قبيلة مَذْحَج عرفت بجماجم العرب الكبرى.. ولعبت دوراً بارزاً في تاريخ الإسلام
دعاء رحيل
قبيلة مَذْحَج هي قبيلة عربية كبيرة من القبائل العربية الكهلانية القحطانية من أقدم وأعرق وأشهر القبائل في جزيرة العرب ويعود أقدم ذكر لها في القرن الرابع ق.م. وتعد قبيلة مذحج من جماجم العرب الكبرى. وقد لعبت دوراً بارزاً في تاريخ العرب والإسلام. وشهدت لها بالفضل والشجاعة والكرم عدة شهادات من النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين والتاريخيين.
نسب قبيلة مَذْحَج
وفي هذا السياق أوضح مالك أبناء مذحج من أبناء القبيلة، يعود نسب قبيلة مَذحج إلى مذحج بن مالك بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ، وهو قول ابن الكلبي وابن حزم. ويقال أنه سمي مَذْحِج لأنه ولد على أكمة حمراء باليمن يقال لها: مَذْحِج.وفي ذلك قال أبو عبد الله بن الأعرابي :« مَذْحِج أكمة ولد عَلَيْهَا أَبُو هَذِه الْقَبِيلَة فَسمي بهَا » .
فروع قبيلة مَذْحَج
يتفرع من ولد مالك (مَذْحِج) خمسة فروع وهم: جَلْد بن مَذْحِج ، ويُحابر وهو مراد ابن مَذْحِج ، وزيد وهو عَنْس بن مَذْحِج ، و سَعْد العشيرة بن مذحج وإنما سمي سعد العشيرة لأنه كان يركب من ولده لصُلبه في ثلاثمائة فارس، و لميس ابن مذحج.
وولد سَعْد العشيرة ابن مذحج: الحَكَـم بن سعد العشيرة وبه كان يكنى ( أبا الحكم ). والصعب، ونمرة، وجعْفِي، وعائذ الله ، وأوس الله، وهذان، وزيد الله، وأنس الله، والحر.
ولدُ مراد بن مالك (مَذْحـِج): ناجية، وزاهر. ومن زاهر بن يحابر الفارس المشهور قيس بن مكشوح وأسمه هبيرة.
ولدُ عنس بن مَذْحـِج: سعد الأكبر، وسَعْد الأصغر، وعمرو، وعامر، ومعاوية، وعزيز، وعتيك، وشهاب، ومالك، ويام، وجشـم، والقِرية.
ولد جَلْد بن مالك (مَذْحـِج): علة بن جَلْد بن مالك. فولد علَة بن جَلْد: عمرو ابن علَة، وحَرْب بن علة بن جَلْد بن مالك فولد حرب بت علَة: منبه، ويزيد. ولد يزيد بن حَرب بن علة: صداء، بطن ضخم، ومنبه، والحارث، والغلى، وسِنحان، وهِفان، وشِمْران، وتحالف هؤلاء الستة على ولد أخيهم صداء، فسموا جَنْب. ومنهم كان معاوية بن عمرو بن معاوية بن الحارث بن منبه بن يزيد بن حرب بن علَة، الذي تزوج بنت المهلهل بن ربيعة التغلبي بنجران ومهَرها أدَماً، فقال في ذلك أبوها:
أنكحها فَقْدها الأراقِمَ في جَنْب وكانَ الحِباء مِنْ أدَمِ
لَو بأبانَينِ جاءَ يَخطبُها ضرجَ ما أنْفُ خاطِب بِدمِ
سموا جَنْب: حالفت جَنْـب وهم الستة المذكورون بنو يزيد بن حرب بن علة بن جلد ابن مالك ( مذحج )، بني عمهم سعد العشيرة ، وحالفت صداء إخوتهم، بني الحارث بن كعب بن عمرو بن علة بن جَلْد ابن مالك (وهو مذحج ).
ولد عمرو بن علة: كعب، عامر، جَسْر وهو النخع. فولد عامر بن عمرو بن علَة: مسلية، بطنٌ، صار مع بني الحارث بن كعب.
ولد النخع بن عمرو بن علة: مالك، وعوف، وهو المِشر. ومنهم زارة بن قيس بن الحارث له وفادة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأيضاً منهم إبراهيم بن الأشتر، واسمه مالك بن الحارث بن عبديغوث بن النخع، وأرطاة بن كَعْب بن شراحيل بن كعب، وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكذلك عقد له لواءً شهد له القادسية.
قبيلة مذحج في الإسلام
قبيلة مذحج كانت من أوائل القبائل التي أسلمت في العصر النبوي، وشاركت في الفتوحات الإسلامية في بلاد فارس والشام والعراق ومصر والمغرب. فضلا عن دورها البارز في مواجهة الخوارج والشيعة والروافض، ودعمت الخلافة الأموية ثم العباسية. ومن أشهر شخصياتها في هذا العصر: مالك بن الأشتر، وزارة بن قيس، وإبراهيم بن المهدي، والحسن بن زيد المذحجي المعروف بالضعفاء.
في العصر العباسي، ازدهرت قبيلة مذحج علمياً وثقافياً، وأنتجت عدداً من العلماء والأدباء والفقهاء والمحدثين والشعراء. ومن أبرزهم: ابن خلدون، وابن حزم، وابن قتيبة، وابن رسته، وابن عبد ربه، وابن حجر العسقلاني، وابن حجر الهيتمي، وابن عطية، وابن أبي حاتم، وابن أبي زمنين، وابن أبي شيبة، وابن أبي داود، وابن أبي عاصم، وابن أبي عوف، وابن أبي جمرة، وابن أبي حفصة، وابن أبي حسان الأشعري، وابن أبي حديد المذحجي المعتزلي.
في العصر المملوكي، كانت قبيلة مذحج من أكبر المؤثرات في الساحة السياسية في مصر. فقد تولى عدد من أفرادها مناصب هامة في الدولة المملوكية. ثم شاركوا في مقاومة التتار والصليبيين. كما تألقوا في مجالات الفكر والدين والأدب.
في العصر العثماني، استمرت قبيلة مذحج في تقديم خدمات جليلة للإسلام والأمة. فقد ساهموا في نشر الإسلام في بلاد المغرب الأقصى،كما شاركوا في دفاع عن المسجد الأقصى ضد التهديدات الصهيونية. وفي هذا السياق ازدهروا في مجالات التاريخ والشريعة والأخلاق.