“مطروح” البوابة الغربية لمصر وأقدم المناطق التاريخية.. خبير أثري يوجد بها العديد من الآثار المجهولة
دعاء رحيل
تعتبر محافظة مطروح من أقدم المناطق التي يوجد بها آثار، وتعد البوابة الغربية لمصر، مثلها مثل شبة جزيرة سيناء المدخل الشرقي لمصر، ولكن المحافظة مظلومة بعض الشئ من حيث توثيق تاريخها سواء باهتمام ورعاية من جانب الدولة أو حتى ذكرها في كتب التاريخ، مع العلم أنها لا تقل أهمية عن أي محافظة أخرى، وعلى الرغم من اكتشاف العديد من القطع الأثرية التي تعود إلى العصر الفرعوني والإغريقي والروماني والبطلمي ويصل عددها إلى ما يقرب من 6 آلاف قطعة مخزنة في مخزن هيئة الأثار، وبالرغم من فرص السياحة الواعدة في المستقبل القريب، إلا أن المحافظة وحتى هذه اللحظة لا يوجد بها متحف يوثق تاريخها القديم.
متحف قومي
وفي هذا السياق قال محمد الشرقاوي، مدير عام متحف كهف روميل، الذي تحدث عن أهم المواصفات القياسية لإنشاء متحف قومي.
ونوه الشرقاوي إنه لإنشاء المتحف يجب تخصيص مساحة مناسبة ويسهل الوصول إليها بالمواصلات العادية، بحيث يكون الموقع مناسب من الناحية الأمنية، فمثلا لا يطل على البحر مباشرة أو يكون بعيدا عن المدينة.
وأضاف الشرقاوي “يلي ذلك وضع سيناريو عرض مناسب لفكرة المتحف، فمثلا عند إنشاء متحف قومي لمطروح سيتم من خلاله تناول مطروح عبر العصور القديمة وحتى العصر الحديث والمعاصر، لأن فكرة المتحف قائمة فى الأساس على ربط الماضي بالحاضر”.
وأكد الشرقاوي أن المحافظة خصصت في عهد عبدالحميد الشحات من ذي قبل أرض حديقة كليوباترا، ولكن تم إلغاء التخصيص، بالإضافة إلى اقتراح عمل متحف بمكتبة مصر العامة على دورين، ولكن الأمر غير مجد، نظرا لكون المكتبة كمبنى لها شكل تراث جمالي فقط، كما أن أحد الأدوار سيتم تخصيصه كصالة عرض متخف، ولكنها أيضا غير مجدية نظرا لوجود قطع أثرية كبيرة الحجم لا تصلح إلا أن تكون فى حديقة متحفية.
وأوضح أنه لإنشاء متحف يجب أن يضم حديقة متحفية، والمتحف نفسه، وقاعات للنماذج، بالإضافة إلى ورش الصيانة، وقاعات الإدارة، بالإضافة إلى قطاعات خدمية لراحة الزائرين والزوار، بمعنى أن المكان سيكون مؤسسة تعليمية متكاملة.
تاريخ مطروح
ويضيف مدير عام متحف كهف روميل أن المتحف سيتناول المراحل والعصور التاريخية التي مرت بها المحافظة، وذلك بتناول القطع الأثرية المكتشفة بها في سيناريو العرض، ودعمها بقطع من المتاحف أو المخازن المتحفية بالمحافظات الأخرى، وذلك لأن بعض القطع الأثرية المكتشفة لا تصلح للعرض، فليس كل أثر يكتشف يصلح للعرض، فهناك قطع تكتشف مكسورة.
ويتابع “نحن سنقوم بعرض المكتشف في المتحف كفكرة ودعمها من المتاحف الأخرى من نفس العصر أو الحقبة التاريخية، وذلك لأن أصل الحضارات كان في القاهرة وصعيد مصر، ومحافظة مطروح كانت مجرد امتداد فقط للحضارة”.
آثار مجهولة
ويضيف الشرقاوي أن 90% من أبناء المحافظة لا يعلمون أن مطروح تحتوي على آثار من الأساس، فيوجد بمنطقة أم الرخم معبد رمسيس الثاني، الذي ينتمي إلى العصر الفرعوني، الذى شيد لحماية مصر من هجمات القبائل الليبية، وهناك شواهد على معاصرة مطروح للحضارة اليونانية والرومانية وأيام العصر البيزنطي، ويوجد معبد في منطقة القصابة، وكذلك عصر الفتوحات الإسلامية، والعصر الحديث، فمطروح كانت بمثابة بوابة مصر الغربية، وأي حاكم كان يهتم بتأمين حدود دولته من الشرق والغرب.
ويتابع مدير عام متحف كهف روميل أن مطروح كان يطلق عليها فى العصر الفرعوني “هيبتا” و”أرض الزيتون”، وفى عصر البطالمة أطلق عليها اسم “باراتينيمون” ويعنى المرسي و”سانت ريا”، وفى العصر الإسلامي سميت بإقليم “بركة”، وبعدها سميت بمطروح نسبة إلى أحد المجاهدين المسلمين، الذي يدعى رافع بن مطروح، وهذا ما سيتناوله المتحف، بالإضافة إلى تناول الحرب العالمية الثانية ومعركة وادى ماجد وغيرها من الوقائع التاريخية التي نشبت على أرضها.
أهمية المتحف
وتابع الشرقاوي إن أهمية المتحف ترجع إلى نشر الوعي الأثري والتربية الأثرية من خلال محاضرات يتم إلقاؤها في القاعات المخصصة لها بالمتحف والورش التي ستعلم الطلاب كيفية عمل نماذج مقلدة، فالمتحف يعد مؤسسة تعليمية متكاملة، فهو ليس مجرد مبنى فقط يحوي قطعا، لكن له دور تثقيفي، بالإضافة إلى تنشيط السياحة، وزيادة دخل المحافظة، وتوفير فرص عمل للشباب، كما أن الزائر سيتعرف على كل الملامح التاريخية للمحافظة من خلاله.