حوارات و تقارير

خبيرة في التراث تروي لـ “صوت القبائل” حكايات المنجمون في العصر المملوكي

أسماء صبحي 

قالت أميمة حسين، الخبيرة في التراث، إن المنجمين انتشروا في العصر المملوكي انتشارًا واسعًا. وعلة ذلك رعاية المماليك للصوفية وهو الباب الذي دخل منه دجل المنجمين. وصار غالبية الشعب وجزء من حكام المماليك يصدقوهم، رغم أن علماء الصوفية فسقوا المنجمين.

وأضافت حسين، أن هناك حكايات متعددة جمعت المنجمون في العصر المملوكي بالسلاطين. منها حكاية ذكرت فى كتاب “السلوك لمعرفة الملوك” الذي ألفه المقريزي. حيث قال : “ذكر المنجمون أن الشمس كسفت في بداية ولاية سيف الدين جقمق. فزعموا أن ذلك يدل على خروج الشام والصعيد عن طاعة السلطان”. ولكن هذا لم يحدث.

شائعة يوم القيامة

وأشارت الخبيرة في التراث، إلى أن التنجيم لم ينتهي بزوال المماليك. فقد استمروا لدرجة أن تسببوا في خروج النساء عاريات إلى شوارع القاهرة بسبب يوم القيامة عام 1735 م. وهي القصة التي رواها الجبرتي بالجزء الأول من كتابه “عجائب الآثار في التراجم والأخبار”. حيث قال: “في يوم الأربعاء رابع عشر ذي الحجة أشيع في الناس بمصر بأن القيامة قائمة يوم الجمعة سادس عشر ذي الحجة. وفشا هذا الكلام في الناس قاطبة حتى في القرى والأرياف وودع الناس بعضهم بعضا. ويقول الإنسان لرفيقه بقي من عمرنا يومان وخرج الكثير من الناس والمخاليع الغيطان والمنتزهات ويقول بعضهم لبعض دعونا نعمل حظا ونودع الدنيا قبل أن تقوم القيامة”.

تأثير المنجمون على الناس 

وتابعت حسين، إن الشائعة أثرت كما يصف الجبرتي على عموم الشعب. لدرجة أن أهل الجيزة نساء ورجالًا خلعوا ملابسهم وصاروا يغتسلون في البحر. ومن الناس من علاه الحزن وداخله الوهم ومنهم من صار يتوب من ذنوبه ويدعو ويبتهل ويصلي. واعتقدوا ذلك ووقع صدقه في نفوسهم”.

وقالت، إنه حين أتى يوم الجمعة ولم تقع القيامة كان رد فعل الناس أعجب من الشائعة نفسها. حيث قال الجبرتي: “ومضى يوم الجمعة وأصبح يوم السبت فانتقلوا يقولون فلان العالم قال أن سيدي أحمد البدوي والدسوقي والشافعي تشفعوا في ذلك وقبل الله شفاعتهم”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى