بينها «تناول شاي» و«جلسات النار».. عادات الصعايدة لمواجهة برد الشتاء
أميرة جادو
بحلول فصل الشتاء، يبدأ الكثير من أبناء الصعيد، خاصة كبار السن والشباب أيضا، في جمع كافة أدوات التدفئة التقليدية، وهي عبارة عن خشب وقش القصب و«الكعروب».
ويبدأ الأهل والأقارب في التجمع حول النار، مع تناول الشاي المصنوع على نيران خشب التدفئة، يتذكرون الذكريات الجميلة، ويعملون على حل المشاكل العائلية، في جلسات تشبه الجلسات العرفية.
جلسات النار في الصعيد
«كل واحد يجيب دفاه معاه»، هذه الكلمات عالقة في أذهان الكبار عن الشتاء، ويستمر الشباب في ترديدها، حين يجتمعون للتدفئة، والتي تلزم الحضور بأن يحضروا أدوات تدفئنهم معهم، من الخشب أو القش و«الكعروب» وهو جزء يتبقى من بوص الذرة أو القصب بعد جمعه وكسره، ثم يتبادلون السخرية والهزار فيما بينهم، سواء في أماكن مفتوحة في الشوارع والطرقات، أو ساحات داخل المنازل، أو ربما في المنادر والأماكن المغلقة.
يقوم الشباب باحضار «جروانة» ويضعون رمال بداخلها، ثم الخشب وإشعال النيران فيه، ويتم وضع «كنكة» على الخشب، لعمل شاي، يتناوله جميع الحضور الذين يلتفون حول حلقة التدفئة.
السمر وتناول الشاي
وفي البداية، عبر أحمد عبد المنصف، مزارع صعيدي، عن سعادته بتجمع الشباب والأهل والاقارب في الشتاء حول النار، قائلًا: «كفاية اللمة الحلوة»، حيث يجلسون سويا، يلهون ويفرحون، ويحلون مشاكلهم إن وجدت، ويفكرون في مستقبلهم، يجتمعون حول مكان واحد، للتدفئة، ويتبادلون الحديث، ويحتسون الشاي، المفضل لهم، والمصنوع على نيران التدفئة، والذي يعد ” ألذ وأطعم من أي شاي تشربه في حياتك”.
الكعروب وجلسات التدفئة
ومن جهته، قال محمد الصعيدي، 70 عاما: «ياه على الأيام الحلوة اللي كنا نقعد فيها مع بعض ونجيب الخشب والقش والشاي، كانت أيام كلها فرحة وسعادة.. كانت أبسط الحاجات تدفينا وأقل حاجة تفرحنا خاصة اللمة الحلوة اللي كنا نحل فيها مشاكلنا ونتكلم عن حياتنا بحلوها ومرها.. كلنا كنا بنفرح ولحد دلوقتي إحنا زي ما احنا بنقعد ونتدفى.. بندفي بعض بشوية خشب أو قش أو كعروب كل واحد بيجيب دفاه معاه كنوع من المشاركة»
كما أشار وليد علي، مزارع، إلى أن الصعايدة ما زالوا يحرصون على عاداتهم وتقاليدهم بالرغم من التطور الذي نعيشه في كل شيء، وفي الشتاء يمارسون عاداتهم بالتجمع حول جلسات للتدفئة من البرد القارس، في ليالي ممتعه، يتغلبون فيها على برودة الطقس، بالقش والخشب و«الكعروب» و«شوية شاي».
