حوارات و تقارير

باحثة في التاريخ تكشف أصل “قانون سكسونيا” وسبب تسميته

أسماء صبحي 

من منا لايتذكر مشهد المحكمة في فيلم “الغول” عندما صرخ عادل إمام، الذى كان يقوم بدور الصحفي، قائلاً “قانون سكسونيا”. وذلك عندما أصدر القاضي حكماً ببراءة فهمي الكاشف الذي قام بقتل عامل البار. ولكن استغل نفوذه من أجل أن يشتري براءته بالمال نظراً لقدرة والده رجل الأعمال الثري على شراء ضمائر المسئولين.

قانون سكسونيا

تقول شروق السيد، الباحثة في التاريخ، إن قانون سكسونيا يعد من أغرب القوانين التي كانت موجودة في العالم. فبمقتضى ذلك القانون كان هناك تمييز في تنفيذ العقوبة بين المجرم من عامة الشعب والمجرم من طبقة النبلاء.

وأضافت شروق، أن هذا القانون وضع في ولايةسكسونيا، وهي إحدى ولايات ألمانيا القديمة. ووضعته حاكمة ولاية سكسونيا في القرن الخامس عشر. وكان ذلك بواسطة مشرعين من طبقة الأغنياء، وارتبط اسمه باسم الولاية.

تطبيق القانون

وتابعت الباحثة في التاريخ: “كان القانون يعاقب كلا الطبقتين عامة الشعب الفقراء والنبلاء الاغنياء، بدون تحيز أو تفرقة. ولكن تختلف طريقة تنفيذ العقوية بين الطبقتين. وكان ينص قانون سكسونيا على معاقبة أفراد الطبقة الفقيرة عامة الشعب بتنفيذ عقوبة القاتل بقطع رأسه وفصلها عن جسده. أما النبلاء الاغنياء فيتم قطع رأس ظل القاتل بعد وقوفه في الشمس”.

واستطردت: “عندما يكون الحكم على الفقير من عامة الشعب بالجلد فإنه يتم تنفيذ الجلد عليه وسط جموع من الناس. أما تنفيذ الحكم بالنسبة لطبقة الأغنياء النبلاء يقومون بإحضار المتهم ويقف في الشمس ويجلد ظله”.

وأوضحت شروق: “أما من يحكم عليه بالسجن من طبقة عامة الشعب الفقيرة فانه يسجن تنفيذاً للعقوبة التى يستحقها. أما طبقة النبلاء الأغنياء يسجن المتهم أمام الناس ثم يخرج من البوابة الخلفية”.

اختفاء القانون

واختتمت شروق حديثها قائلة: “المثير للسخرية أن طبقة الأغنياء النبلاء يقفون وكلهم كبرياء وشموخ ووجههم يملأه ابتسامة استهزاء من الطبقة الفقيرة. واختفى قانون سكسونيا لكنه ربما يزال مستوطن في عقول البعض حتى الآن مع اختلاف أساليب التنفيذ”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى