أغرب شعوب العالم.. حكاية بلدة لونجييربين التي تمنع الموت والولادة على أرضها
أميرة جادو
يقع أرخبيل “سفالبارد” الذي يحتضن بلدة ” لونجييربين” النرويجية، في أقصى شمال الكرة الأرضية حيث المساحات الممتدة من الثلوج ودرجات الحرارة التي قد تصل إلى 30 درجة تحت الصفر في أيام الشتاء القارس و5 تحت الصفر في أيام الصيف الحارة وموطن الدببة القطبية، وتمتلك هذه البلدة العديد من القواعد الصارمة بداية من حظر عمليات الولادة وحتى منع الموت والدفن في أرضها وفقا لموقع نورواي توداي.
منع الولادة والموت في لونجييربين
قد تبدو قواعد تلك البلدة شاذة وغريبة وتحمل العديد من الألغاز ففي أي مدينة يمنع دفن سكانها في أرضها حتى يمنع استقبال ساكن جديد لها ووسط كل هذا الغموض وقبل أن يتجه العقل لحل الكثير من الألغاز كشف التاريخ سر هذه الأرض وقواعدها المثيرة.
في البداية كانت هذه البلدو النرويجية مثل أي بلدة أخرى تستقبل جثث سكانها الذين يعيشون على أرضها من عمال المناجم والعلماء المختصين بدراسة الحياة في القطب الشمالي والعاملين في مجال السياحة ليبلغ إجمالي عدد سكانها 2000 شخص يعيشون وسط 3000 دب قطبي حتى عام 1918 تلك النقطة الفاصلة التي أنهت طبيعة تلك البلدة النرويجية.
سبب عدم دفن الموتى
ففي عام 1918 مات أحد عمال المناجم بعد إصابته بفيروس الإنفلونزا الإسبانية القاتل، وفي عام 1950 اكتشفت سلطات البلدة آثار للفيروس في جثته المدفونة في مقبرة البلدة وبسبب موقع تلك البلدة التي أجبرها على أن تكون ذات مناخ متجمد طوال أيام السنة حتى في أكثر الشهور دفئا وحرارة تظل المقبرة محتفظة بالجثث المدفونة فيها متجمدة لا تتحلل لسنوات طويلة.
وينتج عن هذا احتفاظ الجثث بفيروساتها وان تظل هذه الفيروسات في حالة خمول مما يزيد من نسب المخاطرة في حالة انتشار المرض مرة أخرى لتصدر السلطات قرار منذ ذلك الوقت بعدم دفن أي شخص في مقبرة البلدة وفي بعض الحالات الاستثنائية يسمح بحرق الجثث بعد الحصول على موافقات رسمية.
سبب منع الولادة في لونجييربين
ولم تتوقف تقاليد أبناء تلك البلدة على الموت فقط بل امتدت حتى في الحياة مع استقبال مولود جديد حيث حظرت ” لونجييربين” أيضا الولادة على أرضها ولهذا قبل أن تضع المرأة مولودها بـ 3 اسابيع تضطر للعودة إلى البر الرئيسي لتنجب طفلها وذلك خوفا من حدوث مضاعفات أثناء الولادة وعدم القدرة على تقديم الرعاية الطبية اللازمة لها ولطفلها بسبب ضعف الإمكانيات في المستشفى المحلي الصغير وفقا لموقع مينسيلش.
والجدير بالذكر أن ارض هذه البلدة لا تستقبل الاموات ولا المواليد الجدد تحتضن في باطنها وعلى عمق 150 متر ” قبو يوم القيامة” والذي يضم مئات الآلاف من بذور النباتات التي يتم استخدامها للمساعدة في تجديد المحاصيل المفقودة في حالة وقوع كارثة عالمية وتطوير أصناف جديدة.