علاء عبد الله يكتب:القمة الروسية الأفريقية واستعادة روسيا لدورها فى افريقيا .
علاء عبد الله يكتب:القمة الروسية الأفريقية واستعادة روسيا لدورها فى افريقيا .
لا احد يستطع ان ينكر أن القمة الروسية الأفريقية حققت إنجازات تتعلق بتعزيز دور الاتحاد الأفريقي
ولقد اكتسبت القمة أهمية بالغة خاصة في ظل التطورات والأحداث التي شهدها العالم على مدى الفترة الماضية خاصة الحرب الروسية الأوكرانية والتغيرات المناخية
فهذه القمة في واقع الأمر تسعى لإيجاد نوع من الشراكة العميقة بين روسيا ودول أفريقيا والتنوع وربما في هذا الصدد تختلف عن القمة السابقة في عام 2017 وأنها تأتي في ظل ظروف وأوضاع دولية متغيرة
كما ان المتابع والمحلل للواقف الدولية يجد ان هناك اتجاه دولي لنظام جديد متعدد الأقطاب وتمّ التوافق على أن يكون هناك جهود مشتركة لتعزيز هذا التوجه
فالقمة الأفريقية الروسية.. تسعى إلى تحقيق التعاون، وإقامة شراكة استراتيجية متنوعة، وتعقد في ظل أوضاع إقليمية متغيرة.
كما تسعى روسيا من خلال هذا الاستقطاب، لإعادة صياغة طبيعة العلاقات الروسية الأفريقية، لتعزيز وجودها الاقتصادي والسياسي في القارة الأفريقية. بالمقابل، تسعى الدول الأفريقية إلى استكشاف فرص التعاون مع روسيا في مجالات مختلفة والحصول على الدعم الروسي في التنمية والبنية التحتية والقضايا الأمنية
وقد اكد الخبراء والمحللين ان القمة الروسية الأفريقية تنعقد في ظروف شديدة التعقيد، يمر بها العالم أجمع والقارة الإفريقية على وجه التحديد، وذلك على اعتبار أن القارة الافريقية من أكثر القارات تضررا نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية ونتيجة عدم تمديد اتفاق الحبوب..
فروسيا وأوكرانيا لاعبان رئيسيان، في إمداد العالم بأكثر من 34% من احتياجاته من الأ قماح والأسمدة، وبالتالي هذة القمة (الأفريقية الروسية) ستؤسس لشراكة جديدة بين الجانبين، على اعتبار أن روسيا تمد يدها بالخير للقارة الأفريقية خاصة بعدما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشكل واضح، باإمداد افريقيا بالقمح سواء بشكل اقتصادي أو مجاني، لتعويض النقص في إمدادات الغذاء الخاصة بأوكرانيا
فالقمة لها بعد آخر، بعد أن قررت «موسكو» إسقاط أكثر من 20 مليار دولار من الديون على دول القارة الإفريقية كبادرة حسن نية ورسالة طمأنة من أن روسيا تسعى بشكل كبير إلى أن تكون القارة الإفريقية محورًا مهمًا في اللنظام العالمي الجديد، لافتا إلى زيادة حجم التبادل التجاري بين الطرفين ليصل لحوالي 18مليار دولار
فهذه القمة ستمثل نقلة نوعية في العلاقات الروسية الافريقية بشكل واضح، وتنفيذ الكثير من المشروعات، التي من شأنها إقامة علاقات أكثر عمقاً وأكثر ثباتاً…
فتلك القمة جاءت لإعادة صياغة طبيعة العلاقات الروسية الأفريقية، في محاولة استقطاب القارة السمراء عكس الأهواء الغربية، والتى حاولت زعزعة تلك العلاقات لعدم وجود جبهات جديدة في المنطقة، مشيراً إلى أن تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالقمة، تبعث برسالة طمأنة فيما يتعلق بخروج روسيا من اتفاقية الحبوب موخرا، مع عرض ما يمكن خسارته من حبوب بالجانب الأوكراني لتكون روسيا على أتم الاستعداد لتعويض هذا الفاقد.