تاريخ القصر الأبلق في قلعة صلاح الدين.. وهذه حكايته مع الناصر محمد بن قلاوون
أسماء صبحي
كان القصر الأبلق من القصور الجميلة تصميماً وزخرفة، أشار إليه الكثير من المؤرخين في المصادر المختلفة. ووصفوا وحداته المعمارية وزخارفه وما ارتبط به من حكايات. وجاءت كلمة أبلق من بلق، وهي تعني في لونه سواد وبياض، ولكن ما علاقة السواد والبياض بالقصور وعمارتها ؟ فالعلاقة تكمن في بناء هذة القصور بأحجار يتعاقب في مداميكها اللونين الأبيض والأسود ولذلك عرفت بالأبلق.
بناء القصر الأبلق
تقول علياء داود، الخبيرة في التراث، إن الملك الناصر محمد بن قلاوون أنشأ القصر الأبلق بالقلعة في شعبان 813 هـ، و 1314م. وانتهت عمارته سنة 714هـ-1314م، وكان قائماً في الجهة الغربية من القلعة، حيث المكان الواقع على يمين الداخل من البوابة الوسطى للقلعة على الساحة التي بها جامع محمد علي.
وأضاف أن هذا القصر اندثر ولم يبق منه إلا بعض العقود الضخام ويقع في غربي القلعة. ويطل عليه مسجد محمد علي وملحقاته.
القصر في المصادر التاريخية
وذكر ابن خلدون في تاريخه أنَّ الناصر محمد بن قلاوون بنى عمائر كثيرة منها القصر الأبلق بالقاهرة. فقال: “ثم أمر سنة أربع عشرة (714هـ) ببناء القصر الأبلق من قصور الملك، فجاء من أفخر المصانع الملوكيَّ”.
وذكر ابن تغري القصر، فقال: “إن السلطان أراد أن يحاكي به قصر الملك الظاهر بيبرس البندقداري الذي بظاهر دمشق. واستدعى له صنَّاع دمشق وصنَّاع مصر، حتى كمل وأنشأ بجانبه جنينة. وقد ذهبت تلك الجنينة كما ذهب غيرها من المحاسن”.
كما ذكر الحسن الصفدي في نزهة المالك والمملوك أنَّه القصر، فقال: “في ربيع الأول سنة ثلاث عشرة وسبع مائة (713هـ) رسم السلطان الملك الناصر بعمارة البرج الأبلق المسمَّى ببرج السعادة. وشرعوا في عمارة أساسه في ثالث عشر الشهر المذكور، وشرعوا في عمارته بالحجر الأبيض والأسود. وتفسيره القصر الأبلق، عمَّره الله تعالى ببقاء مالكه، وهنَّأه به”. ثم قال: “وتكمَّلت عمارة البرج الأبلق في آخر شهر جمادى الآخر سنة أربع عشر وسبع مائة (714هـ)”.
وأشارت داود، إلى أنه في السنوات الأخيرة تمت حفائر في موقع القصر. والتي كشفت عن أطلاله وبعض الجدران الضخمة المشيدة بالآجر. وبعض الأعمدة الجرانيتية الضخمة التي تؤكد على ما ذكره المؤرخون من فخامة وأبهة هذا القصر”.