“عيد النسوان”.. طرائف ليلة رؤية هلال رمضان في مصر القديمة
أسماء صبحي
من الطرائف أن ليلة رؤية هلال رمضان كان يطلق عليها من قِبَل العارفون “عيد النسوان”. حيث لا يستطيع أحد أن يمنع زوجته من الخروج في هذه الليلة لمشاهدة الاحتفال برؤية هلال رمضان. والطريف أن القانون المصري اشترط في عقد القران ألا يمنع الرجل زوجته من الخروج من بيت الزوجية في هذه الليلة.
وقبل يوم الاحتفال باسبوع تستأجر السيدات الحوانيت في الأسواق السلطانية من قرش إلى خمسة عشر قرشا. أو يذهبن إلى بيوت أقاربهن و أصدقائهن المقيمين في تلك الأسواق. و ليس لأحد أن يسأل زوجته أين كانت في تلك الليلة، فهو مشهد عجيب.
ليلة الجمال
تقول أميمة حسين، الخبيرة في التراث، إنه كان يطلق على تلك الليلة ليلة الجمال. لأن كل من متاز في القاهرة بالجمال والخفة يستعير من أبيه و أمه أو سيده أثوابا مقصبه مزركشه فيخرج كما يخرج أبناء مشايخ أهل الحرف راكبين جياداً أصيله مسرجه بسروج مرصعه. يتهادون في أثوابهم و طرزهم المزينة وتسير معهم موسيقاهم عازفة أنغامًا شجية.
اول امرأة شاهدة لـ رؤية هلال رمضان
وأضافت حسين، أنه في عهد السلطان محمد الناصر بن قلاوون جاء رمضان شتاء. وكانت السماء مغيمة فلم تثبت رؤية الهلال رسميًّا، فأجمع الناس على عدم الصيام. ولكن حدث أن زوجة مفتي البلد كانت تتراءى الهلال من فوق سطح منزلها -وكانت حادة البصر – فرأته من خلال السحاب.
ولفتت حسين، إلى أن المراة أخبرت زوجها بذلك فصدقها، وذهب إلى السلطان فقص عليه القصة. فاستدعاها السلطان وأحلفها اليمين، فصدقها الحضور فأعلنت رؤية هلال رمضان رسميًّا. وطاف المنادون بالقاهرة يعلنون رؤية الهلال، والصيام من جديد فصام الناس.
وتابعت الخبيرة في التراث: “وظِّفت هذه المرأة بعد ذلك شاهدة لرؤية الهلال رسميًّا. ولم يحدث قبل هذه السيدة ولا بعدها أن فازت سيدة بمثل هذا التقدير، حتى أصبحت تقوم مقام المناظير المعظَّمة”.
عدم ثبوت رؤية الهلال
روى بن إياس، أنه في رمضان سنة 882 هـ، لم ير الهلال فى اليوم الثلاثون من شعبان. فأكل غالب الناس في أول يوم من أيام رمضان، ولكن ثبتت رؤية الهلال قرب الظهر، بعد أن أفطر غالببة الناس في ذلك اليوم. فنادى القاضي الشافعي بالإمساك، مما أدى إلى ثورة العوام ووقوع بعض الاضطرابات بالقاهرة.