تاريخ ومزارات

أخناتون.. اول من تخلى عن تعدد الآلهة المصرية وأدخل عبادة جديدة

أسماء صبحي

أخناتون، ويعني «الروح الحية لآتون»، عرف أيضًا قبل العام الخامس من ملكه بـ أمنحوتب الرابع. كان فرعون من الأسرة الثامنة عشر، حكم مصر لمدة 17 عاماً وتوفى ربمَّا في 1336 ق.م أو 1334 ق.م. ويشتهر بتخليه عن تعدد الآلهة المصرية التقليدية وإدخال عبادة جديدة تركزت على آتون. التي توصف أحيانًا بأنها ديانة توحيدية أو هينوثية .

توحيد الآلهة

وتقول، فاطمة عصام، الخبيرة في التاريخ المصري القديم، إن إخناتون حاول إحداث مفارقة عن الدين التقليدي، ولكن في النهاية لم يكن مقبولًا. فبعد وفاته، تم استعادة الممارسة الدينية التقليدية تدريجيًا. وبعد بضع أعوام لم يكن بعض الحكام دون حقوق واضحة للخلافة من الأسرة الثامنة عشرة فأسسوا أسرة جديدة. وأسَاؤوا لسمْعَة إخناتون وخلفائه، مشيرين إلى أخناتون نَفسِه بأنه “العدو” في السجلات الأرشيفية.

وأشارت عصام، إلى أنه حاول توحيد آلهة مصر القديمة، حيث تعددت الآلهة فيها التي تعبد في مناطقها المختلفة. بما فيها الإله الأكبر أمون رع في شكل الإله الواحد آتون، رغم أن هناك شكوكاً في مدى نجاحه في هذا. ونقل العاصمة من طيبة إلى عاصمته الجديدة أخيتاتون بالمنيا. وفيها ظهر الفن الواقعي ولاسيما في النحت والرسم كما في مقبرة رع موسى. وظهر أدب جديد يتميز بالأناشيد للإله الجديد آتون، أو ما يعرف حالياً بنظام تل العمارنة.

وأضافت أن أخناتون متزوجاً بزوجته الملكة الرئيسية نفرتيتي التي كانت تشاركه الفكر في عبادة آتون. وتظهر معه في الاحتفالات الدينية وترافقه في كل مشاهده. وقامت أمه الملكة “تي” بتقديم لابنها زوجة ثانية تدعى “كيا”. والتي يرجح أنها والدة توت عنخ أمون. وقد أعلن المجلس الأعلى للآثار المصرية في شهر أبريل عام 2010م أنه بناء على اختبارات الحمض النووي المعروف اختصاراً ب حمض نووي ريبوزي منقوص الأكسجين. أن تلك الفحوص تبين أن توت عنخ آمون هو ابن الملك أخناتون بالفعل.

السياسة الخارجية للملك أخناتون

وتابعت عصام، إن الملك أخناتون انشغل بفلسفته وإصلاحاته الدينية. وانصرف عن السياسة الخارجية وإدارة الإمبراطورية الممتدة حتي أعالي الفرات والنوبة جنوباً، فانفصل الجزء الآسيوي منها. ولما مات خلفه سمنخ كا رع الذي حكم فترة وجيزة حوالي 3 سنوات. ثم خلف “سمنخ كا رع” أبن اخيه توت عنخ أمون الذي كان صغير السن. وارتد عن عقيدة آتون وترك العاصمة أخيتاتون عائداً إلى طيبة، وأعلن عودة عقيدة أمون تحت ضغط كهنة أمون الذين كانوا لا يزالون على عقيدة الإله أمون رع. رافضين ما يقدمه لهم إخناتون من فكرة الإله الجديد أتون.

وأشارت إلى أنه تحت تلك الضغوط وبسبب صغر سنه فقد غير اسمه من “توت عنخ أتون” إلى توت عنخ آمون. وهدم كهنة طيبة آثار إخناتون ومدينته أخيتاتون ومحوا اسمه من عليها. وقاموا بتفكيك معبده الذي أقامه لآتون في طيبة، وهجر الناس عاصمته.

وأوضحت عصام، أن إخناتون كان الأبن الأصغر للملك أمنحوتب الثالث من الملكة تي التي كانت الزوجة العظمى المفضلة لدى أمنحوتب الثالث. ولم يكن مقدراً لأخناتون أن يكون ولي العهد حتى وفاة الأخ الأكبر له تحتمس.

وامتد عهد الملك أمنحوتب الثالث لنحو 38 عاماً توفي بعدها تاركاً العرش لابنه أمنحوتب الرابع. وربما بعد حكم مشترك (coregency) دام بين 2 إلى 12 عاماً. حيث يعتقد أنه شارك والده في الحكم وهو في سن السادسة عشرة. ويعتقد أن فترة حكم إخناتون هي من 1353 قبل الميلاد – 1336 قبل الميلاد أو 1351 قبل الميلاد – 1334 قبل الميلاد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى