتبر من كبار الجغرافيين في التاريخ ومن مؤسسي علم الجغرافيا الحديثة، وقد وصف طريقه وموقعه والجبل، وذلك من حوالي 856 عامًا.
وأضاف الباحث الآثاري، أن الجغرافي الأدريسي (ت 560هـ/1166م) ذكر مسجد جبل موسى وطريقه إذ قال: «منه – فاران – إلى جبل الطور، وهو على مقربة من البحر، ويمتد معه وبينه وبين البحر طريق مسلوك، وهو جبل عال يصعد إليه على مدارج، وفي أعلاه مسجد، وله بئر ناشعة، ومنها يشرب من هناك من الصادرين والواردين».
وأشار خلال حديثه أن المسجد ورد ضمن المساجد الفاطمية التي وردت في النص التاريخي الذي على كرسي الشمعدان الذي كان يوجد داخل جامع دير سانت كاترين، موضحًا أنه لا تزال بقايا هذا المسجد أعلى جبل موسى أسفله مسجد بكهف مقطوع في الصخر وله محراب.
وأوضح أن المسجد الحالي معماريًا عبارة عن مستويين، مسجد صغير في المستوى الأرضي تحت سطح الجبل عبارة عن قاعة صغيرة غير مسقوفة في قسم كبير منها، وهي مقطوعة في الصخر أو تكوين طبيعي استغل لعمل مسجد الكهف لأن جوانبه مبنية بمداميك من الحجر الجرانيتي. إذ تم تضييق المساحة في الجانب الشرقي والجنوبي بشكل كبير، ويتم النزول إليه من خلال درجات من السلالم.
ووصف الباحث المسجد قائلًا: «هو مستطيل التخطيط لكن غير منتظم تماما، فيوجد انحراف في الضلع الغربي، ودخلة في الركن الجنوبي الشرقي، ربما كانت تستعمل كتبية لحفظ الكتب، والركن الجنوبي الشرقي من المسجد العلوي مركب على القسم الغربي من المسجد الأرضي، وينتهي المسجد بدخلة محراب نصف دائرية ممتدة مقطوعة في الصخر، ومتوج بعقد دائري، ويلحظ وجود انحراف بسيط عن اتجاه القبلة».
وأضاف في وصفه المسجد في المستوى العلوي قائلًا: «هو أيضًا عبارة عن قاعة مستطيلة تمتد من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي، مسقوف حاليًا بسقف خشبي فالمسجد تعرض للهدم والتجديد عدة مرات بسبب الزلازل وعوادي الزمن، وله فتحة باب محورية على المحراب، وفتحة شباك في الجدار الشرقي، وينتهي بدخلة محراب نصف دائرية، ويتقدمه زيادة حاليًا تستخدم في حالة زيادة المصلين في المسجد، ومزود بكتبيات في الجدار وإشعال الشمع للإضاءة».
