المزيد

خبيرة في التراث تتحدث عن بيوت القاهرة الإسلامية.. تاريخ من الجمال والفن والإبداع

أسماء صبحي 

بيوت القاهرة في العصرين العثماني والمملوكي كانت في غاية الروعة والجمال. قد تبدو من خارجها بسيطة حيث الواجهات المرتفعة التي تكاد تخلو من أية فتحات وزخارف. ما عدا المشربيات الجميلة التي تبرز من الواجهات وتتيح لمن بداخل الدار أن يرى من بالخارج دون أن يراه أحد.

كما أنها تسمح بدخول الضوء والهواء والشمس إلى داخل غرف المنزل. وهي من أهم العناصر المعمارية التي لجأ اليها المعماري المسلم للتغلب على ارتفاع درجات الحرارة. وغالبا ما تصنع من قطع خشبية صغيرة بطريقة عاشق ومعشوق. دون استخدام أية مسامير، وكانت يوجد بالمشربية مكان لوضع القلل ليبرد ماءها.

سبب تسمية المشربية

وقالت علياء داود، الخبيرة في التراث، إن المشربية سميت بذلك الإسم ربما لوضع قلل الماء بها. ونجد أن فتحات النوافذ والمشربيات بواجهات المنازل على ارتفاع كبير. حتى لا يسمح لمن يمر فى الطريق بكشف عورات ساكني المنزل حتى ولو كان السائر في الشارع ممتطيا جملاً.

وتابعت داود، إنه بمجرد دخولك من بالباب الصغير تجد نفسك في عالم آخر من الجمال والابداع والتصميم المعماري. فالمدخل البسيط لا يفتح على داخل البيت مباشرة حتى لا يكشف من بداخل الدار للمارة وهو ما يعرف بالمدخل المنكسر. ويفضى المدخل إلى الفناء أو الحوش أو صحن المنزل. وهو محور الحياة داخل المنازل القاهرية، وكذلك مركز التصميم المعماري حيث يحيط بهذا الصحن كل الوحدات المعمارية للمنزل.

وأوضحت داود، أنه في وسط الصحن نافورة أو فسقية مهمتها تلطيف درجة الحرارة بالمكان. وهي أيضاً شكل جمالي رائع، وبجانب من جوانب الصحن سلم يؤدي إلى المقعد. وهو من أهم أجزاء المنزل حيث يستقبل رب البيت ضيوفه.

وصف بيوت القاهرة في العصر العثماني

وأضافت الخبيرة في التراث، أنخ في العصر العثماني كان يوجد في الصحن ما يعرف بالتختبوش. وهو يقوم بوظيفة المقعد، وكان المقعد يشرف على الصحن من خلال بائكة من عقدين أو أكثر. ثم نصل بعد ذلك إلى القاعة الرئيسية بالمنزل، وكانت تتكون من درقاعة وسطى وإيوانين، ويتوسط القاعة نافورة. وهذا ما عرف في العصر العثماني بالسلاملك أي موضع ومكان الرجال.

وأشارت إلى أنه يوجد بعد ذلك أماكن المعيشة وقاعات الحريم. وهي ما تعرف بالحرملك أي موضع وجود النساء، ولقد رسم الكثير من المستشرقين مشاهد من الحياة الاجتماعية داخل بيوت ومنازل القاهرة. من الانشغال بأعمال المنزل وتربية الأبناء والجلوس مع الزوج والأولاد ومجالس وحفلات الطرب والغناء وغيرها.

وقالت إنه من أجمل منازل القاهرة، بيت السحيمى بالدرب الأصفر. ومنزل زينب خاتون بالأزهر. ومنزل عبدالرحمن الهراوى بالأزهر، ومنزل السناري بالسيدة زينب. ومنزل الست وسيلة، وغيرها من المنازل التي تميزت بعمارتها الجميلة. والتي التزمت بعادات وتقاليد المجتمع المصري في ذلك الوقت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى