متحف سجن القلعة بالقاهرة.. مكان يحمل بين جدرانه قصص تاريخية لا تنسى
أسماء صبحي
وجدت السجون في مصر منذ عهد المصريين القدماء، وأشهرها سجن يوسف عليه السلام. أشهر مظلوم دخل سجون مصر بإرادته حتى لا يعصى الله. أما قلعة الجبل او قلعة صلاح الدين مقر الحكم والسلطان منذ العصر الأيوبى وحتى عصر الخديوى إسماعيل. فالسجون فيها كانت قائمة منذ نشأتها حيث استخدمت بعض أبراج القلعة كسجون وخاصة فى القسم الشمالى منها.
كما أستخدم بئر يوسف بالقلعة بعد أن فسد ماءه كسجن وقيل له الجب. وقيل أن جامع الناصر محمد استخدم كسجن فى بعض الفترات. أما سجن القلعة الذي تحول إلى متحف فهو يعود الى عصر الخديوي إسماعيل وسجن فيه أرباب الفن والفكر والثقافة والسياسة والدين.
قصة سجن القلعة
تقول علياء داود، الخبيرة في التراث، إنه منذ أن انتقل الخديوي إسماعيل إلى قصر عابدين، وجعله مقراً للحكم عام 1874. أصدر قراره وقتها بإنشاء سجن القلعة الواقع بين ردم جامع محمد على ليكون سجناً للأجانب. باعتبار سجن القلعة بزنزاناته القليلة وشدة حراساته هو أنسب الأماكن لأداء الغرض.
وأضافت داود، أنه بعد وفاة الخديو إسماعيل، أصدر الخديو توفيق قراراً بتوسعة طاقة السجن الاستيعابية. وبعد قيام ثورة يوليو أصدر جمال عبد الناصر قراراً جمهورياً بتوسعة سجن القلعة من جديد بعد تسلم البوليس الحربي مفاتيحه. حتى قرر محمد حسني مبارك بعد توليه المسؤولية تحويله لمتحف يتبع وزارة الثقافة.
وصف السجن
وتابعت الخبيرة في التراث، إن سجن قلعة صلاح الدين في القاهرة يعتبر أحد أشهر السجون المصرية التي خصصت للقضايا السياسية والتعذيب ما قبل ثورة يوليو 1952. ويحتوى السجن على 42 زنزانة مقسمة على قطاعين أحدهما شرقي والآخر غربي، إضافة إلى ثماني غرف تعذيب أشهرها غرفة الفرن بالناحية الشرقية منه. وسبب تسميتها بهذا الاسم يرجع لتجهيزها أوائل الستينيات بنظام غازى يجعل جدرانها ساخنة باشتعال مواسير مخصوصة. وفي ذلك الوقت كان يتم إدخال المعتقلين “5 أفراد” وإشعال المواسير ومع الوقت تؤثر حرارة الجدران على أجسادهم لإجبارهم على الاعتراف، أو الإدلاء بأوصاف وأسماء زملائهم.
ولفتت إلى أنه في الناحية الغربية للسجن، تقع غرفة التعليق، وهي نفسها الغرفة التي تم تعذيب محمد أنور السادات فيها بعد فصله من الجيش المصري في العصر الملكي بعد اتهامه بمقتل أمين عثمان. القضية المعروفة قبل قيام ثورة يوليو 1952، كما توجد غرفة الحلقات والتي صممها الفرنسى لوميان في عهد الملك فؤاد عام 1932. على غرار غرفة شبيهة بسجن الباستيل الفرنسى الشهير المسماة بغرفة نزع الاعتراف. وفيها يتم تعليق السجين من قدميه بسقفها مع تدويره بسرعة لدقائق مما يصيب أجهزة جسمه بالاضطراب.
واوضحت أن المعتقل يتكون من ممر طوله حوالي 50 متر، وعلى كل جانب 21 زنزانة. كل زنزانة بها سريران وشباك علوي صغير حديد بارتفاع 2.5 متر، وباب حديد يغلق من الخارج به فتحة قطرها 10 سم. ومطبخ ودورة مياه متسعة، وفي وقتها كان يتواجد في المعتقل ما بين 80:100 معتقل وقد يزداد العدد أو ينقص يومياً.