فنون و ادب

خبيرة في التراث تروي قصة أشهر نصاب في تاريخ مصر الحديث

من منا لم يشاهد فيلم العتبة الخضرة لنجم الكوميديا المصري إسماعيل يس عام 1959م. الذي لعب دور القروي الساذج الذي استغل سذاجته هذه أحد النصابين في مدينة القاهره وباع له تروماي العتبة الخضرة. هذه حادثة وقعت بالفعل عام 1948م، وهي قصة حقيقية لـ نصاب يدعى رمضان أبو زيد العبد. وكان يبلغ عمره حينما خرج من السجن عام 1948 حوالي 27 سنة، وحكى للصحافة حينها قصة بيعه الترام لأحد القرويين.

قصة أشهر نصاب مصري

وتقول علياء داود، الخبيرة في التراث، إن الحادثة كانت على ما يبدو أعظم إنجازاته في عالم النصب. حيث يقول في روايته إنه كان يركب الترام رقم 30 في شارع القصر العيني، وكان بجواره أحد القرويين الذي وضحت عليه علامات السذاجه المفرطه. تبادلا معاً أطراف الحديث، وفهم النصاب حينها أن القروي جاء للقاهرة كمستثمر يبحث عن عمل يليق به في القاهرة. وأن معه بعض المال الذي يمكنه من البدء في العمل.

وتابعت داود: “عرض عليه النصاب بعض المشاريع ولكنه رفضها، وعندما أبدى القروي ملاحظة على ازدحام الترام عرض عليه النصاب أن يشتريه. فابتهج وبالفعل قاما بتوجه إلى المحامي للحصول على عقد بيع بصم عليه القروي الذي طلب فيه النصاب 200 جنيه. مؤكداً للقروي أنه نظراً لكونهما بلديات طلب منه هذا السعر في الترام الذي لا يقل سعره لو باعه لشخص غريب عن ألف جنيه مصري”.

وأضافت داودؤ أنه بعد المساومة والإلحاح من القروي، تم بيع الترام بمبلغ 200 جنيه، دفع القروي وكان يدعى حفظ الله سليمان مبلغ 80 جنيهاً، وختم علي كمبيالة بمبلغ 120 جنيهاً. وفي ميدان العتبة انتظر الترام رقم 30 كي يستلمه حفظ الله، حيث اتجه النصاب إلى الكمساري ومنحه قرش صاغ كامل وكانت التذكرة حينها بمبلغ 8 مليمات. وطلب من الكمساري أن يحتفظ بالباقي نظير الاهتمام ببلدياته الذي سينزل في أخر الخط في إشارة إلى القروي حفظ الله.

اكتشاف الخدعة

وأوضحت الخبيرة في التراث، أنه النصاب أخبر حفظ الله بعدها أنه عند نهاية الخط عليه أن يذهب إلى المحصل لاستلام الإيراد كاملاً، وإلا سيتم إلغاء البيع، وتركه النصاب بعدها. وعند نهاية الخط طلب الكمساري حفظ الله بأن عليه النزول، فطلب منه الإيراد أولا فدهش الكمساري وتطور الأمر إلى خناقة انتهت في قسم الشرطة. وكانت قصة أول قروي ساذج يشتري الترام في العالم، والواقع أن تلك القصة انتشرت عالمياً حتى أن مجلة لندن المصورة نشرت لوحة فنية في صدر غلافها تجسد تلك القصة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى