المزيد

الذكرى الـ 71 لعيد الشرطة.. القصة الكاملة لـ «معركة الإسماعيلية» ضد الاحتلال الإنجليزي

أميرة جادو 

يحل اليوم الذكرى الـ 71 لعيد الشرطة المصرية، حيث يحتفل المصريين يوم 25 يناير من كل عام بذكرى عيد الشرطة، تخليدا لذكرى وقوع معركة الإسماعيلية 1952، والتي راح ضحيتها نحو 50 شهيدًا و80 جريحًا من رجال الشرطة.

لماذا 25 يناير عيد الشرطة؟

وهذه الذكرى دليل على شجاعة الشرطة المصرية، حيث راح الضحايا فداء وطنهم، على يد الاحتلال الإنجليزي بعد أن رفضوا تسليم سلاحهم واخلاء مبني المحافظة للاحتلال الإنجليزي.

وكان من بين هؤلاء الضباط، الفنان صلاح ذو الفقار الذي كان نقيبا في قوات الشرطة وقتها، حيث تخرج من كلية الشرطة عام 1946، ضمن دفعة الوزراء أحمد رشدى والنبوى إسماعيل وزكى بدر، وعمل فى سجن طرة، وتم تعيينه مدرسًا فى كلية الشرطة.

أسباب معركة الإسماعيلية 1952

قامت المعركة، صباح يوم الجمعة الموافق 25 يناير عام 1952 ، عندما استدعى القائد البريطانى بمنطقة القناة «البريجادير إكسهام»، ضابط الاتصال المصري، وسلمه وأمره بتسليم قوات الشرطة المصرية بالإسماعيلية أسلحتها للقوات البريطانية، والرحيل عن منطقة القناة والانتقال إلى القاهرة.

من جهتها، امتنعت المحافظة عن تنفيذ هذا الإنذار البريطاني وأبلغت رفضها إلى السيد فؤاد سراج الدين، وزير الداخلية فى هذا الوقت، والذي طلب الصمود والمقاومة وعدم الاستسلام، الأمر الذي جعل «إكسهام» وقواته يقومان بمحاصرة المدينة وتقسيمها إلى حي العرب وحي الإفرنج، ووضع سلك شائك بين المنطقتين.

وليس هذا السبب فقط، حيث كانت هناك أسباب أخرى مثل إلغاء معاهدة 36 في 8 أكتوبر 1951 تسبب في غضب بريطانيا لتشعل الحرب ضد المصريين، وأحكمت الإغلاق على مدن القناة التي هي مركزاً رئيسياً لمعسكرات الإنجليز.

الشرارة الأولى لجلاء الإنجليز 1951

وجاءت أولى معارك النضال المصري ضد المحتل الإنجليزي، بخروج المظاهرات الحاشدة التي تطالب بجلاء الإنجليز، وفي 16 أكتوبر 1951 انتفض المصريون ضد الاحتلال، وقاموا بحرق «النافي» الذي كان مستودع تموين وأغذية للإنجليز كان مقره بميدان عربي وسط مدينة الإسماعيلية.

وما كان من الإنجليز، إلا أن يزيدوا الخناق على أبناء مدينة الإسماعيلية الباسلة وتزيد الخناق عليهم مما أدى إلى توحيد الجهود وتنظيم الصفوف من أجل محاربة بريطانيا ورحيلها عن مصر فكانت أحداث 25 يناير 1952.

أحداث معركة الإسماعيلية 1952

وفي ذكرى مرور هذه المجزرة الوحشية التي ارتكبها الاحتلال البريطاني، نكشف إليكم كافة تفاصيلها، والتي بدأت في تمام الساعة السابعة صباحاً بعدما انطلقت مدافع الميدان من عيار 25 رطلاً ومدافع الدبابات (السنتوريون) الضخمة من عيار 100 ملليمتر تدك بقنابلها مبنى المحافظة وثكنة بلوكات النظام بلا شفقة أو رحمة.

ونتج عنها حدوث تلك المجزرة البشعة التي شهدت عليها أرض المدينة الباسلة بعد أن سالت الدماء الطاهرة كالنهر، ليأمر الجنرال «إكسهام» بوقف ضرب النار وإمهال رجال الشرطة المحاصرين مهلة قصيرة من أجل الاستسلام وترك أسلحتهم وإلا سيستأنف الضرب بقوة.

لتبقى هذه المجرزة تخليد وءكرى شاهدة على بسالة وتضحية ضابط الشرطة المصري، فقام النقيب مصطفى رفعت، بالصراخ في وجه الجنرال البريطاني بكل شجاعة قائلاً: «لن تتسلمونا إلا جثث هامدة»، لتستأنف قوات بريطانيا حربها على مبنى المحافظة ودكته دكاً حتى تحول إلى أنقاض فوق جثامين شهداء الشرطة الطاهرة.

الجنرال البريطاني يحيي شجاعة رجال الشرطة

أبدى «إكسهام» إعجابه بشجاعة رجال الشرطة الذين لم يستسلموا وفضلوا الموت على أن يتركوا أسلحتهم أو يخرجوا مذلولين الأعناق، فقال للمقدم شريف العبد ضابط الاتصال: «لقد قاتل رجال الشرطة المصريون بشرف واستسلموا بشرف، ولذا فإن من واجبنا احترامهم جميعًا ضباطًا وجنودًا».

وأمر أيضًا الجنرال البريطاني أفراد قواته بإعطاء التحية العسكرية لرجال الشرطة المصرية أثناء خروجهم من المبنى اعترافًا بشجاعتهم فى الدفاع عن الأوطان.

والجدير بالذكر أنه منذ ذلك اليوم أصبح 25 يناير إلى عيد للشرطة يتم الاحتفال به كل عام، كما أصبح عيدًا قوميًا لمحافظة الإسماعيلية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى