عادات و تقاليد

أصول القهوة العربية عند البدو.. ما الفرق بين فنجان الهيف والكيف

أميرة جادو 

تعتبر القهوة العربية من أساسيات الضيافة عند العرب فلا تخلو البيوت العربية الأصيلة بشكل عام والبدوية خاصة، من الدلال النحاسية المملوءة بالقهوة العربية، التي تعد الضيافة الأساسية للداخلين والخارجين عليها، إلى جانب التمور بأنواعها رغم اختلاف الأزمنة والأجيال، لا سيما أن رائحة الهيل هي ما تزيدها جمالا لتبقى عالقة في الأذهان على مر السنين.

ويعد تحضير القهوة يدويا من أفضل الأعمال التي يقوم بها الرجل أمام ضيوفه، إذ يتفنن الكثيرون في صنعها رغم محدودية الأدوات المستخدمة بها والمتضمنة «المحماسة» لتحميص حبوب البن، و«المبرادة» المستعملة لتبريده، و«النجر» أو «المهباش»، الذي يتم بواسطته طحنه.

علاوة على استخدام ما يسمى بـ«الدلة المطباخة»، التي تطبخ بها، إلى جانب «الدلة المبهارة» لتبهيرها من الداخل، و«المنفاخ»، الذي يستعمل لزيادة إشعال النار، عدا عن الاستعانة بـ«الليف» لحجب الهيل من النزول في الفنجان عند صبها بعد إمساك الدلة بقطعة تسمى «البيق»، إن كانت ساخنة.

أسماء فناجين القهوة عند البدو

ومن بين التقاليد المتوارثة عند العرب والتي ترتبط بالقهوة العربية أنهم يطلقون عدد من الأسماء على فناجين القهوة، ومن بين تلك الأسماء، مايلي:

  • فنجان الهيف: وهو الفنجان الذي يحتسيه المعزب أو المضيف قبل أن يقدم القهوة لضيوفه، قديما: كانت تسري هذه العادة عند العرب ليأمن ضيفهم من أن تكون القهوة معدة حديثًا، حيث جرت هذه العادة ليختبر المعزب جودة وصلاحية القهوة قبل تقديمها إلى الضيوف خوفا من أن تكون «صايدة» فيلحقه (حق) كبير يقدمه لضيوفه، وإلا فيلحق به العار ويصبح مثارا للسخرية عند الآخرين.
  • فنجان الضيف: يصب الفنجان للضيف ليشربه على أعتبار أنه ضيافه كما أنه بمثابة العيش والملح.
  • فنجان الكيف: هو الفنجان الثاني الذي يقدم للضيف، وهو ليس مجبراً على شربه ولا يضير المضيف إن لم يشربه الضيف، إنما هو مجرد تعديل كيف ومزاج الضيف، وهو أقل فناجين القهوة قوة في سلوم (عادات) العرب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى