عادات و تقاليد

طقوس البدو.. هذه فعاليات الاحتفالات السعيدة بين أبناء قبائل البحر الأحمر

دعاء رحيل

يوجد حول العالم العديد من الثقافات المختلفة في تركيبة سكان محافظة البحر الأحمر كما وكلا له عاداته وتقاليده تظهر جليا في طريقة الاحتفال بمثل هذه المناسبات، فهناك القبائل العربية الموجودة على أرض المحافظة مثل ( العبابدة – العوازم – الرشايدة – جهينة – العزايزة – الحويطات – البشارية-والعرينات) لها طابعها الخاص فى الاحتفال بالأعراس.

عادات البادية

وفي هذا السياق قال صلاح سليمان الرشندي، ان قبيلة (القزايزة والرشندية) مازالت متمسكة بعاداتها وتقاليدها المستوحاة من ثقافة البادية التى تعتمد على مشاركة جميع أفراد القبيلة في فعاليات هذه المناسبة السعيدة، والمشاركات لها أوجة عديدة وأشهرها تقديم الزبائح لأهل العريس سواء من الماعز أو الضأن وتسمى (القويدة)، أو تقديم السكر والشاي أو زجاجات الشربات وعلب الحلو على حسب المقدرة، ومن هذه الفعاليات سباق للجرى بين الشباب والأطفال وكبار السن كلا على حدى يسمى (اللحمة القرابة) والإسم يدل على الجائزة، وهى “قطعة لحم ناضج” عبارة عن ربع خروف يحصل علية الفائز عند وصولة خط النهاية، وهو تقليد قديم لدى القبيلة مازال موجودا حتى اليوم وبشكلة القديم وهذا السباق يخص الشباب، أما سباقات الأطفال وكبار السن فهى مستحدثة، والجائزة بالنسبة للأطفال مبلغ من المال يقسم على الثلاثة الأوائل لإدخال السعادة على أكثر من طفل، وجائزة عينية للفائز من كبار السن لمشاركتهم الشباب بطريقة كوميدية وغير معتادة تبعث بالبهجة على قلوب الحاضرين.

كما أكد الرشندى يحرص الجميع على الحضور في عصر يوم الدخلة لمشاهدة هذا الحدث والسباقات الثلاثة. ويصطف المشاهدين من الرجال والنساء والأطفال عند خط النهاية. حيث يقف حامل الجائزة متأهبا رافعا يده إلى أعلى وبها الجائزة ينتظر وصول أول متسابق الذى يسارع بخطفها من يدية. وفى حالة احتدام الموقف بالقرب من خط النهاية بين شابين أو أكثر ويصعب تحديد الأول يقوم حامل الجائزة بالتراجع والهروب قليلا إلى الوراء حتى يتسع الفرق بينهم عندها يلتقط الفائز من يدة الجائزة.

 

المشاركة الجماعية بين أبناء قبائل البحر الأحمر

وكشف الرشندي، يوجد الكثير من المهرجانات التي تتطلب المشاركة الجماعية مثل لعب “السامر” البدوى أو “لعب العرب” بألوانه المتنوعة منها ما يناسب كبار السن ويسمى  “المتينة والرجيعي” برتمة الهادى الرزين، ومنها ما يناسب الشباب برتمة السريع ويسمى “الرفيحى” ويرقصون بالسيوف ويتبارزون بها بمصاحبة إيقاع الدفوف، وتشارك النساء برقصات هادئة تتهادى جموعهن وتقترب فى مواجهة صفوف من يلعبون هذا السامر بعد أن إرتدين الملاءة اللف وغطين وجوههن وتلثمن، مع الاعتماد على ضوء القمر وعدم إضاءة المكان طالما أنهن موجودات فى حيز السامر،…

كما قال الرشندي، تدوم هذه المهرجانات لعدة ليالي من سبعة إلى عشرة أيام آخرهما ليلتين (ليلة الحناء – ليلة الدخلة). ففى ليلة الحناء يجلس العريس على كرسي وأمامه طاولة توضع عليها صينية مستديرة مليئة بالحناء تشبه التورتة وقد غرست بها الشموع. ويقوم الشباب بعمل حلقة دائرية ويدورون حول العريس ويضربون بالدفوف مع ترديد الأغاني الخاصة بهذه الليلة مثل:
لحلاحى يالحلاحى …. يارب يتم الأفراحى
والعريس عقبال عندة … ناجيلة فى الأفراحى
أما بالنسبة لـ الليلة الأخيرة ليلة الدخلة وبعد منتصف الليل تبدأ زفة العريس في  حفل كبير مشيا على الأقدام وعلى أضواء المشاعل من بيت عائلته حتى بيته الجديد حيث تنتظره العروس، ويردد المشاركين فى هذا الموكب الأغانى الخاصة بهذه الليلة على إيقاع الدفوف ويغنون ويقولون:
عاريسنا دخل دخيل ….. بين الجناين والنخيل.
ياقمر لاتجلى اليوم ….. عريسنا فى الأرض منور.
جينا لكم جرود جرود …. والملح كسر البارود.
جينا نجامل من دعانا …. نعطية حقة حتى يرضى.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى