المزيدقبائل و عائلاتمرأه بدوية
أخر الأخبار

الأسواق التراثية التاريخية في مدينة العريش ورفح

كتب – حاتم عبدالهادي السيد
الأسواق التراثية التاريخية في مدينة العريش ورفح هي أسواق تشير إلى تراث خالد؛ ومواقف انسانية؛ ولقد رصد لنا الباحث السيناوي مسعد بدر بعضًا من هذه الأسواق علي مدونته الرائدة تراث وعطر الأجداد في سيناء؛ يقول :
لا تعادل سوق السبت في رفح الخالدة عندي إلا سوق الخميس في العريش.
وبعد؛ فإني أهوى أن أغشى مواطن البسطاء. ومنها هذه الأسواق الشعبية؛ فإني أجد نفسي ممزوجا بطبقتي الاجتماعية أرى في مرآتها نفسي التي تروغ مني حينا وأحيانا.

أما مقولة “سوق، وملم علوق”! فهي مقولة صادقة، ولكن بمقدار؛ ذلك أن في السوق مواقف ومشاهد إنسانية تستأهل التأمل والتفكر.

فمثلا، أنا من الناس الذين لا يعرفون الأسعار إلا ما يشترون؛ فأجدني، بحكم الزحام، مضطرا لمسايرة امرأة مسافة ما، تمر هي على البيض فتسأل ولا تشري، وعلى الزيت، وعلى الجبن، وعلى غير ذلك، تسأل ولا تشري، وبقطع النظر عن حال الشدة الآنية؛ فإن السؤال باب للمعرفة ومفتاح للوعي، وهما أمران حيويان.
فإذا كانت السوق وحلا بفعل المطر مثل اليوم؛ فليس غريبا أن تسمع المرأة تحدث نفسها: “هو الراجل سابني في الروبة دي وراح فين”؟

موقف آخر :
يقول الباحث السيناوي مسعد بدر : بعد السلام على رفح الخالدة وعليكم هنا مشاهد ربما لا يتخيلها ولا يدركها إلا من عايشها بالفعل.
دخلت السوق مرة، وأعجبني ثوب أخذت أقلبه. قال لي البائع إنه بكذا، ولم يكن معي كذا؛ فأقسم علي لآخذنّه إلى حين ميسرة، وهو لا يعرفني ولا أنا أعرفه، ولا يدري ما اسمي ولا أدري ما اسمه! ملامح كلينا تنبئ الآخر بأنني من رفح وهو من الشيخ زويد؛ فيا لجمال سينا وأهلها!
ومرة أخرى لم أجده، ووجدت بائعا آخر شريت منه ثوبا، وأعجبني آخر؛ فأصر إصرارا أن آخذه. أفهمته آني موظف من أواسط الناس الذين “يغنيهم عن ثوبين ثوب واحد، ويغنيهم عن طول المعاني قصيرها”! قال: على المرتب، أو على مرتبين! فلا والله، إلى الآن، لا أعرف اسمه ولا هو يدري ما اسمي!!
فمن كان يعيش في مجتمع كهذا؛ فبه فليفخر ويباهِ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى