المر: الكنز الطبي الطبيعي الذي يعالج الجروح ويقاوم البكتيريا
المر هو مزيج طبيعي غني بالمواد الراتنجية والزيوت الطيارة التي تفرزها سيقان نبات البيلسان. ينقسم نبات المر إلى نوعين رئيسيين: المر الحجازي والمر البطارخ الإفريقي، ويتم استخراجه عن طريق تجريح سيقان الشجرة لتسيل العصارة التي تجمع بعد تجمدها. المر الجيد يتميز بشفافيته ولونه البني الفاتح، بينما المر الرديء يحتوي على ألوان بنية داكنة وسوداء ويبدو وكأنه مختلط بالرمال.
ينمو المر في مناطق مختلفة من العالم، أبرزها اليمن، عمان، الصومال وشمال إفريقيا، واعتبره الأطباء القدماء كنزاً طبياً لا غنى عنه. حيث أشاد به ابن سينا لقيمته العلاجية الفعالة، وأكد على دوره في منع التعفن، حتى أنه كان يستخدم في حفظ الأجساد الميتة من التحلل. كما ذكر ابن البيطار فوائده في علاج السعال القديم والربو دون أن يؤثر سلبًا على الرئتين. الرازي أيضًا سلط الضوء على استخدامه في علاج أوجاع الكلى والمثانة والتخلص من الديدان، إضافة إلى دوره في تقليل الأورام.
داود الأنطاكي وصف المر بأنه مرطب ومفيد في علاج النزلات والصداع، مشيرًا إلى أن نوع المر الصافي هو الأكثر نقاءً وفائدة، إذ يتميز بقطع حمراء شفافة تنكسر عن نكت بيضاء. وأشار إلى وجود أنواع أخرى من المر مثل المر الحبشي، الذي يتميز بصفاته القاتلة إذا استهلك بشكل خاطئ.
استخدام المر يمتد إلى العديد من العلاجات الأخرى، حيث يُستعمل في علاج مشاكل الأسنان والتهابات اللثة، ويعتبر مطهراً قوياً ضد البكتيريا. ويجب توخي الحذر عند استخدامه داخلياً، حيث يمكن أن يسبب مشاكل في القولون إذا تم استهلاكه بكميات كبيرة.
المر ليس مجرد نبات، بل هو عنصر فعال في عالم الطب البديل، حيث يُستخدم في علاج الجروح والتقرحات، ويتميز بقدرته على تعزيز صحة الجهاز الهضمي والحد من الالتهابات.