تاريخ ومزارات

حكاية قصور الأميرات الثلاث.. بناها الخديوي إسماعيل لبناته بالتبني

أميرة جادو

تضم أرض مصر العديد من الأبنية التي تعكس العراقة والتاريخ، وشكّلت متحفًا مفتوحًا يمكن من خلاله التعرف على الأساليب الفنية المختلفة والطراز المعماري الفني لهذه الحقبة الزمنية.

ووفقًا لما ذكر في كتاب قصور مصر، للكاتبة سهير عبدالحميد، تعتبر قصور مصر تاريخ لا يزال حيا. لأنها ليست مجرد أمكنة وجدران وشوارع إنما هي سجل يخلد أسماء وشخوصا وأحداثا رمز لنمط عمارة ساد وظروف عصر خلا وثقافة مجتمع تقلبت عليها السنون وظلت تحمل شيئا من توقيعه لا يزال محفوراً في ومضة هنا وأخرى هناك.

حكاية  قصور بنات إسماعيل بالتبني

قرر الخديوي إسماعيل تشييد ثلاث قصور على خط واحد لبناته بالتبني، وهم سراي الأميرة توحيدة، وسراي الأميرة جميلة هانم، وسراي الأميرة فائقة، وجميعها أصبحت مباني تابعة لهيئات حكومية فيما بعد (وزارة الإنتاج الحربي، وهيئة التخطيط العمراني، وديوان وزارة التربية والتعليم).

ويشير الكتاب،  إلى أن الخديوي بنى الصور لبناته على أرض ذات مساحة شاسعة على طول شارع قصر العيني الجنوبي، وقد ظهرت القصور الـ3 عام 1874، وطرأت كثير من التغييرات عليها، منها ما استخدم مستشفى بريطاني أثناء الحرب العالمية الأولى.

وتم بناء السرايات الثلاث على الطراز الغربي الأوروبي (البلجيكي- الفرنسي) شأن كل القصور الملكية التي تم تشييدها في عهد إسماعيل، التي كانت صورة من صور انفتاح محمد علي باشا على أوروبا، واستجلابه للفنانين والمهندسين لبناء قصوره ودور الحكم والمرافق العامة، وسار على نهجه أولاده من بعده.

تصميم القصور

أما عن التصميم الفريد للقصور الثلاث، يتميزون بنقوش ورسومات متنوعة، ففي قصر الأميرة فائقة، يوجد غرفة ذات طراز عربي، جدرانها مجلدة بالخشب وعليها زخرف بوحدات من العاج، وجزء آخر مكسو ببلاطات من قوالب جصية ملونة عليها زخارف غائرة وبارزة لوحدة نباتية محورة ومتكررة، والسقف من زخارف خشبية نباتية وهندسية متعددة الألوان مع ماء الذهب، ولوحات لعديد من الآيات القرآنية بخط الثلث مطعمة بالخشب الأسود بالعاج، كتبها أحد الخطاطين البارزين حينها، ويني بك.

والجدير بالذكر، أهدت الأميرة فائقة، القصر، إلى الحكومة عام 1931، ليصبح مقرا لوزارة التربية والتعليم، التي كانت توجد في البداية في قصر الأميرة جميلة، وكانت تحمل اسم “وزارة المعارف العمومية”.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى