حوارات و تقارير

القصة الكاملة لـ “زرقاء اليمامة”.. رمز قوة البصر والبصيرة

تعتبر زرقاء اليمامة واحدة من الشخصيات الأسطورية البارزة في المرويات العربية القديمة، وكانت امرأة تتمتع بذكاء لافت، ودهاء واضح، وقوة ملاحظة خارقة.

وقد اشتهرت بحدة بصرها الفريدة، حتى أنها كانت ترى الأشخاص من مسافة تصل إلى ثلاثة أيام سيرًا على الأقدام، وكانت من أهل اليمامة، ومتزوجة من أحد رجال قبيلة جديس، التي تنتمي إلى العرب البائدة، وقد وصفت عيناها بالزرقاوين، وهو ما ميزها عن غيرها وجعل منها رمزًا للإبصار الثاقب.

الحيلة التي أوقعت قومها

بنى قومها لها موقع مراقبة مرتفعًا بشكل كبير، لتكون أعينهم المبصرة على الأعداء القادمين من بعيد، وتمكنهم من الاستعداد لأي هجوم.

وبالفعل، لم يكن أحد يجرؤ على مفاجأتهم، لأن زرقاء اليمامة كانت تسبق الزمن في رؤيتها، لكن أعداءهم استحدثوا حيلة ماكرة؛ إذ قاموا بتغطية وجوه وجنبات الإبل بالأشجار وأوراقها، حتى يخدعوا عيني زرقاء ويخفوا حركتهم.

وعندما لمحتهم من موقعها، نادت على قومها محذرة: “جاءكم الشجر يمشي”، فاستقبلوا قولها بالسخرية، وقالوا لها: “خرفتي يا زرقاء”، غير مدركين أن الخطر يقترب، وبعد مرور ثلاثة أيام فقط، كان الهجوم قد وقع، وداهمهم العدو بغتة، كما تنبأت.

مقتل زرقاء اليمامة

في لحظة الهجوم، ارتكبت مجزرة فظيعة، قتل فيها معظم أهل اليمامة، ودمرت بيوتهم، وسادت الفوضى والخراب، أما زرقاء اليمامة، فقد انتهى مصيرها نهاية مأساوية؛ إذ قتلت، كما قلع الأعداء عينيها، ليكتشفوا أمرًا مدهشًا — فقد كانت تحشو عينيها بحجر أسود يعرف باسم “الأئمد”، كانت تطحنه وتكتحل به، ما قد يكون سببًا في قوتها البصرية غير العادية.

والجدير بالذكر أن حكاية زرقاء اليمامة قد امتزجت في بعض الروايات بقصة “حدام”، وهي امرأة عربية قديمة أيضًا، اشتهرت بحدة بصرها، حتى أن العرب كانوا يقولون في أمثالهم: “أبصر من حدام”، لتصبح القصتان رمزين خالدين لأسطورة البصر النافذ والحدس المبكر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى