حوارات و تقارير

خبيرة في التراث تكشف مراحل تجميع “مصحف عثمان”

أسماء صبحي

تجمع المصادر العربية على أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كان يأمر بكتابة كل ما ينزل عليه من آيات. وعن أنس رضي الله عنه قال: “جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة كلهم من الأنصار: معاذ بن جبل وأبي بن كعب وزيد بن ثابت وأبو زيد ” رواه البخاري. واختلفوا في رجلين من ثلاثة هما أبو الدرداء وعثمان. ومع أن تلك الآيات كانت مفرقة، إلا أن المجموعة منها سميت لاحقا بالمصحف.

ويعتبر أبو بكر الصديق أول من جمع القرآن بين اللوحين (في خلافته) بعد أن كان متفرقا في قطع من العظم والعسب والحجر والجلد. وأودع المصحف عند أبي بكر ثم عند عمر بن الخطاب في حياته ثم عند حفصة بنت عمر التي كانت تجيد القراءة والكتابة.

جمع القرآن في نسخ موحدة

وتقول أميمة حسين، الخبيرة في التراث، إمه في خلافه عثمان، قرر بناءً على نصيحة حذيفة بن اليمان. جمع القرآن في نسخ موحدة بسبب كثرة اختلاف الناس في القراءات. وبعث إلى أم المؤمنين حفصة أن ترسل مصحف أبي بكر ليأمر بنسخه.

وأضافت حسين، أن عثمان بن عفان، أسند إلى زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام مهمة نسخ المصحف. ولما فرغ النساخ من نسخ المصحف وكتابته، أمر عثمان بإحراق ما عداه من مصاحف. ونسخ من المصحف ستة نسخ بأمر من عثمان بن عفان أرسل أربعة منها إلى الأمصار وهي: (المصحف الشامي، المصحف الكوفي، المصحف البصري، المصحف المكي، وبقي اثنان منها في المدينة، مصحف لأهل المدينة، ومصحف اختص به لنفسه”.

مصحف عثمان

وتابعت الخبيرة في التراث، إن مصحف عثمان هو نسخه من المصاحف السته محفوظاً في خزانة كتب المدرسة الفاضلية التي بناها السلطان الفاضل عبد الرحيم البيساني العسقلاني في العصر الأيوبي. ثم نقله السلطان الملك الأشرف قنصوه الغوري إلى القبة التي أنشأها تجاه مدرسته. ونقل إليها أيضاً الآثار النبوية، وقد عمل للمصحف جلدة خاصة به نقش عليها أنها عملت بعد كتابة المصحف العثماني بثمانمائة وأربعة وسبعين عاماً. أي أنها عملت سنة 909هـ وظل محفوظاً بها لمدة ثلاثة قرون.

وأوضحت حسين، أنه في عام 1305هـ، استقر المصحف والجلدة والآثار النبوية بعد نقلها إلى مشهد الإمام الحسين رضوان الله عليه. وفي عام 1427هـ قامت المكتبة المركزية للمخطوطات الإسلامية بنقله إلى المكتبة. حيث تم توثيقه وتصوير صفحاته لأول مرة على أقراص مدمجة CD.

وأشارت إلى أن المصحف يتكون من 1087 ورقة من الورق من القطع الكبير، وقياسها 57سم ×68 سم. وعدد الأسطر 12 سطراً، وارتفاعه 40 سم، ووزنه 80 كجم، ومكتوب بمداد داكن. وبخط مكي يناسب القرن الهجري الأول، خال من النقط والزخارف الخطية. وتوجد فواصل بين السور عبارة عن رسوم نباتية متعددة الألوان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى