تاريخ ومزارات

أهميته وتاريخه.. كل ما تريد معرفته عن “كتاب الموتى” في مصر القديمة

أسماء صبحي

“كتاب الخروج بالنهار” أو كما يطلق عليه “كتاب الخروج إلى النور” أو أشهر أسمائه “كتاب الموتى”. وهو نص جنائزي مصري قديم مكتوب على ورق البردي وكان مكتوبة بالخط الهيروغليفي أو الهيراطيقي غالبًا ما يتم توضيحها بصور صغيرة تصور المتوفي ورحلته إلى الحياة الآخرة.

وقدم “كارل ريتشارد ليبسيوس” لهذه النصوص الاسم الألماني Todtenbuch، والتي ترجمت إلى الإنجليزية باسم “كتاب الموتى”. وتم استخدام هذا الكتاب من بداية المملكة الجديدة حوالي 1550 قبل الميلاد إلى 50 قبل الميلاد.

أهمية كتاب الموتى
وتقول بولين نعيم، الباحثة في التاريخ المصري القديم، إن كتاب الموتى هو المصطلح الأقرب لوصف مجموعة النصوص الفضفاضة التي تتكون من عدد من التعاويذ السحرية التي تهدف إلى مساعدة شخص ميت في رحلة عبر العالم السفلي، وإلى الحياة الآخرة.

وأضافت نعيم، أن هذه التعاويذ السحرية تذكر المتوفي بأسماء الآلهة التي سيصادفها في طريقه، لأن نسيان اسم إله ليس في مصلحته. خاصةً أنه من بين أمور أخرى، سيقف أمام محكمة مكونة من 40 إلهًا.

وأشارا نعيم، إلى أن الكتاب كتبه العديد من الكهنة على مدى حوالي 1000 عام. وكان كتاب الموتى الذي تم وضعه في نعش أو حجرة دفن المتوفى جزءًا من تقليد النصوص الجنائزية التي تتضمن نصوص الأهرام السابقة ونصوص التابوت. والتي كانت مرسومة على أشياء غير مكتوبة على ورق البردي.

ولفتت إلى أنه تم استخلاص بعض التعاويذ المضمنة في الكتاب من هذه الأعمال القديمة وتاريخها إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد. وتم تأليف التعاويذ الأخرى في وقت لاحق في التاريخ المصري، ويرجع تاريخها إلى الفترة الانتقالية الثالثة من القرن الحادي عشر إلى القرن السابع قبل الميلاد.

وأوضحت أن كتابة عدد من التعاويذ التي يتألف منها الكتاب استمرت بشكل منفصل على جدران المقابر والتوابيت. ولم يكن هناك كتاب واحد أو كتاب قانوني للموتى. حيث تحتوي البردية الباقية على مجموعة متنوعة من النصوص الدينية والسحرية وتختلف بشكل كبير في الرسوم التوضيحية.

بردية هونيفر
وقالت الباحثة في التاريخ المصري القديم، إن بعض الناس اعتادوا على تكليف كتاب خاص بهم عن الموتى. حيث كان كل مصري قديم حريصًا على تكليف الكهنة بإعداد كتاب للموتى يذكر اسمه واسم والده واسم والدته ووظيفته في العالم. وذلك للتحضير ليوم وفاته وتهيئة طقس لنقله إلى قبره. كما يختار بعض الناس التعاويذ التي يعتقدون أنها أكثر أهمية في تقدمهم إلى الحياة الآخرة. وأفضل مثال موجود لكتاب الموتى المصري في العصور القديمة هو “بردية هونيفر”.

وتابعت: “يمكننا أن نرى مشهدًا في هذا الكتاب وهو مشهد تفصيلي من “بردية هونيفر” (حوالي 1275 قبل الميلاد). يظهر قلب الكاتب هونيفر يزن على مقياس ماعت مقابل ريشة الحقيقة بواسطة رأس ابن آوى “أنوبيس”. ويسجل تحوت برأس أبو منجل، كاتب الآلهة، وإذا كان قلبه يساوي وزن الريشة بالضبط، يسمح لهونيفر بالمرور إلى الحياة الآخرة. وإذا لم يكن كذلك، فإنه يؤكل من قبل المخلوق الكيمري المنتظر آميت المكون من التمساح القاتل والأسد وفرس النهر. وكانت المقالات القصيرة مثل هذه توضيحًا شائعًا في كتب الموتى المصرية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى