فنون و ادب

أمثال شعبية.. خبيرة في التراث تروي أصل مقولة “بيدن في مالطة”

مالطة هي دولة أوروبية تقع جنوب صقلية في إيطاليا، وإلى الشمال من تونس و ليبيا، وهي جغرافياً ضمن قارة أفريقيا، ولكن سياسيا تقع ضمن قارة أوربا. وهى عبارة عن جزيرة صغيرة ومكتظة سكانياً، وتعتبر من أعلى بلدان العالم من حيث الكثافة السكانية. حيث تصل نسبة كثافة السكان به إلى 1200 نسمة إلى كم مربع.

قام المسلمون بفتحها عام 256 هجرياً، واستمر الحكم العربي أكثر من قرنين من الزمان، إلى أن احتلها الكونت روجر النورماندي سنة 1091. وارتبطت بمالطه مقولة شهيرة وهي “ده بيدن فى مالطة”، وتشير إلى الشخص الذي يتكلم بجدية ويشرح موضوع هام بالأدله ويفنده، والمستمعين حوله مشغولين بأمرهم ولا يعطوه أ اهتمام وغير مستوعبين فلا أمل ولا رجاء فيهم

أصل مقولة “بيدن في مالطة”

تقول أميمة حسين، الخبيرة في التراث، إن القصص والأقاويل تضاربت حول أصل هذه المقولة. ومنها: أنه كان أحد شيوخ المغرب العربى قد اقتضته الحاجة لطلب العيش في جزيرة مالطا على ساحل المتوسط قبالة ليبيا. وهى بلدة يأتيها السائحين من كل مكان، فلما أتى وقت الصلاة أخذ يؤذن فلم يعره أحد اهتماماً. فأخذ بعد آذانه في إقامة الصلاة، فلم يصطف خلفه أحد فصلى وحده. وعرف بعد ذلك أن لا فائدة من أذانه فأصبح يصلى إن دخل وقته إلى أن رحل إلى بلاده.

وأضافت حسين، أنه من القصص الشهيرة أيضاً، أنه عندما استعصى علي شاب فقير إيجاد فرصة عمل بعد انتهاء دراسته. وهو ما أصاب أسرته بالكمد، حيث كان أملهم كبيراً في أن ينتشلهم من دوامة الفقر. وبعد أن دب فيه اليأس من الحصول على فرصة عمل، علم أن من يهاجم الاحتلال ينفى إلى جزيرة ‘مالطا’ بالبحر المتوسط، ويصرف راتب شهري لأسرته قدره ثلاثون جنيها في فترة غيابه.

وتابعت حسين، إن الشاب لم يكذب خبرًا، وبالفعل نجح بعد جولة من الهجوم الشرس على الاحتلال البريطاني في تحقيق ما أراد بالنفي إلى جزيرة مالطا، مع ضمان معاش لأسرته انتشلها من مستنقع الفقر. ولكن بعد أشهر قليلة وبعد تحريات قوات الاحتلال اكتشفوا أن الشاب ليس له أي نشاط سياسي يذكر في المنفي. وهو ما دعاهم إلى إصدار قرار إعادته إلى مصر، ومع عودته انقطع الراتب الشهري عن الأسرة.

واستطردت: “عندما سأله الناس بعد عودته ماذا كنت تفعل هناك؟، قال: كنت أؤذن في مالطا. وكان معروفا وقتها أنه لا يوجد مسجد واحد في مالطا حتي يؤذن فيه، بينما تنتشر الكنائس بعدد أيام السنة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى