العلاقات المصرية المغربية الأسرية القوية المتينة
بقلم الباحث التاريخى الشريف / أحمد ُحزين شقير مستشار رابطة الشرفاء وابناء عمومتهم بجمهورية مصر العربية
العلاقات المصرية المغربية الأسرية القوية المتينة
بقلم الباحث التاريخى الشريف / أحمد ُحزين شقير مستشار رابطة الشرفاء وابناء عمومتهم بجمهورية مصر العربية
تعددت مظاهر الأتصال الثقافى بين مصر والمغرب بكثرة من جاء الى مصر من العلماء المغاربة وما أستتبع ذلك من أهتمام السلطات المغربية بمساندة الوجود الثقافى المغربى فى مصر ثم بأستقراء الاثار التى ترتبت على زيادة حجم هذه الأتصالات الثقافية فى فترة العصر العثمانى الى القرن التاسع عشر حتى هذه الفترة الحالية
وبالبحث فى تاريخ العلاقة التاريخية بين البلدين عندما نتصفح التاريخ القديم نجد انه فى القرن السادس عشر نجد ان كتب التراجم قد ذكرت عدد من العلماء المغاربة الذين قدموا الى مصر مثل:-
عبد الرحمن بن على سقين الذى زار مصر فى القرن السادس عشر وأخذ عن القلقشندى والسخاوى صاحب كتاب الضوء اللامع وزكريا الأنصارى حيث رجع الى المغرب بعد زيارة مصر وأستقر فى فاس ونشر العلم بها
كما يوجد أيضا محمد بن مهدى الجرارى الدرعى الذى زار مصر قديما وأخذ من علماء مصر الاجازة وقد توفى عام 979هـ 1571 مـ
والعالم احمد بن محمد ادفال الذى زار مصر مرتين ولقى بها الشيخ أبو المكارم بن الشيبخ ابو المحاسن البكرى وتلقى منه الإجازه.
والعالم عبد الرحيم بن عبد الرحمن العنصونى التواتى الذى زار مصر ودرس على أيدى كبار علمائها قبل ان يرجع الى المغرب.
والعالم ابو العباس احمد بن محمد المكناسى الشهير ابن القاضى الذى تعلم ودرس على يد العالمين المصريين بدر الدين القرافى وسالم السنهورى
وأستمر التواصل الثقافى بين البلدين ويذكر العياشى عن ذلك الجو الذى ساده الحوار بينه وبين العلماء المصريين فهذا حوار يجرى بينه وبين العلامه الفقيه موسى القليبى المالكى يطلع فيه الاخير الأول على مؤلفه فى الشمائل والسير .
كما جرى تبادل رسائل بين العلماء مثل تلك المراسلات التى جرت بين محمد بن على التامكرونى على الجانب المغربى وعبد الرحمن التاجورى على الجانب المصرى هو شيخ الفلكيين بها بهذا الزمن.
كما قام بعض علماء المغرب بأسهامات فى حركة التأليف فى مصر مثل العالم المغربى
شهاب الدين المقرى الذى قام بتأليف كتاب اتحاف المعزم المغربى بتكميل شرح الصغرى ) وهو فى علم الكلام وقد بدأه فى المغرب وأتمه فى الأسكندرية ومثل كتابه نفح الطيب ) الذى بدأه وأنتهى منه فى القاهرة
كما نضع ملاحظة تاريخية هامة وهى رواج سوق الكتاب المصرى بالمغرب ذلك ان عديدا من المغاربة الذين عاشوا فى مصر أحترفوا مهنة نسخ الكتب بالخط المغربى الجميل حيث ان هناك كتب كثيرة لعديد من المؤلفات التى كتبت فى مصر قد نسخت عن طريق علماء ونساخ مغاربة وأخذت سبيلها الى بلاد المغرب أو المكتبات العالمية ولعل أشهرها مؤلف أحمد شلبى بن عبد الغنى أوضح الأشارات فيمن تولى مصر من الوزراء والباشاوات.
وأما عن تواجد أصول مغربية لكثير من العائلات بمصر فمن خلال الأبحاث التى قمت بها اعتقد ان هناك عوامل عديدة وراء هجرة الاسر المغربية لمصر إبان العصر العثمانى إلا ان الوجود المغربى بمصر بها يضرب بجذوره لفترات تاريخية أقدم من ذلك بكثير فمنذ العصر الفاطمى كان للمغاربة وجود بمصر كما شهد العصر المملوكى هجرة مغربية قوية الى مصر خاصة بعد سقوط غرناطة فى عام 898هــ الموافق 1492م وقد شكل هؤلاء المهاجرون طائفة مهمة فى نهاية العصر المملوكى وهو ماجعل السلطان سليم الأول يحرص على توجيه الدعوة اليهم لمقابلة معاونية مع من دعا من اعيان أهل البلاد الاخرين.
وقد نزل كثير من اسر الاشراف من المغرب الى مصر حيث نجد جد الاشراف من ذرية حسين الفاسى وابنه سيدى سليمان الفاسى الشهير بعثمان الفاسى يرجع نسبهم الى
الامام الحسين قد هاجرت هذه الاسر من مدينة فاس بالمغرب كما ان الجد الجامع ايضا لقبيلة الجعافرة بمصر هو سيدى عبد المحسن الفاسى بن حسين الفاسى المغربى كما ان ذرية الامام الحسن من الادارسة جاءت من المغرب ايضا والى وقتنا الحالى نجد عائلات مصرية اصولها مغربية مثل عائلة الاشراف العباضلة الشقيرات والاشراف العيساوية والزعيرات بمدينة البصيلية والعيسوى بإسنا وغيرها من العائلات بصعيد مصر كما كان شهبندر تجار مصر من أصل فاسى 1109هــ / 1697م وهو محمد بن محمد بن قاسم الشرايبى.
كما توجد عائلات مغربية كثيرة هاجرت وتعيش حتى الان بمصر مثل عائلة ابن الامين والمراكشى حيث يرجع نسب شيخ الازهر الحالى الدكتور احمد الطيب الى جده الأكبر الشريف الحسنى نسبا سيدى احمد المراكشى وعائلة البنانى والتازى والتهامى والزرهونى والعشوبى والشاوى والحلو وبن جلون والقباج والقصرى والساكت والعرايشى وبن مشيش والجيلانى وبن كيران الخ الخ وكلها عائلات عاشت ومازالت تعيش بمصر منذ مئات السنين تثبت بما لايدع من شك ان المغرب ومصر دمهم واحد وبينهم مصاهرات وروابط متينة قوية مشتركة.