حوارات و تقارير

موائد الملك فاروق لإفطار الصائمين في رمضان.. كيف كانت؟

أسماء صبحي 

كان الملك فاروق لا يتناول وجباته في قاعة الأكل، إلا في المآدب الملكية. أو عندما يدعي كبار رجال القصر إلى تناول طعام الغداء على مائدته. وفي غير ذلك وعندما يكون الملك بمفرده، فإن الطعام يقدم له على مائدة صغيرة .

موائد الملك فاروق 

وإذا جاء رمضان أصدر الملك أوامره بأن تفتح السرايا أبوابها في كل ليلة للجميع لا فرق بين غني وفقير. لتمتد موائد الرحمن فى ساحة قصر عابدين طوال ليالي رمضان إفطارًا وسحوراً مستعدة لاستقبال العمال والفلاحين وعموم الشعب المصري الذين كانوا يشاركون الملك في مآدب الإفطار ويستمعون معه إلى آيات الذكر الحكيم من كبار القراء.

وقالت أميمة حسين، الخبيرة في التراث، إن الملك خصص العديد من المطاعم المنتشرة فى القاهرة ليذهب اليها الفقراء والمحتاجين. وتتولى إدارة الخاصة الملكية دفع قيمة المأكولات من الإفطار والسحور.

وأضافت أنه الملك فاروق وجه الكيفية التي تحتفل بها البلاد حكومة وشعباً بالأعياد الملكية  توجيهًا جديدًا، حيث أأمر بإلغاء الزينات والحفلات على أن يذهب المال الذي ينفق إلى الفقراء تخفيفًا لضائقتهم ومساعدة لهم في شدتهم. فبث في البلاد روحاً جديدة في معاملة الطبقات الفقيرة.

إلغاء مآدب الأمراء 

وتابعت حسين، إنه عندما قامت الحرب العالمية الثانية امر بإلغاء مآدب الافطار التي كانت تقام في القصر الملكي في شهر رمضان لأمراء البلاد وعلمائها ووزرائها. على أن تحل محلها مآدب في القاهرة وسائر مدن المملكة وأرجائها للفقراء والمعوزين على حساب الجيب الخاص الملكي طول مدة شهر الصوم المبارك.

وأوضحت الخبيرة في التراث، أنخ قبل حلول شهر رمضان بأيام، يذهب المحافظون والمديرون والمسئولون إلى قصر عابدين ويتسلمون من معالي رئيس الديوان العالي الاعتمادات المالية اللازمة لهذه المآدب. مع توصية من الملك بالاهتمام الشديد بإكرامهم والاهتمام بهم.

وقالت إن الملك فاروق أمر الخاصة الملكية بتوزيع مبالغ من المال علي العائلات الفقيرة. فلا يمر عيد الفطر المبارك من غير أن تشعر هذه العائلات به. كما أمر بتوزيع مبالغ أخرى من المال على كل بيت فقير في القاهرة وفي الأقاليم.

وأشارت إلى أنه ولم يكن يمر أسبوع من أسابيع شهر رمضان دون أن تقام فيه مأدبة من المآدب الملكية التي جرت عادة الملك على إقامتها في كل عام للعمال ورجال الجيش والضباط. ومشايخ الطرق الصوفية والأئمة والخطباء وللطلبة الغرباء في مصر.

واستطردت، إنه عندما يقبل أفراد الشعب على القصر العامر في أمسيات رمضان. يذهبون إلى غرف التشريفات لقيد أسمائهم في السجلات المعدة لذلك. وكان قصر عابدين العامر يضاء بالأنوار الكثيرة لإحياء ليالي رمضان ويعد عدداً كثيراً من المقاعد في الفناء الداخلي للقصر لجلوس الآلاف الذين يقبلون لسماع آيات الذكر الحكيم.

ولفتت إلى أن الملك فاروق حرص على تأدية أول صلاة جمعة في في شهر رمضان في مسجد الرفاعي مع العلماء والكبراء. وكانت الصلاة فيه مباحة للجميع في حضرة الملك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى