1389 عامًا على رحيل أول خلفاء المسلمين.. كيف مات أبو بكر الصديق؟
أميرة جادو
يصادف اليوم ذكرى مرور 1389 عامًا على وفاة الخليفة الأول للمسلمين أبو بكر الصديق، والذي رحل في يوم 23 أغسطس عام 643 ميلادية، وهو صديق النبي صلى الله عليه وسلم ورفيق رحلته، هو أولُ الخُلفاء الراشدين، وأحد العشرة المُبشرين بالجنَّة، يَعدُّه أهل العلم خيرَ الناس بعد الأنبياء والرسل، وأكثرَ الصَّحابة إيماناً وزهداً.
عادة ما يلحَق اسم “أبي بكرٍ” بلقب “الصّدِّيق”، وهو لقب لقبه إياه رسول الله لكثرةِ تصديقه إياه، وقد استمرت فترة خلافة أبى بكر الصديق فى المسلمين قرابة سنتين وثلاثة أشهر تقريبًا.
إسلام أبو بكر الصديق
ولد “أبو بكر الصدِّيق” في مكة سنة 573م بعد عام الفيل بسنتين وستة أشهر، وكان من أغنياء قريش في الجاهلية، فلما دعاه النبي محمد إلى الإسلام أسلمَ دون تردد، فكان أول من أسلم مِن الرجال الأحرار ،ثم هاجر أبو بكر مرافقاً للنبي محمد من مكة إلى المدينة، وشَهِد غزوة بدر والمشاهد كلها مع النبي محمد، ولما مرض النبي مرضه الذي مات فيه أمر أبا بكر أن يَؤمَّ الناس في الصلاة.
أول خليفة للمسلمين
رحل رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الإثنين 12 ربيع الأول سنة 11هـ، وبويع “الصديق” بالخِلافة في اليوم نفسه، فبدأ بإدارة شؤون الدولة الإسلامية من تعيين الولاة والقضاء وتسيير الجيوش، وارتدت كثير من القبائل العربية عن الإسلام، فأخذ يقاتلها ويرسل الجيوش لمحاربتها حتى أخضع الجزيرة العربية بأكملها تحت الحكم الإسلامي، ولما انتهت حروب الرِّدة، بدأ أبو بكر بتوجيه الجيوش الإسلامية لفتح العراق وبلاد الشام، ففتح معظم العراق وجزءاً كبيراً من أرض الشَّام.
بعد أن تمت بيعة أبي بكر البيعة الخاصة في سقيفة بني ساعدة، اجتمع المسلمون في اليوم التالي للبيعة العامة، قال أنس بن مالك: لما بويع أبو بكر في السقيفة وكان الغد، جلس أبو بكر على المنبر، فقام عمر فتكلم قبل أبي بكر، فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله.
ثم قال: «أيها الناس، إني كنت قلت لكم بالأمس مقالة ما كانت وما وجدتها في كتاب الله، ولا كانت عهداً عهده إلي رسول الله ، ولكني قد كنت أرى أن رسول الله سيدبر أمرنا، وإن الله قد أبقى فيكم كتابه الذي به هدى الله رسوله ، فإن اعتصمتم به هداكم الله لما كان هداه له، وإن الله قد جمع أمركم على خيركم: صاحب رسول الله ، وثاني اثنين إذ هما في الغار، فقوموا فبايعوه»، فبايع الناس أبا بكر بعد بيعة السقيفة.
كيف مات أبو بكر الصديق؟
في شهر جمادى الآخرة سنة 13هـ، مرض الخليفة أبو بكر واشتد به المرض، فلما ثقل واستبان له من نفسه، جمع الناس إليه فقال: «إنه قد نزل بي ما قد ترون، ولا أظنني إلا ميتاً لما بي، وقد أطلق الله أيمانكم من بيعتي وحل عنكم عقدتي، ورد عليكم أمركم، فأمِّروا عليكم من أحببتم، فإنكم إن أمَّرتم في حياة مني كان أجدر أن لا تختلفوا بعدي»، فتشاور الصحابة، ثم رجعوا إلى أبي بكر فقالوا: «رأيُنا يا خليفة رسول الله رأيُك»، قال: «فأمهلوني حتى أنظر لله ولدينه ولعباده»، ثم وقع اختيار أبي بكر بعد أن استشار بعض الصحابة على عمر بن الخطاب، ثم كتب عهداً مكتوباً يُقرأ على الناس.
واستمر مرض أبي بكر مدة خمسة عشر يوماً، حتى مات يوم الاثنين ليلة الثلاثاء 22 جمادى الآخرة سنة 13هـ.