في ذكرى اكتشاف مقبرة “توت عنخ آمون”.. من هو حسين عبد الرسول؟
يعتبر الملك توت عنخ آمون أشهر ملوك الفراعنة على الإطلاق، ويرجع ذلك إلى أن مقبرته التي تحمل رقم “62” بوادي الملوك، هي المقبرة الوحيدة التي اكتشفت محتفظة بجميع كنوزها وأثاثها الجنائزي، ففي صباح يوم 4 نوفمبر 1922؛ صاح الطفل حسين عبد الرسول مخاطبا هوارد كارتر، مكتشف المقبرة “سيدي لقينا درجة سلم أسفل مقبرة رمسيس السادس” وبسرعة انتقل “كارتر” إلى الداخل.
وفي اليوم التالي؛ كان قد وصل “عبد الرسول” إلى 16 درجة أدت به إلى الباب المختوم بختم طيبة، وعندما دخل المقبرة ووصل إلى حجرة الدفن، انعقد لسانه من فرط الدهشة وأخيرا صاح “الذهب في كل مكان” ليتحول الرسام الإنجليزي المغمور إلى صاحب أهم اكتشاف أثري في العصر الحديث، في مقابل تجاهل المكتشف الحقيقي للمقبرة وهو حسين عبد الرسول، الذي لم يستفد من اكتشافه سوى ارتداء القلادة الذهبية للملك توت.
أصغر مكتشف
يروي “نوبي”، ابن حسين عبد الرسول، أن عائلته اشتهرت منذ نهاية القرن الـ19 بالاكتشافات الأثرية، وكان أهمها “خبيئة الدير البحري” في عام 1871، التي وثقها المخرج شادي عبد السلام في فيلمه “المومياء”، بالإضافة إلى عدد من الاكتشافات الأخرى في وادي الملوك ومقابر النبلاء، الأمر الذي دفع “كارتر” إلى أن يطلب معونة جدي محمد عبد الرسول لمساعدته في اكتشاف المقبرة الضائعة بوادي الملوك، وبالفعل وبعد استخراج التصاريح اللازمة من هيئة الآثار؛ بدأ العمل في عام 1914 ثم توقف بسبب الحرب واستأنف مرة أخرى في عام 1917 ولمدة خمس سنوات متوالية لم يسفر البحث عن شيء.
ويضيف “نوبي” أن اللورد كارنفون، ممول المشروع، كان قد بدأ يفكر في وقف نزيف الأموال الذي تدفق دون جدوى، وكان والدي في ذلك الوقت أصغر العمال في فريق كارتر، وكان الأمر بالنسبة له مجرد عمل ولم يدرك أنه سيكون المكتشف الأول للمقبرة.
ويؤكد “عبد الرسول” أن والده حكى له أنه في ذلك اليوم وحين كان يقوم بالتنقيب أسفل مقبرة الملك رمسيس السادس اصدم فأسه بدرجة سلم، ليصيح بتلقائية مناديا كارتر- الذي كان يشعر بالأسى والخيبة- “سيدي ارتطم فأسي بدرجة سلم” ليهرول “كارتر” مسرعا ويأمر بمواصلة الحفر ليصل إلى الـ16 درجة المؤدية لداخل مقبرة توت عنخ أمون، وفي اليوم التالي كان “كارتر” و”كارنفون” داخل حجرة الدفن الخاصة بالملك، وقد لمعت عيناي “كارنفون” في ذلك اليوم م كثرة ما رأى من كنوز مبعثرة في أركان الغرفة، وصاح كارتر بالانجليزية “today is the day of days” التي تعني بالعربية اليوم هو يوم الأيام.
ويؤكد أن القصة عاصرها جده محمد عبد الرسول، الذي كان رئيس العمل، وعمه علي عبد الرسول، كما أن والده حكى له تفاصيل القصة بحذافيرها.
القلادة الذهبية
وقال “نوبي”، إن المكافأة الوحيدة التي حصل عليها والدي كانت سماح كارتر له بأن يرتدي قلادة توت عنخ آمون الذهبية وأن يلتقط بها عدة صور، لافتا إلى أن كلا من “كارتر” و”كارنفون” أخذا الكثير من كنوز المقبرة، طبقا للقانون الذي كان يسمح بتقاسم المقتنيات الأثرية المكتشفة.
وأكد عبد الرسول أنه بالرغم من التجاهل الكبير والتهميش لفضل والده في اكتشاف المقبرة الذهبية في مصر، إلا أن والده حظى بالكثير من العرفان والتسليط الإعلامي في أوروبا، ويذكر أنه في عام 1997 وبعد حادثة الدير البحري استضافه التلفزيون الألماني، للحديث عن اكتشاف “خبيئة الدير البحري” وللحديث عن والده حسين عبد الرسول، المكتشف الأول لمقبرة توت عنخ آمون، وحتى يومنا هذا وفي كل عام يتلقى اتصالات من قنوات أوروبية وأمريكية للحديث عن والده.