تعرف على قبيلة بنى هلال

تعرف على قبيلة بنى هلال
تعد قبيلة بني هلال أحد القبائل العربية من عامر بن صعصعة، كانوا بدو في وسط نجد، هاجرت من الجزيرة العربية إلى الشام ثم صعيد مصر ومنه انتقلت إلى باقي المغرب العربي الإسلامي الكبير بعد ازعاجهم للدولة الفاطمية فارسلهم الخليفة الفاطمي لغزو شمال أفريقيا.
ويمكن القول أيضا أن القبائل العدنانية ضمت مجموعات من قريش إضافة إلى بني هلال وبني سليم، أما القبائل القحطانية فقد تكونت من الأزد وبلي وجهينة ولخم وجذام والمعقل.
الموطن لهذه القبيلة اليوم هو .. المملكة العربية السعودية و اليمن و الامارات و عمان و العراق والكويت و مصر وليبياو تونس والجزائر والمغرب و موريتانيا.
نسب القبيلة
تنتسب إلى هلال بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. وهي بالتالي تنتمي الي قبيلة بني عامر التي تنتمي بدورها إلى هوازن بن قيس بن عدنان كبرى القبائل العربية من حيث العدد والتفرعات على الإطلاق, والمعروف ان قيس بن عيلان هي المناظر للقبائل اليمانية منذ القرن الأول للهجرة وكانت قبائل بني سليم وبني عامر هي السيد الحقيقي لبوادي الجزيرة العربية طيلة العهدين الأموي والعباسي.
صراعات
تسببت الصراعات الطويلة بين القبائل العدنانية “القيسية” والقبائل اليمانية في اضعاف وإسقاط العديد من الدول والممالك الإسلامية لاسيما دولة بني امية وامارة الاندلس. وقد ساهمت قبيلة بني هلال في كل هذه الصراعات إلى ان انتهى بها الحال كمؤيد للقرامطة وهي حركة باطنية ارتكبت العديد من الفظائع لاسيما في البحرين (شرق الجزيرة العربية بالكامل كان يسمى البحرين) أو في الحجاز أو نجد. الحقيقة ان تاييد قبائل بني هلال وغيرهم من القبائل لحركة القرامطة لم يكن نابع من منطلق عقدي فهم لم يكن يهمهم كبدو اي مسألة عقدية ويكفي ان يصلي احدهم ليعتبر تقيا وملتزما.
هجرة بني هلال
من أشهر الهجرات العربية إلى شمال أفريقيا هي الهجرة الهلالية (بنو هلال) في القرن الخامس الهجري/ الحادي عشر الميلادي وتعرف ” بالهجرة الهلالية ” في التراث الشعبي العربي، فيما يصفها ابن خلدون بانتقال العرب إلى أفريقيا. وتعرف كذلك ” بالهجرة القيسية ” نسبة إلى ان أغلب القبائل المهاجرة تندرج تحت الفرع القيسي من العرب العدنانية.
و بالرغم أن بني هلال وبني سليم شكلوا أكبر القبائل المهاجرة الا انها ضمت قبائل هوازنية أخرى كشجم وسلول ودهمان والمنتفق وربيعة وخفاجة وسعد وكعب وسواءة وكلاب وقبائل قيسية كفزارة واشجع وعبس وعدوان وفهم وقبائل مضرية كهذيل وكنانة وتميم وعنزة بل وقحطانية كجذام وكندة ومذحج.
وقد كان بنو هلال وبنو سليم ومن جاء معهم من القبائل يقيمون في المنطقة الممتدة بين الطائف ومكة، وبين المدينة ونجد، وشاركوا في الفتوحات العربية الإسلامية، الا انهم احتفظوا بثقلهم وطابعهم البدوي في الجزيرة العربية حتى تاريخ هجرتهم 440 هـ. واستقرت هذه القبائل في شمال أفريقيا, وشاركت هذه القبائل في الحروب والفتوحات والصراعات السياسية والعسكرية التي قامت في المنطقة وفي حوض المتوسط، وكان لها الأثر الحاسم في تعريب شمال أفريقيا.
مواطنهم قبل التغريبة
تعددت مواطن هذه القبائل عبر التاريخ فكانت لها مواطنها في شبه الجزيرة العربية في الجاهلية ثم مواطن أخرى بعد ظهور الإسلام. وهكذا أثرت الأحداث والتحولات التي عرفتها جزيرة العرب والعالم الإسلامي في تغير مواطنها، كما أثرت تلك التحولات على الخريطة البشرية في مناطق متعددة من البلدان التي وصلها الفتح الإسلامي. وأول ما يعرف عن مواطن تلك القبائل وتجمع المصادر أنها كانت تقطن الجزيرة العربية ثم هجرتها إلى الشام والعراق ومصر، ومنها انتقلت تلك القبائل العربية إلى المغرب. وقد كان بنو هلال وبنو سليم مقيمين قبل ظهور الإسلام في نجد، وهذه المنطقة كثيرة الأودية والهضاب، وعرفت باعتدال مناخها وندرة أمطارها. وعن تلك المواطن يتحدث ابن خلدون “كانت بطون هلال وسليم من مصر لم يزالوا بادين منذ الدولة العباسية، وكانوا أحياء ناجعة بمجالاتهم من فقر الحجاز بنجد: فبنو سليم مما يلي المدينة وبنو هلال في جبل غزوان عند الطائف وربما كانوا يطوفون رحلة الصيف والشتاء أطراف العراق والشام…”. كما سميت باسم بني هلال مواطن كثيرة، منها بنو هلال قرية قديمة من أعمال الشرقية، وبنو هلال بالبحيرة تابعة لمركز دمنهور، وبنو هلال بقسم سوهاج وبني هلال اسيوط. وكانت القبائل الهلالية في أغلبها قبائل بدوية ظاعنة وتنتقل ما بين البصرة ومكة من ناحية، وما بين مكة ويثرب من ناحية أخرى ومن المعلوم عنها أنها كانت تدين بالوثنية مثل بني هلال وبني سليم، فبنو هلال يعبدون صنم ذو الخلصة مع خثعم وبجيلة.
وقد كان بنو سليم “يسكنون عالية نجد قرب خيبر، في أماكن تسمى الحرة مثل حرة بني سليم. ويقول البعض بأن لسليم وهلال مواطن في العراق، ومن ذلك أن مجموعة منهم إتخذوا لهم محلة بوادي الكوفة حوالي 120هـ وكان هذا المكان يعرف بمسجد بني هلال، كما استوطن بنو هلال بنواحي حلب والموصل ونزلوا المنازل التي كانت قبلهم لربيعة وكهلان. “أما في مصر فإن صاحب الخراج فيها استقدم إلى الجوف الشرقي أيام هشام بن عبد الملك الأموي عام 109هـ أبياتا قيسية في نصر بن معاوية وعامر بن صعصعة وغيرهما من بطون هوازن”. وينحى المقريزي هذا المنحى عندما يقول: “”أن عبيد الله بن الحبحاب لما ولاه هشام مصر قال: “ما أرى لقيس فيها حظا إلا لناس من جديلة وفهم فيهم وعدنان” فكتب إلى هشام: “أن أمير المؤمنين أطال الله بقاءه قد شرف هذا الحي من قيس ونعشهم ورفع من ذكرهم وأني قدمت مصر فلم أر لهم فيها حظا إلا أبياتا من فهم، وفيها كور ليس فيها أحد وليس يضر بأهلها نزولهم معهم ولا يكسر خراجا وهو بلبيس فإن رأي أمير المؤمنين أن ينزلها هذا الحي من قيس فليفعل” فكتب إلى هشام: “أنت وذلك” فبعث إلى البادية فقدم عليه مائة أهل بيت من بني نضر ومائة أهل بيت من بني سليم فأنزلهم بلبيس وأمرهم بالزرع”. وكان ذلك في بداية القرن الثاني للهجرة، واستيطان هذه المجموعات إنعكس على المجموعات الأخرى التي بقيت قابعة بالجزيرة حيث تشكوا شظف العيش، وذلك مما دفع هذه الأخيرة إلى مغادرة البادية، والهجرة إلى مصر للاستيطان بالقرب من القبائل الأخرى.
ويبدو الحديث غامضا حول الأهداف الكامنة من وراء الهجرة القسرية لهذه القبائل، فهل يعود قرار هشام في نقل هذه القبائل القيسية من الجزيرة العربية إلى مصر إلى رغبة الأمويين في تعمير منطقة بلبيس بالسكان؟ وهل أراد الأمويون وضع حدا لتكاثر العناصر القحطانية في تلك الجهة، وإقامة نوع من التوازن العددي بين عرب الشمال وعرب الجنوب؟.
مواطنهم بعد التغريبة
موطن القبائل بعد التغريبة ذكر بعض المؤرخين أن عكاظ لبني هلال، وإن كان ذاك المكان موطن لهوازن ـ سابقاـ ثم صار لبني هلال ويحتمل أنهم نزلوه عند انتشارهم وقوتهم ولا سيما في القرنين الثالث والرابع الهجريين.
كما كانت لبني هلال مواطن في جنوب الجزيرة مثل جبل عفف ووادي حلية وأهل البرك ـ الأخرش ـ آل مسحر ـ أم جمعة، وكانت لهم مواطن شرق الجزيرة وعمان، و”أن من بني هلال الجبور كان لهم شأن في عمان وكانوا يشنون الغارات على عمان في العصور القديمة ويثيرون الشر بين قبائلها خصوصا أطراف البريمي والظاهرة وما حواليها”.
من مواطن بني هلال في صعيد مصر مثل قرية المساعيد الغربية حيث يسكن فيها بني هلال(بيت أبو هلالي في نجع أبو هلالي).
وعن مواطن بني هلال بعد التغريبة في السودان فإننا نعلم “أن السلطان البرنو (في السوادان الغربي) بعث إلى سلطان المماليك في مصر يشكو اجتياح أعراب جذام وغيرهم لبلاده وإفسادهم فيها ويطلب معاقبتهم”، ونستشف من خلال هذه الاستشهاد أن بني هلال وصلوا إلى السودان بل أنهم تدفقوا شرقا حوالي سنة 794 للهجرة حتى شمال دارفور. أما عن الوجود الهلالي في غرب السودان فإنه يظهر أكثر وضوحا إذ أن معظم الروايات الشعبية في غرب السودان للسيرة تكاد تتفق على أن الهلاليين دخلوا السودان قادمين من الجزيرة العربية، ومن ذلك عبروا النيل الأبيض واتجهوا إلى غرب السودان، ثم واصلوا رحلتهم إلى بلاد تونس لمحاربة المغاربة، وقد تكون الهجرة الهلالية إلى السودان من اختلاق الروايات الشعبية لتبين أن الهجرة الهلالية إلى تونس كانت من السودان وليست من مصر، أما في شرق السودان فلا يوجد ما ينسب إلى الهلاليين. وعن مواطن بني هلال وبني سليم بعد التغريبة، وحسب ما هو مكتوب لدينا فإن برقة تعد مساكن لبني سليم، ويؤكد لنا ابن خلدون ذلك عندما يقول “وأقامت هيب من سليم وأحلافها رواحة وناصرة وعميرة بأرض برقة” وهي حسب ابن خلدون وغيره المنطقة الممتدة من لبدة 120 ك شرق طرابلس وحتى السلوم شرق الإسكندرية وحتى زويلة جنوب مدينة سبها “”و اقامت فروع ذباب وزغب وعوف وناصرة والشريد وفي المنطقة الممتدة من غرب برقة وحتى أفريقية ” تونس ” إلى زويلة جنوبا. فيما انتشر الثقل الأكبر للقبائل الهوازنية “الهلالية” من وسط وغرب تونس إلى جنوب المغرب.
ولم تستقر الحالة إذ بقي تميم بن المعز يعاني الويلات سواء من القبائل الباقية منهم أو من القبائل المطرودة والتي كانت تغير على أطراف ملكه، وعن استمرار تلك القلاقل في ايام أبناء تميم واستقرار بعض القبائل في الأندلس يذكر لنا محمد المرزوقي “وإستمرت القلاقل في ايام أبناء تميم وأحفاده كما استمر تنقل تلك القبائل من مكان إلى آخر لا تعرف استقرار ولا تركن للراحة والسكون حتى جاء عبد المؤمن الموحدي سنة (555هـ، 1160م) واستولى على تونس وأدرك ما لوجود الأعراب من خطورة على استتباب الأمن واستقرار الملك واصطحب عددا من قبائل الأعراب فوزعها بين سهول المغرب وشبه جزيرة الأندلس”. “ومن ذلك العهد أدركت حالة القبائل التونسية بعض الاستقرار وخلصت الأراضي التونسية لبني سليم”. كما أنه شارك القبائل الهلالية والسليمية في هذه المواطن بني معقل، واستوطن بنو معقل مع القرامطة قبل دخولهم المغرب، وعندما دخلوه كان عددهم قليل إذ لم يتجاوز المائتين فاعترضهم بنو سليم، فتحيزوا إلى الهلاليين ونزلوا بآخر مواطنهم وذلك قرب وادي ملوية ورمال تافيلالت وجاوروا زناتة في القفار، ثم كثر عددهم ـ بعد ذلك ـ وانتشروا في صحراء المغرب الأقصى، واستقر بنو المعقل في جميع الأقطار الصحراوية الواقعة بين المحيط الأطلسي وتيديلكت ومن ثم استقروا في موريتانيا. وحول وجود الهلاليين في غرب إفريقيا فهم وصلوا المغرب الأقصى في نهاية القرن الخامس للهجرة.
ويمكن القول أيضا أن القبائل العدنانية ضمت مجموعات من قريش إضافة إلى بني هلال وبني سليم، أما القبائل القحطانية فقد تكونت من جهينة ولخم وجذام والمعقل.
أما تعدد مواطن هذه القبائل فإنه يعود إلى خاصية النجوع والارتحال الذي تميزت به إضافة إلى الأزمات التي تتعرض لها القبائل من حين لآخر، مما يدفع بها إلى هجرة مواطنهم، وفي الأغلب أن الهجرة تكون لأسباب اقتصادية إلا أنها تأخذ في بعض الأحيان طابع سياسي
المرحلة الثالثة لتاريخ بني هلال
إن المرحلة الثالثة لتاريخ بني هلال وبني سليم تمتاز بانتشار هذه القبائل القيسية في كل من الشام والعراق والجزيرة ومصر، حيث قامت المجموعات القيسية بإضطرابات متكررة ولا سيما إبان حكم الدولتين العباسية والفاطمية، مما دفع ببعض الخلفاء إلى مراقبتها ومقاومتها.
وعن عملية الإغارة التي تقوم بها القبائل من حين لآخر ولا سيما بني سليم الذين “ربما كانوا يطوفون رحلة الصيف والشتاء أطراف العراق والشام، فيغيرون على الضواحي ويفسدون السابلة، وربما أغارت بنو سليم على الحج أيام الموسم في مكة والزيارة بالمدينة”، ولقد بلغ الحذر والتخوف من هذه القبائل درجة جعلت الخليفة المنصور يوصي ولده وخليفته المهدي على ألا يستعين برجل من بني سليم ولا يقربه إليه”.
ولئن تركزت أنظار ابن خلدون على الجوانب السلبية “لمسلكية” قبائل بني هلال وبني سليم، إلا أن الواقع الذي كانت عليه تلك القبائل وخاصة الظروف القاسية التي كانت تمر بها في كل مرحلة من مراحل الهجرة، بالإضافة إلى الحصار الاقتصادي الذي يضرب عليهم من طرف الحكام، ومنها الحصار الذي فرض عليهم في مكة من طرف الشريف بن هاشم أمير مكة الذي طلب الزواج من الجازية فرضيت هذه الأخيرة بالزواج رغم عيوبه في سبيل فك الحصار الاقتصادي الذي يعاني منه أهلها.
إن ظروف الحياة الصعبة تجعل القبائل في تنقل مستمر فبني سليم كانت لهم تنقلات واسعة النطاق مع ماشيتهم في صحاري الحجاز بحثا عن مراعي لأغنامهم وكثيرا ما يصلون إلى حدود العراق والشام. وكانت لسليم وهلال محلات في حواضر العراق، إذ استقر بعضهم في نجد ولم يغادروها فظلوا هناك حتى القرن الرابع الهجري.
وقد عمل الخلفاء العباسيون على التصدي لهذه القبائل بجيشهم النظامي وأسر عدد كبير من أبناء القبائل عقابا على تمردهم وعلميات النهب ضد المسافرين والحجاج وأهل المدينة، وبرغم تشدد بني العباس ضد القبائل إلا أن ذلك لم يمنع أولئك الأعراب من مواصلة العنف والتطاول على الناس طوال القرن الرابع للهجرة.
ولعل انضمام الهلاليين والسليميين للحركة العلوية في القرن الأولى ومناصرتهم في القرنين الثالث والرابع للقرامطة يعبر أحسن تعبير على نزعة العنف والتمرد لديهم.
أسباب هجرة القبائل الهلالية
إن النزوح والانتجاع والإرتحال ضرورة تفرضها طبيعة البيئة التي تكيفت معها نفسية هذه القبائل العربية وأصبح يطبع كيانها، وكان تنقل القبائل لأسباب ضرورية ولظروف قاسية فرضتها قسوة البيئة إضافة إلى الطبيعة القبلية المقاتلة التي كانت تلك المجموعات تتميز بها. كما أن انتشار العرب في الأرض من جزيرتهم كانت في فترات متقدمة، وارتبط الانتشار بالعديد من الأسباب منها الفتح الإسلامي، إذ خرج العرب ينشرون ديانتهم وأوغلوا في البلاد وفتحوا الأمصار. كما أنه “لم يكن زجر عمر ليوقف تيارهم فانساحوا في الأرض حتى نصبوا أعلامهم على ضفاف نهر الكنج شرقا وشواطئ المحيط الأطلسي غربا، وضفاف نهر لورا شمالا وأواسط إفريقيا جنوبا وملؤوا الأرض فتحا ونصرا، واحتلوا مدائن كسرى وقيصر وأقاموا في المدن”.
والقبائل التي نشرت الإسلام خارج الجزيرة العربية قبائل مضر وكذلك القبائل العدنانية والقحطانية وأشار إلى ذلك جرجي زيدان “والقبائل التي قامت بنصرة الإسلام ونشره قبائل مضر وأنصارها من العدنانية والقحطانية”. وكان انتشار العرب بعد ظهور الإسلام بالمهاجرة،
من الاسباب التي ذكر انها كانت من مسببات التغريبة بالنسبة لبني هلال انه في أواخر القرن الرابع الهجري ، قامت دولة الأشراف الحسنيين في مكه ، وكان مؤسسها ـ الحسن بن قتاده بن أدريس …ينتهي نسبه في الحسن بن علي ابن أبي طالب رضي الله عنهما.
وقد كان من أكبر العقبات التي واجهتها هذه الأماره الفتيه هي ، قبائل هوازن العدنانيه في ذلك الوقت ، وكان عماد تلك القبائل وقوتها في بنو هلال بن عامر بن صعصعه بن معاوية بن بكر بن هوازن ـ تلك القبائل كانت دائمة التمرد على شريف مكه ، الذي استعان عليها بمناؤيها الأقربون .. وبذا تشكل حلف ( خندف ) من قبائل أرتضت امارة أشراف مكه ودخلت معها في حروبها ضد هوازن وزعيمتها بني هلال ـ
وباالمقابل استعانت هوازن باالقبائل القريبه منها في الديار أولآ ـ مثل بني مالك وباالحارث وزهران ـ حيث كانت أغلب هذه القبائل متجاوره في الديار ، وانضمت اليها فيما بعد قبائل شمال مكه وجنوب المدينه ، من حرب وعنزه( قبل رحيلها من خيبر الى الشام وأطراف العراق ).
وقد كان من نتائج هذه الحرب الضروس ـ هزيمة بني هلال وأحلافها ، ورحيلها في أول الأمر الى ( نجد ) يصحبها عدد من قبائل قيس عيلان ، مثل : زعب .. السهول .. بنوعقيل ( الذين كان منهم بني خالد فيما بعد ) ـ ثم كانت هجرتهم الشهيره الى المغرب التي سيتم التطرق اليها …
الجازية الهلالية
كانت الجازية الهلالية من الفاعلين الأساسيين في تغريبة بني هلال المشهورة. قيل انها احتكرت ثلث المشورة في مجلس الشورى لقومها ومجلس حربهم نظرا لرجاحة عقلها وحسن تدبيرها وصواب المشورة والحكمة والروية. من أجل قبيلتها بني هلال تركت زوجها “شكر الهاشمي” صاحب مكة الذي كانت تحبه، ولا ترضى برجل غيره، والذي أنجبت منه ولدًا اسمه محمد، ولم يغلبها على هذه العاطفة الخاصة إلا العاطفة العامة تجاه قبيلتها؛ والتي تستوجب سفرها معهم إلى تونس لحاجتهم إلى مشورتها وتحميسا لهم على النصر؛ ولذا فارقت زوجها الذي آثرت وولدها الذي أحبت، وفارقت رغد العيش معه إلى جفوة الحياة القاسية التي تقوم على النقلة والحرب. والجدير بالذكر أن المرأة في بني هلال كانت لاعبًا أساسيًا في مختلف مظاهر الحياة وليست الحياة السياسية وحدها والأمثلة كثيرة، مثل شيحة أخت الأمير أبي زيد، وخضرة الشريفة والدته، وواصفة ابنة دياب بن غانم.
الآثار الحضارية للتغريبة الهلالية
أهم مآثر هؤلاء الهلاليين ذلك أنهم ربطوا المغرب العربي ببقية العالم العربي لغة وشعبا ذلك أن العرب قبل الهلاليين كان عددهم قليلا ومستقرين في الحواضر الكبرى كتونس والقيروان وكانت اللغة الغالبة على السكان هي الأمازيغية فجاء الهلاليون بأعدادهم الهائلة وانتشروا في جميع أصقاع المغرب العربي وعربوا البلاد فأصبح المغرب العربي عربيا خالصا من حيث اللغة ومن حيث كثرة السكان العرب والأمازيغ المستعربين بحيث ينتشر العرب في غالبية مناطق برقة وطرابلس وفزان ليبيا كما يشكلون أغلب سكان الجزائر اليوم إد دحروا قبائل صنهاجة إلى رؤوس الجبال وقبائل زناتة إلى الغرب (بنو زيان إلى تلمسان وبنو مرين إلى المغرب الأقصى)كما تقلص عدد البربر بإفريقية تونس حاليا وغلب العنصر العربي على التركيبة السكانية فأصبح البربر المحافضين على خصوصيتهم أقلية تعد بعض الألاف بكامل البلاد التونسية وانضم اليهم اخوانهم من عرب الفتح والأشراف من آل البيت (بنو سليمان في تلمسان وتنس) فابتلعوا بقايا البربر بالمصاهرة أو المجاورة فأضحت الجزائر عربية الدم واللسان. كما ينتشرون في مناطق ورديغة وشاوية سطات ووجدة ودكالة وعبدة في المغرب بينما ينتشر المستعربون في مناطق شياظمة وبني ملال وازيلال وكثير من المناطق المغربية المعربة بفضل بني هلال.
السيرة الهلالية
هي واحدة من السير الشعبية العربية، وهي عبارة عن ملحمة طويلة تغطي مرحلة تاريخية كبيرة في حياة بني هلال المعروفة بهجرة بني هلال، وتمتد لتشمل تغريبة بني هلال وخروجهم إلى تونس. هي السيرة الأقرب إلى ذاكرة الناس، والأكثر رسوخًا في الذاكرة الجمعية. وتبلغ نحو مليون بيت شعر. وإن أضفى عليها الخيال الشعبي ثوبًا فضفاضًا باعد بين الأحداث وبين واقعها، وبالغ في رسم الشخصيات.
ومن السيرة الهلالية تتفرع قصص كثيرة مثل قصة الأمير أبو زيد الهلالي وقصص أخته شيحة المشهورة بالدهاء والاحتيال، وسيرة الأمير دياب بن غانم الهلالي، وقصة زهرة ومرعي. وغيرها من السير المتراصة التي تشكل في مجموعها ما يعرف بسيرة بني هلال. والسير الشعبية هي من أهم مصادر الثقافة في أرياف البلاد العربية، وخصوصًا إذا ما أخذنا في الاعتبار نسب الأمية المرتفعة. ويسمى المهتم بالسيرة الهلالية بالمضروب بالسيرة. ومنهم الشاعر الشعبي عبد الرحمن الأبنودي. هذه القصة الغنية بالشخصيات والأحداث والمواقف، تضفي على الأدب الشعبي لونًا خاصًا يمثل الحياة الاجتماعية والفكرية التي كان يعيشها الإنسان العربي في تلك الفترة من الزمن.
رواة سيرة بني هلال الشعبية هم من العامة والذين لا يقرءون ولا يكتبون في غالب الأمر، وإنما تناقلونها خلفًا عن سلف. ولو قمنا بمقارنة بين ما بقي من أحداث هذه السيرة الشعبية في الذاكرة الجماعية وبين ما تتداول في الأسواق من كتب السيرة الهلالية لوجدنا إنهما يشتركان في شخوص وأبطال تلك السيرة الشعبية والخطوط العريضة لتلك السيرة، ولكنهما يختلفان في الكثير من التفاصيل الخاصة بها.
كان الراوي أو الحكواتي يحكي تفاصيل أخبارها وبطولات فرسانها وشجاعة شخصيّاتها، فتملأ نفوسهم بالعزّة والأنفة، مغتبطين بنصر هؤلاء الأبطال على أعدائهم، في كلّ حلّ وترحال، أو لقاء في ساحات القتال. الشعب العربي كان ولا يزال شديد التمسك بسيرة بني هلال كثير الإقبال على مطالعتها، يجعلها حديث لياليه، ويمجد أبطالها ويتعصب لهم ويرى فيهم آماله ومثله العليا، ولا شك أن شخصية أخيل اليوناني وأوروما الهندي أو رستم الفارسي هي بالنسبة إلى قومه كشخصية أبي زيد الهلالي بالنسبة إلى العرب.
يحكي الراوي سيرة بني هلال التي شكلت جزءًا كبيرًا من الذاكرة الشعبية، بما زخرت به من أحداث، وبما حملته من صفات بطولية ومن صفات الكرم والشجاعة والمروءة والأخلاق الحميدة وتلك الأخلاق والشيم العربية التي تحلّى بها أبطال تلك الحكايات، فكان النصر دائمًا للخير وأصحابه والهزيمة والفشل دائمًا للشر وأعوانه …
“قال الراوي: بعد وفاة الزير أبي ليلى المهلهل وضعت امرأة الأوس غلامًا سمّوه عامرًا وعندما بلغ سن الرجولة تزوج بامرأة من أشراف العرب فولدت له غلامًا في نفس الليلة التي مات فيها جده الجرو فسمّاه هلالًا؛ وهو جدّ بني هلال، وكان متصفًا بالفشل والأدب. ولما كبر الأمير هلال تزوج بامرأة بديعة في الجمال فولدت غلامًا سماه المنذر. واتفق أن هلالًا زار مكة في أربعمائة فارس وطافوا حول البيت وتشرف بمقابلة النبي المختار فأمره النبي (صلى الله عليه وسلم) أن ينزل في وادي العباس. وكان النبي يحارب بعض العشائر المعادية له فعاونه الأمير هلال، ومدّه بالعساكر. وكانت فاطمة الزهراء راكبة على جمل في الهودج فلما رأت هول القتال ومصارعة الأبطال؛ حوّلت راحلتها لتبتعد عن القتال، فشرد بها الجمل في البر، فدعت على الذي كان السبب بالبلاد والشتات. فقال لها أبوها: ادعي لهم بالانتصار فهم بنو هلال الأخيار، وهم لنا من جملة الأحباب والأنصار. فدعت لهم بالنصر فنفذ فيهم دعاؤها بالتشتيت والنصر. ثم رحل الأمير هلال إلى وادي العباس وعسكر في تلك النواحي. ولما سمعت به العريان تواردت إليه من جميع الجهات، فكثرت عند الأصحاب والأنصار. وكان له ولد حلو الشمائل وكان فارسًا مشهورًا وبطلًا عنيدًا اسمه المنذر
الأوضاع في الحجاز في القرن الثالث الهجري
ولاية الشريف أبو الفتوح الحسن بن جعفر
في سنة 384هـ تولى أمر مكة الشريف أبو الفتوح الحسن بن جعفرالذي بدأ عهده مخلصاً في ولائه للفاطميين وذلك بإقامة الخطبة لهم على منابر المسجد الحرام (1)
شن أبو الفتوح حمله على بني مهنا آل الحسين بن علي بن أبي طالب أمراء المدينة سنة 390هـ بأمر من الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله لأن أمراء المدينة قطعوا الخطبه سنة 390هـ وأعادهم إلى الطاعه (2) وكان القرامطة سنة 398هـ وما قبلها يملأون طريق ركب الحاج العراقي بالرعب والمخاوف وقد أعد الخليفة العباسي حملة عسكرية لايقافهم في تلك السنة.
ما لبث أبو الفتوح أن خرج عن طاعة الخليفة الحاكم بأمر الله الفاطمي سنة 400هـ وتم هذا باغراء من الوزير أبي القاسم حسين بن علي المغربي الذي خرج عن طاعة خلفاء البيت الفاطمي وجعل ينتحل لقب الخلافة وأخذ له البيعة من قبائل بني سليم وبني هلال وبني عوف وبني عامر (3)
تنازل أبو الفتوح عن دعوته بالخلافة سنة 403هـ وفي تلك السنة بدأت قبائل بني سليم وطئ وبني هلال تخرج لاعتراض ركب الحاج العراقي حتى سنة 424هـ إذ استطاع أبو الفتوح محاربة هذه القبائل التي تهدد طريق أمن الحاج العراقي.(4)
ظل أبو الفتوح موالياً للخلفاء الفاطميين معلناً الخطبة للحاكم ثم الظاهر ثم المستنصر حتى توفي سنة 430هـ (5) (يقول هنيدس) : نلاحظ من هذه الأحداث الاتي :
1ـ ان شريف مكة أبو الفتوح قرب بني هلال وهوازن والقبائل القيسية لانها كانت ضد آل مهنا أشراف المدينة ثم اخذ منها البيعة فيما بعد.
2ـ أن شريف مكة لم يستطع الانفراد بالسلطة والاستقلال عن الدوله الفاطمية التي كانت هي المرجع المذهبي وكان لها نفوذ في قبائل قيس الحجاز.
3ـ أن شريف مكة رضخ للأمر الواقع، وانصاع بالقوه القاهرة للحكم الفاطمي المؤيد من القبائل القيسية الحجازية واضطر إلى مسالمة ومداهنة القبائل القيسية وتقريبها.
وتوفى الشريف أبو الفتوح سنة 430هـ.
ولاية الشريف شكر بن الحسن بن جعفر
ثم خلفه أبنه الشريف شكر الذي لقب بتاج المعالي لما تمتع به من شجاعة وقوه لتأديبه القبائل المتمرة عليه حتى لقب بملك الحجاز، وكثرت في بداية عهده اعتداءات القبائل ومنها بنو هلال وبنو سليم على طرق الحاج ولكن شكر استطاع رد عصيان هذه القبائل تارة باللين وأخرى بالشدة حتى أنه القى القبض على مشايخ من هذه القبائل، ووصفه مؤرخي مكة بأنه كان يتمتع ببأس شديد(6)
يقول الدكتور إبراهيم : “..وانعدمت الطمأنينة في اليمامة حوالي عام 442هـ حتى كتب ناصر خسرو الرحالة الفارسي بأن المسافة بين مكة واليمامة كانت تحوي أربع عشرة قلعة للصوص والمفسدين والجهلة، وقد بلغ البأس بالناس أنهم كانو إذا خرجو للصلاة حملو السيوف والرماح والأتراس “..
وفي سنة 443هـ وقع خلاف بين بني هلال وبني عامر وبين بني مهنا أشراف المدينة وحرض بنو هلال الشريف شكر بإعداد حملة عسكرية ضد بني مهنا وبمناصرة بني هلال وبني عامر للشريف شكر استطاع الشريف شكر الاستيلاء على المدينة ولذلك لقبه ابن خلدون والفاسي كما مر بملك الحجاز، واستمرت ولايته لهما حتى سنة 450هـ ثم أعاد بني مهنا إلى إمرة المدينة بعد أن عقد بينهم صلحا (7) (يقول هنيدس) : نلاحظ ان الشريف شكر قد استعان بشكل رئيسي على قبائل قيس (التي كانت تتزعمها بني هلال)وقد غض الطرف عن كثير من الأحداث التي عملوها وكان شرق مكة وحتى وسط نجد تحت السيطرة الكاملة للقبائل القيسية خاصة هوازن.
وفي عصر الشريف شكر (442هـ ـ 454هـ) وقعت الشدة الكبرى والقحط العظيم، حتى انعدم الزاد في جزيرة العرب ومصر والعراق، وفي عصره ابتدت الهجرات الهلاليه (الهجرات الهلالية مصطلح يقع ضمنه قبائل بني هلال وهوازن وقيس وغيرهم وليس فقط بنو هلال الا انه من الواضح ان هذه القبائل كانت تحت قيادة بنو هلال) ثم توفى الشريف شكر سنة 454هـ ولم يخلفه أحد. واستولى على الحكم الاشراف الهواشم الذين تربطهم بآل مهنا اشراف المدينة علاقات جيده.
تم إثبات العقب للشريف شكر بن أبي الفتوح في (كتاب الإحياء بعد الإنساء) بمعرض القاهرة للكتاب للشريف المهندس عبد الفتاح فتحي أبو حسن شكر ـ الحدين ـ كوم حماده ـ بحيرة ـ مصر
الشريف شكر وبني هلال
من الملاحظ خلال تحليل الأحداث السابقة وآراء المفكرين الآتي :
1 ـ أن الشريف شكر قرب كوالده القبائل القيسية خاصة بني هلال وغض الطرف عنهم في العالية وشرق مكة ووسط نجد.
2 ـ أن الشريف شكر كان على عداء قديم مع آل مهنا اشراف المدينة.
3 ـ أن القحط والشدة الكبرى جلى على اثرها الكثير من بني هلال والقيسية من الحجاز إلى مصر بأوامر من الدولة الفاطمية التي تخضع لها قبائل قيس الحجاز منذ أمد طويل.
4 ـ أنه بعد رحيل الكثير من قبائل قيس وهوازن وبني هلال…وقعت البقية المتبقية بين كماشتي الهواشم وآل مهنا الذين كانو على عداء قديم مع الشريف شكر ووالده.
بين الرواية وأحداث التاريخ
الشريف شكر ورد ذكره في السيرة الهلالية كثيراً وله اشعار كثيره فيها..وكان متزوجاً من فتاة من بني هلال وهي الجازية ام محمد المعروفة .. وحدث بينه وبين بني هلال أمر ما سنة 453هـ فاحتالت القبيلة فأخذت الجازية منه فأنشد :
يقول الفتى شكر الشريف بن هاشم
شـوف الديـار الخاليـات يـروع
لاطقت الوسطى بهامـي تذكـرت
عصر مضى ماعـاد بـه رجـوع
ياماضي لادب الحيـا فـي بلادكـم
وجاك مـن نجـد العـذي نجـوع
عرب ان ضعفوا وجوك تخاضعـوا
وان قويوا هـم ماودعـوك ودوع
يقول الفتى شكر الشريف بن هاشم
لاشبـعـة الا مقتفيـهـا جــوع
ولاضحكة الا والبكـا مكنـع لـه
ولاطـرب الا مقتفـيـه فـجـوع
ولايــد الا يــد الله فـوقـهـا
ولاطايـرات الا وهــن وقــوع
عسى الحيا يسقي فياض ال عامـر
عسى الحيا يدعـي لهـن فـروع
ياطول ماناغيـت بهـن صاحبـي
حلي النبـا دب الزمـان خضـوع
الاياحمامـات بــوادي دمـشـق
وراكـن فـرق والحمـام ربـوع
بليـت يافـرق الحمـام بـنـادر
من الجو مهذاب رمى بـه جـوع
كان عطيط الريش من ضرب مخلبه
كمـا وصـف زراع ببـذر زروع
وراكن ماتبكن للجازيـة ام محمـد
وتهـل مـن عيونـكـن دمــوع
الاواسفا على الجازيـة ام محمـد
فارقتهـا واثـر الفـراق يــروع
انـا دموعـي دم والنـاس غيـره
ولايستوي باكـي الدمـا ودمـوع
من الناس نوار الربيع الـى زهـا
تظل البوادي فـي هـواه نجـوع
عرب الى جاء صايح صوب مالهم
يجونـك حنـقـا لابسـيـن دروع
ومن الناس ناس مانبالي ولو غدوا
وناس الـى راحـوا تهـل دمـوع
ومن الناس طلع التين حلو مذاقـه
لاذاقـه الـذواق ظــل هـنـوع
ومن الناس طلع الشري مر مذاقه
لاذاقـه الـذواق ظــل يــزوع
تريض يارهو اللـي جـاء دليلـه
من الشام خفـاق الجنـاح لمـوع
تريض يارهو العـراق نقـول لـك
لعلـك يارهـو العـراق سـمـوع
يغاغي مغاغـات الرضيـع لامـه
وهـن مخاضيـع بغيـر وقــوع
ثمانين انا هافيت بيضـاء غريـرة
كـان ملاقـى افامهـن شـمـوع
خمسين ممحوصات الوسط رجـح
يذبن الهوى في قلـب كـل ولـوع
وثلاثين منهن تو مـا بـدا بهـن
صغـار وتـو نهودهـن طـلـوع
ولاعاضنـي بالجازيـة ام محمـد
عليهـا ثـوب الطيلسـان لمـوع
هلاليـة مادقـت العـرن بالصفـا
وشحم اليديـن بالكليبيـن يمـوع
يحرم علي اكلـي الثـلاث كوامـل
لـو قيـل فيهـن الـدوا ونفـوع
ومنهن عيوني كل ما نامت المـلا
تهـل وتمـلا الحاجريـن دمـوع
ومنهن كبدي كل مازامهـا الطنـا
يعزى لها بعـض المـرار تفـوع
ومنهن قلبي كـل ماحـل ذكرهـا
يحـاول مابيـن الضلـوع طلـوع
ياشاربيـن التـتـن لاتشربـونـه
قليـل الجـدا يــزود المقـلـوع
شربته من اجل الجازية ام محمـد
غديـه يبـري علتـي وشـنـوع
لاصار ماتبريـه بمجـادل السبـا
ورمـح شطيـر وهنـدي لمـوع
يحرم علي اسقاي الضيف لو بكـا
لو هـل بيـن الحاجريـن دمـوع
مااسقيـه الا در حمـرا سمينـة
جذعيـة وقـت العتيـم طـيـوع
العنك يارجل مـا يصيبـك الطنـا
هذاك يحسب من الرجـال رتـوع
وانا كما حر علـى الصيـد عالـم
حـر الـى بـار الزمـان رثـوع
ردا على قولها :
وقالت:
يا شكر يا شكر الشريف بن هاشم
ظريف وصادوك الرجال الظرايف
ياشكر ما تنظر ابطـون اركابنـا
من السرى كنهن الجريد النحايف
اليـا تـرادا مشيهـن بطنوهـن
مطارق طرفـا لينـات غطـارف
تودع مني يـا لشريـف ابحبـه
وقلب منـي مدمجـات عكايـف
ورص الاشافي بالاشافي وعلهن
تراهن عقب اليوم ماهن ولايف
انتقل الحكم كما بينا في مكة بعد وفاة الشريف شكر إلى أسرة الهواشم الذين حاربو مع آل مهنا القبائل (دأبت التواريخ كابن الاثير وغيرهم على تسميتهم بالقبائل) وذكرت منهم قبائل حرب وخرجو على ابي هاشم محمد بن جعفر، وظل أبو هاشم يحارب القبائل حتى استطاع القضاء عليهم سنة 468هـ ويؤكد هذا القول ابن الاثير وابن فهد حيث يقولان أن أبا هاشم ظل يحارب القبائل ما يقارب من أربع سنين (9)
يقول هنيدس : نلاحظ ان بني هلال كانت لهم سيطرة تامة في بلاط الشريف شكر وكانو على علاقة نسب معه، وانهم بعد أن كانو مقربين من البلاط ولهم كلمة قوية فيه أصبح وضعهم صعب جدا بعد رحيل الأغلبية من قيس بسبب القحط وبعد انتهاء حكم الشريف شكر، ولا بد ان تحاول بقايا القبائل القيسية ان تحافظ على مصالحها بمحاربة من يريدون القضاء عليها قضاءاً مبرما.
(يقول هنيدس) : ونلاحظ من كل ذلك ان زعامة القبائل القيسية واحلافها كانت في بني هلال.ومن هذا العرض نستخلص الاتي :
1 ـ أن بني هلال وعامر كانو احلاف في شرق مكة والطائف وجنوب الطائف وشماله وحتى جنوب المدينة.
2 ـ أنه حصل خلاف بين آل مهنا وبني هلال وبني عامر.
3 ـ أن الشريف شكر حارب آل مهنا بتحريض من بني هلال.
4 ـ أن الشريف شكر كان مصاهراً بني هلال.
5 ـ أنه في عصر الشريف شكر وقعت الشدة العظمى وابتدأت هجرات القبائل.
6 ـ أنه بعد وفاة الشريف شكر حارب بعض الاشراف الهواشم ومعهم آل مهنا بقايا هوازن وحرب..الخ.
7 ـ أن الهواشم استعانو بقبائل أخرى ضد قبائل هلال وعامر ومعهم وحرب
أبناء هلال بن عامر
أعقب هلال بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر إحدى عشر قبيلة من صلبه وهم : شعثة وناشرة ونهيك وعبدمناف وعبدالله وعائذة ورؤيبة وصخر وشعيبة وحبرة وربيعة، فمن شعثة بنو عبد الله بن شعثة ومن ناشرة : بنو عمرو بن ناشرة وبنو ظالم، ومن نهيك معشر وابور ربيعة وابو معاوية وسهل وابو جشم الذين منهم قبيصة بن المخارق بن عبد الله بن شداد بن معاوية بن أبي ربيعة بن نهيك بن هلال له صحبة وكان راوية وكذلك ابنه قطن بن قبيصه..وابو جامع بن مالمخارق، ومن بنو عبدمناف بن هلال بن عامر بن صعصعة : الحارث وعمرو وربيعة الذين منهم بنو قره وكذلك يعمر بن عبدمناف بن هلال، منهم مسعر بن كدام الفقية وأم المؤمنين زينب بنت خزيمة بن الحارث بن عبد الله بن عمرو بن عبد الله بن عبد مناف بن هلال والنزال بن سبره وله صحبة برسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة : حارثة وحوته ورؤيبة الذي منه زغبة ورياح وفيهم العزة والكثرة والمنعه وهزوم ومعاوية، ومن رؤيبة ام المؤمنين ميمونة بنت الحارث بن حزن بن بجير بن هزم بن رؤيبة بن عبد الله ومنهم لبابة الصغرى ام عبد الله بن العباس ولبابة الكبرى أم خالد بن الوليد.
عامر والإسلام
يروي الصحابي عقبة بن عامر الجهني عن أبيه أن رسول الله قال في بني عامر: {أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأبطح في قبة له حمراء فقال : من أنتم ؟ قلنا : بنو عامر قال : مرحبا أنتم مني.[2]
قال رسول الله : { اللهم اكفني عامرا واهد بني عامر } كما قال فيهم: { إنا كنا وأنتم في الجاهلية بني عبد مناف فنحن اليوم بنو عبد الله.[2]
عامر في الثقافة الشعبية
كانوا بنو عامر بن صعصعة في الجاهلية قوماً لا يدينون للملوك، بل هم كثيراً ما يعترضون للطائم النعمان ويغنمونها ,وقد عرف العامريون بالأحامس لتشددهم في دينهم على مذهب قريش الذين يجتمعون معهم في مضر بن نزار. تعتبر قبيلة عامر بن صعصعه من أكثر القبائل عدداً، قال أبو عمرو بن العلاء : جاء الإسلام وأربعة احياء قد غلبوا على الناس كثرة، شيبان بن ثعلبة، وجشم بن بكر، وعامر بن صعصعة، وحنظلة بن مالك، فلما جاء الإسلام خمد حيان وطما حيان، طما بنو شيبان وعامر بن صعصعه، وخمد جشم وحنظلة.. وقد اشتهرت قبيلة عامر بن صعصعه بالكثرة والقوة والشجاعة، وأنجبت الكثير من الفرسان والشعراء البارزين منهم جياش بن قيس الأعور بن قشير بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعه الذي شهد معركة اليرموك ..
صحابة
بنو عامر بن صعصعه أخوالاً لعدة رجال من كبار قريش ومشاهيرهم مثل : عبد الله بن عباس فأمه لبابه الكبرى بن الحارث بن حزن العامريه، وخالد بن الوليد أمه لبابه الصغرى بنت الحارث ابن حزن العامرية، وأبو سفيان زعيم قريش أمه صفية بنت حزن العامريه، كذلك آمنه بنت أبان العامريه تزوجها أمية بن عبد شمس من كبار قريش. وهناك الكثير من الصحابة من بني عامر بن صعصعة.
زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم من عامر بن صعصعة
1-ام المؤمنين سودة بنت زمعة بن قيس بن عبد شمس بن عبد ود العامرية.
2-ام المؤمنين زينب بنت خزيمة بن الحارث بن عبد الله بن عمر بن عبد مناف الهلالية العامرية ((ام المساكين)).
3-ام المؤمنين ميمونة بنت الحارث بن حزن بن بجير بن هزم بن رويبة بن عبد الله الهلالية العامرية.
4-ام المؤمنين العالية بنت ضبيان العامرية.
5-ام المؤمنين عمرة بنت يزيد العامرية.
6-ام المؤمنين هند بنت يزيد العامرية.
يعتبر بني هلال احد الشعوب العربية الثلاثة الداخلة الى المغرب وهم :
الاثبج
جشم
رياح
زغبة
الاثبج
ابوهم الاثبج بن ابى ربيعة بن نهيك بن هلال
من قبائلهم
دريد
وكان رئيسها الحسن ابن سرحان واستقروا بين عنابة وقسنطينة الى طارف مصقلة ومايحاذيها من القفر
من بطونها
اولاد عطية
اولاد سرور
اولاد جار الله
توبة
ولكل بطن عمارات وعشائر منهم قبيلة قوية شمال تونس معروفة باسم ( دريد)
كرفة
بنو كرفة بن الاثبج
بطونهم كثيرة
مثل
اولاد نابت
والكلبية
والشبة
والسرحانية
لطيف
اولاد لطيف بن سرح بن مشرف بن اثبج
بطونها فى شكل الان قبائل باسماء ذوو مطرف ذوو ابى الخليل ذوو جلال اولاد كسلان بن خليفة بن لطيف ومنهم اللقامنة اولاد لقمان بن خليفة بن لطيف ونهم اولاد جرير اولاد نزار ومزنة الذين يرجع اليهم نسب بنى مزنى المشهورين ولاة الزاب فى المغرب الاوسط ( الجزائر)
مقدم
اولاد مقدم بن مشرف بن اثبج
الضحاك
بنو الضحاك بن مشرف بن اثبج
العاصم
ابناء عاصم بن مشرف بن اثبج
كانوا من القبائل التى انضمت الى بنى غانية فنقلهم الموحدون الى المغرب وانزلوهم ببسيط تامسنا العمور هؤلاء العرب الملحقين ببنى هلال ويظن انهم من ولد عمرو بن عبد مناف بن هلال اخوة بنى قرة بن عبد مناف وليسوا من ولد عمرو بن ابى ربيعة بن نهيك بن هلال الذى ينتمى الية رياح وزغبة والاثبج
وينقسمون الى بطنين كبيرين
بنى قرة
وبنى عبد الله
واكثريتهم موجودة على الحدود الجزائرية المغربية مما يلى العين الصفراء وواحات فكيك
عياض
ابناء عياض بن مشرف بن اثبج بنو قرة قبيلة متسعة لكنها متفرقة فى المدن ومنهم بطون كثيرة
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
جشم
من اشهر قبائلهم
بنو جابر
الخلط سفيان
رياح
هو رياح بن ابى ربيعة بن نهيك بن هلال بن عامر
تنقسم الى
الخضر
مرداس
اولاد سعيد
اولاد مسلم
زغبة
ينتمى هذا الشعب الى زغبة بن ابى ربيعة بن نهيك بن هلال بن عامر وتشتمل زغبة على خمس قبائل كبيرة ارتفعت كل منها الى مرتبة شعب حصين وبنو مالك وبنو عامر وعروة وبنويزيد
وذكر المؤرخ التونسى محمد المرزوقى فى كتاب المرازيق ص 17 ان عربان
الهلالية _ ابناء عمومة بنى سليم _ لم يبق منهم فى تونس الا عدة احياء بالوقت الحاضر , وينسبون الى دريد ورياح وهم منتشرون فى شمالى تونس
وقال الدكتور محمد سليمان الطيب فى موسوعة القبائل العربية ص 494 مجلد ثالث
ومن اعلام رياح فى البلاد التونسية فى القرن التاسع عشر الميلادى ابراهيم الرياحى الهلالى 1766_1850 م وهو فقية مالكى ولد فى تستور ونشأ فى تونس وولى رئاسة الفتوى ولة عدة مؤلفات
وفى كتاب سيرة بنى هلال ذكر فروع الهلالية فى شمال تونس كالتالي :
قبيلة رياح
ومن فروعها
الصميدية
الدعاجة
اولاد الامير
اولاد الحاج
الخرايصية
العبادلية
الحمايدية
اولاد سيدى عبد النور
المساعيد
وديارها معتمدية مجاز الباب من ولاية باجة
قبيلة دريد
ومن فروعها
اولاد جوين
اولاد عرفة
اولاد مناع
وبنو رزق
وديارها معتمدية مجاز الباب من ولاية بجاية
ومن دريد فى ولاية الكاف واهم فروعها
اولاد خليفة
اولاد حربى
اولاد خالد
اولاد عباس
اولاد فتوح
اولاد قاسم
اولاد ميمون
اولاد موسى
قبيلة اولاد يعقوب