حوارات و تقارير

سقارة تبهر العالم| اكتشافات تسطر التاريخ الفرعوني من جديد

لا تزال مصر مليئة بالقطع الآثرية الفاخرة والعديد من المقابر التي تعود إلى عصر المصريين القدماء ولم يتم اكتشافها حتى الآن، وذلك حسب ما قالته صحيفة “لابريس” الإيطالية عام 2020، مؤكدة أنه بفضل الاكتشافات الجديدة، تجتذب مصر علماء الآثار والباحثين بفضل ثقافتها الواسعة؛ أولئك الذين يدرسون الشعب المصري القديم، وهم يعرفون أنه سيكون هناك دائمًا شيء جديد لاكتشافه.

الكشف عن تابوت مغلق من 4300 عام

أعلن عالم الآثار المصرية الدكتور زاهي حواس اكتشافات أعمال حفائر البعثة المصرية المشتركة مع المجلس الأعلى للآثار في منطقة جسر المدير بجبانة سقارة، والتي تعود إلى عصر الأسرتين الخامسة والسادسة من الدولة القديمة.

ومن داخل متحف الآثار المفتوح (سقارة)، كشف حواس، خلال مؤتمر صحفي عالمي، عن تابوت من الحجر الجيري بداخله أقدم مومياء غير ملكية تم العثور عليها حتى الآن لـ”حكا شبس”، مغطاة برقائق الذهب، وكان التابوت مغلقاً تماماً منذ نحو 4300 عام داخل بئر يصل عمقها لنحو 15 متراً، وكان حوله العديد من الأواني الحجرية.

وقال “حواس” إن الاكتشاف تضمن العثور على مقبرتين وتابوتين تعود إلى عصر الدولة القديمة، وهى مقبرة “خنوم جد إف”، كاهن المجموعة الهرمية للملك “ونيس” التي تميزت بألوانها ومناظر الحياة اليومية، ومقبرة “مري”، مساعد القصر العظيم كاتم أسرار الملك، ومقبرة “مسى”، كاهن المجموعة الهرمية للملك “ببى الأول”، والأخيرة للكاتب والقاضى “فتك” داخل بئر يصل عمقها إلى نحو 10 أمتار، محاطة بمجموعة تماثيل خشبية وثلاثة تماثيل حجرية بجوارها مائدة قرابين.

وأكد أن هذا يدل على وجود جبانة ضخمة تحتوى على العديد من المقابر المهمة، مشيداً بجهود البعثة الأثرية العاملة في منطقة آثار سقارة، ومؤكدًا سعيهم للوصول إلى أكبر عدد من الاكتشافات الأثرية، ولافتا إلى أن العام الحالى سيشهد إعلان اكتشافات جديدة داخل هرم الملك خوفو، وأن البحث عن مومياء الملكتين “نفرتيتى” و”عنخ أسن آمون” من خلال المشروع المصرى لدراسة المومياوات الملكية ما زال جارياً.

اكتشافات مهمة في منطقة سقارة

تم اكتشاف مقبرة يعود تاريخها إلى 4300 سنة في مايو 2022 صاحبها مسئول فرعوني رفيع المستوى كان لديه إمكانية الوصول إلى وثائق ملكية سرية للغاية عن مصر القديمة، وكانت المقبرة بجوار الهرم المدرج في سقارة مكان دفن الملك زوسر، الفرعون الثاني في الأسرة الثالثة، وعثر بعدها على الخندق الذي يحيط بهرم الملك زوسر، والذي ظل قيد الاستخدام لمئات السنين بعد عهد الملك الفرعوني الشهير، ولكنه في الوقت الحاضر مغطى بالكامل تقريبًا بالركام والرمل الذي حملته الرياح من الصحراء، المقبرة تنتمي لمسئول رفيع المستوى يُدعى مهتجيتو.

تم الكشف عن 5 مقابر في سبتمبر 2021، منقوشة من عصري الدولة القديمة والانتقال الأول، في حالة جيدة، تحوي العديد من القطع الأثرية الهامة والنقوش الجميلة التي احتفظت برونقها رغم مرور آلاف السنوات، تعود المقابر المكتشفة إلى أحد كبار رجال الدولة، وسيدة يرجح أن تكون زوجة لشخص يدعى “ياريت” نظرا لقربها من مقبرته والثالثة للكاهن “ببي نفر حفايي”، الذي شغل مناصب عديدة من بينها مُطهر البيت والسمير الأوحد، والرابعة للسيدة “بيتي” كاهنة المعبودة حتحور والخامسة للمُشرف على القصر الملكي “حنو” المُلقب بالعمدة وهو حامل أختام الوجه البحري.

فى 2021، عثرت البعثة المصرية المشتركة بين المجلس الأعلى للآثار ومركز زاهي حواس للمصريات على المعبد الجنائزي الخاص بالملكة نعرت زوجة الملك تتي، والذى تم الكشف عن جزء منه في الأعوام السابقة للبعثة.

البعثة عثرت أيضاً على تخطيط المعبد، بالإضافة إلى ثلاث مخازن مبنية من الطوب اللبن فى الناحية الجنوبية الشرقية منه، لتخزين القرابين والأدوات التى كانت تستخدم فى إحياء عقيدة الملكة، كما تم العثور على 52 بئرا تتراوح أعماقها ما بين 10 و12 مترا، بداخلها أكثر من 50 تابوتا خشبيا من عصر الدولة الحديثة، وهذه هى المرة الأولى التى يتم العثور فيها بمنطقة سقارة على توابيت يعود عمرها إلى ثلاثة آلاف عام.

وهذه التوابيت ذات هيئة آدمية وممثل على سطحها العديد من مناظر الآلهة التى كانت تعبد خلال هذه الفترة، بالإضافة إلى أجزاء مختلفة من نصوص كتاب الموتى، والتى تساعد المتوفى على اجتياز رحلته إلى العالم الآخر.

اكتشافات مهمة في عام 2018

أعلنت وزارة الآثار في 2018، عن اكتشاف مقبرة فرعونية حديثا لكاهنة تدعى “حتبت”، اكتشفته بعثة تنقيب على المقبرة في الجزء الغربي من هضبة أهرامات الجيزة في جبانة كبار الموظفين بالدولة القديمة، وأن صاحبة المقبرة كانت من كبار الموظفين بالبلاط الملكي نهاية عصر الأسرة الخامسة بالدولة القديمة بمصر الفرعونية، ولا تزال المقبرة محتفظة برسومات على الجدران وألوان زاهية فى حالة جيدة رغم عمرها الذى يزيد على 4400 عام.

تم اكتشاف مقبرة كبير قادة الجيش المصري القديم في عهد الملك رمسيس الثاني، ويدعى “إيورخي”، وتحتفظ المقبرة بالكثير من النقوش المهمة التي تبرز علو مكانة الرجل، فضلا عن وجود نقوش جدارية تصور الجيش المصري بأقسامه من الخيالة والمشاة، متجهين فى حملة عسكرية إلى خارج حدود مصر الشرقية، كما توضح مسيرته العسكرية فى عهد الملك سيتى الأول، وتدرج فى المناصب حتى تقلد أعلى المناصب العسكرية في البلاط الملكي المصري فى عهد الملك رمسيس الثاني.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى