مقابر الصحراء.. آثار “تل العمارنة” التي احتواها الجبل
دعاء رحيل
إنها مدينة إخناتون، هذه العاصمة التي أنشأها الملك المصري القديم وأطلق عليها “أخيتاتون” هي تل العمارنة بمدينة المنيا.
المقابر الشمالية للمدينة العريقة، مكونة من 6 مناطق محفورة في الصخر في عصر الملك إخناتون، الذي قرر إنشاء مدينة كاملة في وسط الجبل، كانت هي تل العمارنة.
لم تكن كل المقابر منشأة بهدف الدفن، ما عدا المقبرة الملكية، ويقول هشام أحمد عبدالقادر، مفتش آثار بتل العمارنة، إن الجبانة تتكون من 25 مقبرة كانوا مخصصين للنبلاء وحاشية البلاط الملكي، وقسموا إلى جزئيين، الجزء الشمالي مكون من 6 مقابر محفورة في الصخر على ارتفاع أعلى من المقابر الجنوبية، وهي الجزء الثاني من مكونات المنطقة، وتقع على مسافة بعيدة في التبة المنخفضة وعددهم 19 مقبرة.
وما بين المقابر الشمالية والجنوبية يوجد الوادي الملكي، بالإضافة إلى مقبرة الملك إخناتون نفسه، وتحمل رقم 26، وتقع على مسافة 14 كيلو متر من المقابر الشمالية، و6 كيلو متر من مدخل الوادي.
المقابر الشمالية
يضيف عبدالقادر أن المقابر الشمالية هم 6 مقابر، حملوا أرقامًا طبقًا لوضعهم الجغرافي من الشمال للجنوب، وصممت المقابر الشمالية على 3 أنواع من الطراز المعماري، فالمقبرة رقم 1 و2 صممتا بطراز واحد، ورقم 3 و5 طراز ثان، ومقبرة 4 و6 طراز ثالث.
المقبرة 1 و2 تل العمارنة
للمقبرتين طراز متشابه، عبارة عن صالتين مربعتين، وفي النهاية مقصورة لصاحب المقبرة، لكن المقبرة رقم 1 خاصة بكبير خدم الملكة تي الملكة الأم للملك اخناتون.
المقبرة 2 خاصة بمري راع الثاني تميزا له عن صاحب مقبرة 4 مري راع الأول رئيس الخدم لملكة نفرتيتي زوجة الملك اخناتون.
مقبرة رقم 3
هما عبارة عن شكل حرف تي، صالة طويلة وتتبعها صالة أخرى عرضية في نهايتها تمثال لصاحب المقبرة، أما عن الجزء الهندسي لها فكان مكتملًا ولكن الزخرفة لم تكتمل، اسُتخدمت في نحت المقبرة من أعلى لأسفل إزميل حديد ومطرقة خشبية.
صاحب مقبرة رقم 3 هو أحمس، الذي كان يشغل وظيفة حامل المروحة على يمين الملك، وكان يشغل أيضًا وظيفة الكاتب الحقيقي للملك والمشرف على المدينة.
وعن المنظر المرسوم على الجدران في المقبرة رقم 3: فهو يصور عملية الزيارة الملكية لكنه غير واضح بصورة كبيرة، فالجزء الباقي من المنظر يجسد عربة حرس الملك يتقدمه الملك، وكادت أن تصل، فتنحي الصفوف الأربعة الخاصة بالحرس، وتتخذ جانبًا لتترك مسافة ليمر من خلالها الملك، وأول هذه المسافة يقف عازف أو نافخ البوق ليضرب البوق دليل على أن الملك قادم.
أما الصالة الثانية فلا يوجد بها نقوش، وتحتوي على بئرين للدفن، لكن لم يستخدما، وفي النهاية تمثال صاحب المقبرة.
مقبرة رقم 4
صاحب المقبرة هو مري رع الأول، وكان يشغل وظيفة الكاهن الأعظم لآتون في معبد آتون بمدينة أخت أتون وحامل المروحة علي يمين الملك وحامل أختام الوجه البحري.
تحتوي المقبرة على صالة مربعة في البداية قائمة الانتظار، وبعدها صالة مربعة، وهي الرئيسية، وبعدها صالة أخرى غير مكتملة ثم مقصورة صاحب التمثال، يحمل سقفها 4 أعمدة لم يتبق منها غير عمودين.
المناظر الموجودة في المقبرة تصور “نافذة التجلي”، التي ينظر منها الملك على الشعب أو بعض الأفراد، فيظهر الملك وزوجة نفرتيتي وبنته الكبرى مريت آمون.
كما يصور الجزء الثاني من عملية الزيارة الملك يخرج من القصر إلى المعبد الكبير للتعبد والزيارة، وفي وسط المنظر الملك إخناتون بأكبر حجم على الجدار وهو على العربة الخاصة بيه يجرها 2 أحصنه مزدوجة، خلفه عربة الملك نفرتيتي يجرها 2 أحصنه وبعدها مباشرة البنت الأولى والثانية وفي الأسفل البنت الثالثة والرابعة، أما أخر جزء هو البلاط الملكي.
مقبرة رقم 5
وهي على طراز المقبرة رقم 3، وهي غير مكتملة أيضا، وصاحب المقبرة هو الطبيب، وأهم ما يوجد على جدرانها كتلة خشبية يرمز إلى الأنابيب، التي تستخدم في المعامل الطبية.
مقبرة رقم 6
صاحب المقبرة بانحسي، كبير الخدم في مقبرة آتون، ومراقب الشون والمخازن الغلال وقطعان الماشية، وقاضي قضاة مصر السفلى للصالة الخارجية.
الطراز المعماري لها عبارة عن صالة مربعة يتبعها صالة أخري مربعة، وفي نهاية الصالة تمثال صاحب المقصورة، وقد تحول المكان إلي كنيسة في أوائل العصر المسيحي، فقطع الصخر في الحائط الشمالي وأقيم مذبح.
عن منطقة تل العمارنة
على غرار وادي الملوك بطيبة قرر الملك إخناتون إنشاء مدينة تل العمارنة في وسط الجبل، التي كانت تضم المقابر الملكية والمقابر الشمالية والجنوبية والمدينة نفسها، وتحتوي على القصر الجنوبي ومنزل الملك ومبني السجلات في وسط المدينة بين قرية تل العمارنة وقرية الحج قنديل والقصر الشمالي، وبسبب أنها بنيت من الطوب اللين أصبحت بقايا لا يتعدى ارتفاعها متر ونصف المتر على الأرض.
تل العمارنة
كان اسمها “اخيتاتون” أي “أفق أتون”، وهي العاصمة الجديدة التي أنشأها الملك إخناتون، وفي العصور الوسطى بعد أن خربت المنطقة بعد أن غير توت عنخ أمون العاصمة، أتت قبيلة العمارنة وسكنت هناك مده طويلة، وعمروها، ثم رجعوا إلى مناطقهم، فسميت المنطقة باسم تل العمارنة، لأن من أرجع الحياة إليها هم قبيلة العمارنة.