متحف “البيت السيوي” كنز تراثي يعكس حياة البادية في سيوة
أميرة جادو
بعيدًا عن جمال الرمال الذهبية المتناثرة على البحار والشواطئ، تضم محافظة مطروح العديد من الكنوز الطبيعية والأثار التراثية والأثرية، منها ما يعكس حضارة البدو الذين يعيشون في واحة سيوة، ومنها ما يحكي عبق التاريخ، حيث تعد مقصدًا سياحيًا وثقافيًا لرواد وزائري المحافظة خلال الإجازات والمواسم السياحية، أبرزها متحف البيت السيوي، وهو بيت تقليدي، تعكس جدرانه ومحتوياته عادات وثقافة البادية، كما يحتوي على الكثير من المشغولات اليدوية الصديقة للبيئة السيوية، كالسجاجيد، والمجوهرات، والأواني الفخارية، والفضيات، والآلات الموسيقية، والملابس المطرزة.
متحف البيت السيوي
تعتبر واحة سيوة إحدى الواحات المصرية التي تتميز بامتلاكها العديد من المقومات السياحية والتي تستقطب الزوار والسياح من كافة أنحاء العالم، ويتوسط الواحة متحف “البيت السيوي”، وهو أحد أهم المزارات السياحية بالواحة والذي يحرص عليها الكثير على زياراته للتعرف على التاريخ السيوي القديم، تم انشائه على طراز البيت السيوي القديم، كما تم بناؤه بالمواد الأصلية المحلية باستخدام تقنيات البناء التقليدية لأهل سيوة خاصة “الكرشيف” وهو مزيج من الملح الصخري المجفف بالشمس مختلط مع الطين، وهذه المادة تحافظ على درجات الحرارة داخل المنازل عند مستويات معتدلة، والسقوف مصنوعة من جريد النخل.
فكرة أنشاء متحف البيت السيوي
في البداية، يقول محمد عمران جيري، مدير إدارة السياحة برئاسة مركز ومدينة سيوة، لـ “صوت القبائل العربية والعائلات المصرية”.. إن فكرة إنشاء متحف البيت السيوي نشأت من دبلوماسي كندي كان يخشى أن تندثر يومًا ما ثقافة سيوة ومنازل الطين فيها. لذلك أنشئ المتحف بمدينة سيوة من أجل الحفاظ على العمارة الفريدة لسيوة. وتراثها للأجيال القادمة بمنحة من الحكومة الكندية آواخر الثمانينيات من القرن الماضي. وفتح أبوابه للجمهور في ديسمبر عام 1990م.
وأشار “جيري”، أن المتحف يقع في حديقة مجلس المدينة بقلب مدينة سيوة، ويتكون من طابقين. وصمم بما يتسق والبيوت السيوية ويضم العديد من المصنوعات المحليّة التي تعبّر عن الكثير من جوانب الحياة السيوية.. مضيفًا أن البيت السيوي يتردد عليه السائحون الأجانب والمصريون ليتعرفوا عن الحياة السيوية القديمة بالإضافة إلى التقاط الصور التذكارية ف مع الآلات الموسيقية التي تشتهر بها الأفراح السيوية القديمة وفستان العرس للبنت السيوية وزي العريس للسيوي.
“محتويات متحف البيت السيوي”
وعن محتويات المتحف، أوضح “جيري”، أنه تم جمع عدد من النماذج البيئية التي تحتوى على بعض الآثار التقليدية من المنطقة، مثل المجوهرات الفضية.. ومنها على سبيل المثال لا الحصر (الدملج) وهو سوار عريض من الفضة تلبسه المرأة السيوية في يدها للزينة. كما يشمل البيت السيوي آلات موسيقية وأزياء أفراح وسلال وأواني فخارية. علاوة على مشغولات يدوية من التاريخ السيوي الأمازيغي. مشيرًا إلى أن البيت السيوي يحكى عادات وتقاليد أهالي الواحة من خلال ما يسمى «الغرفة الشتوية».. وهى مكان كانت الجدات السيويات يجمعن الأحفاد على مائدة الطعام ويأكل الجميع في طبق واحد وبعدها يبدأ حكى الجدات عن تاريخ سيوة بعلاقاتها وأشكالها.
“المتحف يرمز لتاريخ سيوة”
ولفت “جيري”، إلى أن البيت السيوي يرصد الحياة اليومية لمواطن الواحة في سيوة. وكيف يأكل وكيف يشرب وكيف يعمل وكيف هي حياته اليومية. كما يرصد عددًا من العادات والتقاليد السيوية للمرأة السيوية في زينتها قبل وبعد الزواج وفى صنعها لمواد المنزل وقيامها بتربية أولادها على التراث الأمازيغي والسيوى.
وفي السياق ذاته، قال الشيخ عمر راجح، أحد شيوخ قبيلة أولاد موسى بواحة سيوة، لـ “صوت القبائل العربية”. بأن البيت السيوي يمثل رمز للتاريخ والبيئة السيوية ويبرز العادات والتقاليد التي يتميز بها أهالي سيوة والعصر الجميل للواحة. مضيفًا أنه تم وضع مشغولات يدوية من التاريخ السيوي الأمازيغي في البيت السيوي ليصبح البيت السيوي متحفا متكافلا عن البيئة السيوية والذى يقصده السائحون الأجانب والمصريين.
